04-20-2011
|
|
الأمــــاكــــــن...
ذات يوم شديد الضوضاء... كثير الحديث الهزلي... مكثت مستوحدا بذاتي!! لكن بداخل وجداني... لم أستطع تحمل الضوضاء فآويت إلى رُكنٍ هادئ... فكأنما وجدت الماء بعد الظمأ... اطمأننت في ذلك المكان ...
فمكثت أفكر وأحلق بخيالي مُسترجعا ذكرياتي... أتذكر الطفولة البريئة... أتذكر الحنان والدفء ...أتذكر كيف كُنت ألهو طفلاً.. وشيئا فشيئا مُراهقا... أتكهن بالمُستقبل البعيد... حيث الاستقرار والسعادة - بإذن الله - إن الأماكن هي أفشل ما يستطيع الإنسان أن يسترجع بها ذكرياته ... كم مررنا بأماكن أحسسنا فيها بأحاسيس متضاربة ... مُتأججة... رائعة ...حزينة... مُؤلمة...فلنتذكر معا تلك الأماكن بحـلوها ومُرّها...
*مكان الطفولة *
للتو أرى الشعاع ... يا إلهي ما هذا الدفء!! أسمع صوتا ... حنون... دافئ...هادئ...ما أجمله ... ليته لا ينقطع.
أصبحت أمشي... كم جميل هو التنقل بين الأماكن ...
أصبحت أتكلم ... يالله وأخيرا أصبحت الكلام ... متى أجوع ... متى أحتاج شيئا .. كم هي نعمة عظيمة ... ما أجمل هذا المكان....
*مكان المُراهقة *
وأخيرا أصبحت رجُلا يُعتمد عليه ... الشعور بالمسؤولية أصبح كالهواء في حياتي ... التفكير في المستقبل يقتلني ... ليتني أعرف المستقبل...
*مكان الرجولة *
ها قد وصلت إلى ذروة حياتي ... الإستقرار... السعادة ...أصبحت كالماء تجري في يَدي... ليتني أبقى هكذا للأبد ...
*مكان الشيخوخة *
تجعد وجهي ... ابيضّ شعر رأسي... انحنى كاهلي... أصبحت لا أفكر سوى بالذكريات الجميلة ...كم هو مسكين ذلك الإنسان ... ليتني في الحياة "لم أعِش"!!!
*النهاية *
مكان مُظلم ... ضيق ... لحاف أبيض حولي... لا أملك سوى عملي... ربّ يسر ولا تُعسّر...
|