التغافل المحمود
التغافل المحمود
• اتِّساع الأذن لكل مسموع ، واتِّساع العين لكل مرئي ؛ كفيلان في تكدير الصَّفو ، وتفريق المجتمع ، ونصب خيام سوء الظَّن في القلب ..
• من أخذ بكل زلَّة على كل أحد ؛ فلن يبقى له في الدُّنيا زوجةٌ ، ولا أخٌ ، ولا صديقٌ ، ولا جار ..!
• المرء المحمود : هو ذلكم المتغافل الذَّكي ، لا الـمُـتذاكي الغافل ، فإن الأولى كياسة وفطنة ، والأخرى بَلادة وحُمْق ..
• التغافل المحمود : هو ما حمل في طيَّاته معنى السَّماحة ، واللين ، وغضّ الطَّرْف ..
فإنه كلَّما افتقر التَّغابي إلى هذا المعنى فإنه سيصبح حينئذٍ جزءًا من المشاكل ، لا جزءًا من الحلول ..
• ليس من الفتوَّة التَّشبُّث بزلَّات الآخرين ، والفرح باستحصالها على وجه التَّتبُّع ، والحَرْث في أرض النَّوايا ، وحملها أكثر ممَّا تحتمل !
• هكذا هي الحياة مع الآخرين ؛ ليست صفوًا على الدَّوام !
لذا فإن من اشتغل بتتبُّع الزَّلات ، والمحاسبة عليها ، والانتقام لها ، وأهمل خُلُق التَّغافل في كثير منها ؛ فإنه سيجد نفسه يومًا ما وحيدًا ، يتَّقيه جلُّ النَّاس ، فضلا عن كونه ضيَّع وقته في إفساد قلبه !
• لا صفاء دون تغافل ، ولا وحدة واجتماع دون تغافل ، ولا إيثار دون تغافل ..
• لا يُحْسِن التَّغافل إلا ذوي العقول النَّيِّرة ، والقلوب الكبيرة ، وما سواهم فإنَّ بينهم وبين خُلُق التَّغافل بُعْد المشرقين ..
• المؤمن كيِّسٌ فَطِن ، نَصَّاح لـمَّـاح ، يميّز بين الغباء والتَّغابي ، والغفلة والتَّغافل ..
إذا كنت في كل الأمور معاتبا
صديقك لم تَـلْـق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا ، أو صِلْ أخاك فإنه
مقارف ذنبٍ تارة ومُجانبه
إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى
ظمِئْت ، وأيُّ الناس تصفُو مشاربه !
[ شكرا غاليتي نسيم ولا تفي على روعة التوقيع
|