عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2012   #45


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)







خولان وقحطان تأريخ وأنساب (5)



حضرموت ليست بعيدة عن القحطانية/ الهجرة المذحجية الثانية:
وهنا نذكر من الأحداث المتأخرة في القرن السابع من تاريخ بن شنبل (ادراك الفوت في تاريخ حضرموت)عن حضرموت قوله:

جاء ذكر هذه الاسماء عند شنبل
599 هـ فيها وقعت كحلان واخذ نهد ومن اعانهم من تجيب بنو عبيدة ....)
610هـ فيها جمع لبيد بن يماني وحسن بن فاضل نهداً وبعض جنب وصلوا في الكسر ....)
616 هـ وفيها انقذ السلطان اخدامة فجاؤا عسكر من جنب وسباء ومذحج وطردوا بني ضنة ..)
و هنا نجد اسم عبيدة و هي معروفة اليوم و مشهورة في جوف اليمن و التي لم يكن لها ذكر أيام القرامطه مع من رحل من سنحان و جنب. و نجد اسم نهد وهي التي كانت أرضها بتثليث و بواديها الا أن النهديين اليوم يعرفون رحيلهم و يقرونة.


ردة الفعل الشمالية و قحطان الشماليين:
من الملاحظ تحاشي المؤرخين الزيديين/الشيعة في شعرهم و تاريخهم من الخوض في الجانب العنصري القحطاني اذ أننا لا نكاد نقرأ خبرا في التاريخ بينهم و بين القحطانيين (شماليين) الا و نجد أن القحطانيين يفتخرون بعرقهم و الطرف الآخر يتحاشى ذكر ذلك, طبعا لأن أنصارهم في الأصل هم من القحطانيين, و لكنهم يعوضون ذلك بالفخر الديني أو مدح أنصارهم بشكل شحيح جدا. و العكس نجده عند القرامطة فهم يتفاخرون بعرقهم و يناوئون الأحباش في زبيد على اساس عرقي –ليس كل أهل زبيد أحباش-.

لقد كان لتحول المذهب الزيدي الى مذهب سياسي من ما يعني تكريس الطبقية في المجتمع الخولاني و تأصيل التبعية العمياء لعرقية مختلفة غير قحطانية تدير أمورهم و تأمرهم و تنهاهم أقول لقد كان ذلك يعني تهميش رؤسائهم و قياداتهم القبلية أو الاضعاف من هيبتها المستمدة من الأمجاد الحميرية القديمة فبالتالي من الطبيعي أن تكون هناك ممانعة و تيار مضاد لذلك المد. و قد تجلى ذلك في الكثير من الأحداث و ليس في خولان وحدها بل كان لبحارث المذحجيين و الياميين نصيبهم كذلك و ذلك أن بلحارث كانو ملوك نجران و يام من صميم همدان و خولان لها عصبيتها الحميرية المعروفة.



حمير/ قحطان و تأثير السحر في عقول الخولانيين:
ان القاريء لتاريخ اليمن بعد الاسلام و الأحداث الجسام التي عصفت بكل شبر من أرضة ليخرج بانطباع واضح بأن الاستقرار كان بعيد كل البعد عن أرض اليمن بل كانت العصبية القبلية وقود الكثير من الصراعات وهذا واضح الى اليوم في تكوين العقلية الاجتماعية اليمنية.
(حتى أن الفتنة التي تطل بوجهها اليوم بين الشمال و الجنوب في اليمن لها أبعاد عرقية اجتماعية) كما أننا نلاحظ قدوم كثيرين من غير ذوي العرق القحطاني و تملكهم لبعض المناطق مثل الأحباش في زبيد و قبلهم من بني زياد العدنانيين ثم نجد الأشراف في صعدة و نجد كثير من من أرسلهم الخلفاء العباسيين من غير العرق القحطاني فهناك معن بن زائدة الشيباني و من ثقيف و غيرهم.

و مع تركيزنا على أرض صعدة و قبائلها نجد أن بعض قبائل خولان كانت على قدر كبير من التعصب لقحطانيتها خصوصا تلك القبائل في تهامة قحطان و ظهران الجنوب جبال يسنم و باقم و نواحي نجران يتبعها الخنافر من حمير و العواسج و من بقي من مذحج و وادعة همدان. كما أن الهمداني يتحدث عن بعض الأحداث هناك و يمدح في شعرة بعض زعماء خولان مذكرا اياهم بأمجاد آبائهم, و من الواضح أن الهمداني فرد من مجتمع قحطاني أصابة داء العنصرية أي أن التعصب القبلي قد بلغ أوجة و أن الهمداني يمثل ذلك المجتمع و كان لشعرة دور بارز في اذكاء الصراع من الجانب العرقي و هجاء كل من ناوئهم و هذا واضح بلا تفسير في شعرة, ولعلني هنا ألخص النقاط التي ألهبت العنصرية و أذكت نار الفتن:

· العصر الأموي و المفاخر العدنانية و اليمانية حينها.
· الأحباش و العدنانيين في زبيد.
· الامامة و بني هاشم في صعدة و تقاتلهم على السلطة و تسلط بعضهم على الناس.
· الأمراء العدنانيين الذين يرسلهم الخلفاء.
· الأبناء و هم بقايا الفرس في اليمن و قد كانوا كثيرا ما يثيرون الفتن و دوما يتعلقون بكل أمير جديد لليمن و يقومون بتأليبه على أعدائهم.


فكل هذة النقاط عبارة عن تراكمات تاريخية ألبت النفوس و غالبا ما استخدمت الاستخدام الخاطيء, فالقرامطه استخدموا هذة العصبية لتثبيت حكمهم و مقاتلة الأحباش السنه و من معهم في زبيد, و القبائل الشمالية استخدمت ذلك لقتال أئمة الزيدية في صعدة.
فقد أصبح اسم قحطان اسم يجمع كل ذوي الأصول القحطانية بغض النظر –ليس تماما- عن الانتماء المذهبي, و قد عاصر الهمداني تلك الأرض و القبائل المنتمية للقحطانية الشمالية و لبث في خولان ما يقارب العشرين سنة و عرف أنسابهم و رجالهم و وقف معهم بشعرة و وقفوا معه في أكثر من موضع.


أمثلة على التعصب الخولاني/القحطاني:
· الهيضم أو الهيصم , مع أني أرى أنه الهيثم و ذلك أن في لسان خولان ننطق الضاد ثاء مثقله تشبة الضاد. هو الذي خرج على هارون الرشيد و خرج على العلويين و يقال أنة كاد يملك اليمن حتى قتلة عمال الرشيد و فيه يقول الهمداني:

أحيا ليعرب عزها بحسامة - واليقدمية في العجاج الأصهب

و هذا البيت بمعناه يشبه البيت الذي قاله القسم القحطاني الجنوبي القرمطي مع الاختلاف المذهبي العميق و لكن لا يهم مادام هدفهم أمجاد يعرب و قحطان!!. البيت يقول:

نفضت غبار العار عن ثوب يعرب – وقد سحبت أطرافه كل مسحب


ويقول الهمداني:

اني امرؤ نصبت قحطان رايتها – بالكف منه و رأس العز منكوس
ينمى به فوق خولان و يرفعه – عليهم حسب في الدهر قدموس
و لم يزل في أكيل من أبوته – نافي المذلة عن خولان عتريس

و أكيل قبيلة خولانية من الربيعة بن سعد.

· زيد بن أبي العباس من صحار من خولان و قد كان فارسا داهية, ويقول عنه وهو الذي قاتل العلويين بصعدة و كان قد جمع لهم من بني سعد و بني الربيعة و هانيء و صحار ومن همدان و كانت أمة من بني وادعة الهمدانية:

ألا أبلغ بني سعد بن سعد – مقالة ناصح للقوم ود
بأن قبحت لحي قاتلن زيدا – و محيي مجدها حسبا بحد
و قبح من ربيعة حيث كانت – كليب كالقماقم من كلعد
سعى في فك ربقتهم فقامو – عليه دون نصرتة لضد
و لا مدت لهمدان بن زيد – بنان تقتدحن شهاب زند
فآزرت العدى لهما و خانت – ذمامهما و ذاك من التعدي
فثلم جاهها و انحط منها – منازلها رضى لبني معد

و في البيت الملون بالأحمر أعلاة يلخص الهمداني النقطة التي أحاول تفسيرها و هي مجموعة قحطانية (حميرية خولانية/قضاعية همدانية مذحجية تحالفت معارضة الحكم الامامي الجديد وقودها في الصراع و ركيزتها هي العرق القحطاني و يقابلها مجموعة خولانية/همدانية بنفس البنية العرقية ذات دوافع دينية في الصراع ) ثم يذكر قضاعة و بعض خولان حتى يقول:

هم قحطان لا قحطان الا – فطيمي نما في عرق سعد
و هم نالو الفوارس يوم مر – و أيام المراوس وابن معد
و أيام ابن خنفر و ابن موسى – ويوم المنسرين بأرض نجد
سيجلبها له الحسن المحامي – على قحطان من قرب و بعد
و يخطمها عليه من دفاء – كمثل الموج من شيب و مرد
فمن جنب فوادعة فصعب – فعوسجة الكرام فآل نهد
فيعتق حي خولان بن عمرو – و يلمس أنفها من بعد فقد

دفا في وادي في تهامة قحطان شمال بني مالك و شرق بني حريص الخولانيتين ويمتد حتى قلب تهامة قحطان و هي بلاد الغور قديما. و فطيمي قبيلة خولانية منهم بقية في بني مالك خولان. ويتضح من الأبيات ذكر اغلب بطون قحطان اليوم مثل جنب و وادعة و صعب الخولانية و العواسج و نهد و بالطبع فخولان لها نصيب الأسد من هذا الصراع الدامي.

ثم يذكر يوم الباطن في نجران و يقودهم اليعفري الحميري حسان و قد ذكر هذا اليوم صاحب كتاب سيرة الهادي و فيه احتلت قحطان/خولان نجران و قتلت خلق كثير من جيش الناصر من خولان و همدان ثم احتلو صعدة و قامت هناك الربيعة خولان عليهم و قتلت زيد بن أبي العباس و يرثيه الهمداني قائلا:

لارمت يعرب بسهم سديد – بعد زيد أخي الفعال الحميد
خير خولان بل قضاعة بل حمير بل قحطان الشريف بن هود
بين سعد بن حادر وبني سعد بن سعد مقابلا في السعود

و من الأبيات ذات الفخر بالعرق القحطاني أبيات لشاعر من بني شهاب (و شهاب لم يجزم الهمداني بنسبها هل الى كندة أو خولان ولكن الأكيد أنهم بين خولان الى اليوم و كثير منهم يعد نفسه من خولان و ربما هم المقصودين في النقش الحميري مع بني بحر من الربيعة بن خولان) :

أنا بن بني قحطان أسمو – و أتلف ما خولت في طلب الحمد

و من شعراء بني شهاب من يقول بعد أن حرض قبائل اليمن في عدة أبيات:

ترحل فارسا و بني عدي – فان قلوبنا منهم ملاء
من الأحقاد تحسبنا سكارى – و طورا قد تقول بنا انتشاء

ويتضح من ما سقناه من أبيات و أحداث بأن العرب الخلص في انقسموا انقساما حادا فحتى في خولان نفسها نجد الربيعه و بني سعد قد انقسمتا على نفسيهما ففريق منهما داخل القسم القحطاني و فريق داخل القسم الزيدي اذن هو انقسام عرقي/مذهبي و نجد كثير من بطون خولان مثل صحار و التي لها مناطق واسعه من شمال صعدة و تهامة قحطان قد اختارت القسم القحطاني و هذا ينطبق على باقي البطون و الفخوذ الخولانية العديدة. ثم نجد من بقي من مذحج أغلبهم قد دخل في الحلف القحطاني و نجد في سيرة الهادي من الجنبيين من وقف مع الهادي و استمر في ولائة الزيدي وكذلك الحال مع همدان.

و نلاحظ أن كثيرين من بني قحطان قد ثارت ثوائرهم حتى حق فيهم وصف الشاعر أعلاه حين يقول:

من الأحقاد تحسبنا سكارى – و طورا قد تقول بنا انتشاء

و يقول أحد شعراء خولان واصفا حميتهم الشديدة جدا:

أطاع بنا عمرو الواشيين – و من قبل عمرو وشاة أطعنا
فكــل توســدها نادمــا – لأن الحـــمية منــها خلــقــنا

و نلاحظ أيضا مدى ارتباط اسم الخولانيين الشماليين باسم قحطان. فالذين لم يدخلوا و لم يرضوا بحكم الأئمة و هم كثير كما ساقت الأدلة نجدهم كثيرا ما يستندون لحميتهم القحطانية مع من حالفهم. والذين رضوا بالامامه حافظوا على اسمهم خولان وهذا يفسر المقولة التاريخية المتوارثه التي تقول خولان بن عامر و قحطان بني عامر أبناء عم و التي من الممكن تفسير اسم عامر/عمرو كالتالي:

استثقلت خولان اسم عمرو فصحفته –وهذا كثير في خولان- الى عامر و اذا عرفنا ان الأسماء عندهم لسانية و ليست كتابية نستطيع أن نجد أن عمرو من الممكن نطقه/سمعه عامر مع الأخذ في الاعتبار أنه ربما كان الاسم فعلا عامر و العرب لم تكن تكتب الألف كما في النقوش الحميرية يكتبون (خولن) و يكتبون (قحطن) و (همدن) و كما في اسم الرحمن. و التصحيف في خولان مشهور فقد يضاف حرف قبل الاسم كما في اليهانية و ليس هانوي وهم أبناء هاني بن خولان أو ابدال الحروف كما في الفروذ ينطقونه الفرود أو كما ينادون بعضهم (يحم سليمان = يحيى سليمان) (أسلم قاسم = سليمان قاسم) و غير ذلك كثير لأن لغتهم لسانية و ليست كتابية في غالبها فما استثقلته ألسنتهم صحفوه ليعلق في الأذهان و يسهل نطقه فيقول لي والدي أنهم انما كانوا يسمون أسماء ابنائهم في جبال فيفا بما يتوافق مع اسم الأب ليعلق اسم الابن و أبيه في الأذهان فيقال (أحمحمدن = أحمد بن محمد) أو (يحب نحمد = يحيى بن أحمد) .

و هنا لابد من ذكر نقطة مهمة وهي أن الخولانيين/قحطان لم ينخرط منهم أحد مع القرامطة بل كان انقسامهم على أنفسهم و على الأئمة في صعدة فكل اهتمامهم منصب على صعدة فهم اما زيديين موالين للأئمة أو سنيين معارضين للامامة يدخل معهم من همدان و مذحج و قضاعة. متخذين من مناطق نجران الى تثليث و من تهامة قحطان و جبالها مركزا طبيعيا تساعدهم فيه التضاريس و الحمية القحطانية مادام ذلك الطرف عربيا خالصا و موجها ضد الغرباء من غير بني يعرب.


** لماذا اذن لم يتحالف القحطانيون الجنوبيون الذين في صف القرامطة مع القحطانيون الشماليون المناوئين لأئمة الزيدية في صعدة؟
هذا سؤال مهم و يحتاج لفهم العقلية الخولانية التي ترى في حميرتيها سبب كافي لأخذ القيادة فهم لا يقبلون غيرهم يحكم صعدة التي هي رأس خولان و فخرها فالقرامطة و حلفهم أغلبة مذحجي همداني والسطوة فيه لهمدان و هم المنافسين التقليديين لخولان فخولان تفخر بملوكها و همدان كذلك فلو دخلوا صعدة لتمكنوا منها و هذا ما لن ترضاه على نفسها خولان, ثم ان الاختلاف المذهبي له دور و لكن ليس كالدور العرقي الذي تم ذكرة و الاسهاب فيه. فالخولانيين انتمائهم المذهبي لا يكاد يتعدى الزيدية أو السنة و الدليل خروج بعض بطونهم الى زبيد مناصرين للدعوة السنية هناك ولا نعرف هل خروجهم كان بداعي التعصب للمذهب السني أو لوقف التقدم القرمطي الجنوبي و الذي لو تم لكانو حاصرو صعدة من الغرب و الجنوب وبالطبع الشرق همدان و الشمال قبائل همدانية/خولانية/مذحجية. و للتدليل على ذلك نذكر ما قاله بعض الربيعة عن خروجهم لزبيد:

مضت فرقة منا يحيطون بالقنا – فشاهر أمست دارهم بزبيد

كما أن التاريخ يذكر لنا وقوف الخولانيين بزبيد في صف السنه هناك أي أنهم منهم و من ذلك أن (الأحول) صاحب زبيد عندما كان مختبئا من الصليحيين القرامطه كان يختبيء في دار (ملاعب الخولاني). انظر تاريخ المخلاف السليماني للعقيلي.

ومن الأسباب هو داعي الحمية حيث أن القحطانيين الجنوبيين (صنعا و نواحيها) دخولهم لصعدة يعني قتلهم لخولان و غيرهم ففي اعتقادي أنهم لن يقبلوا الوقوف مع الآخر على بني عمهم خصوصا و أنا نرى بعض بطون خولان قد انقسمت داخليا ما بين زيدي و قحطاني.







 
 توقيع : مفرح التليدي



رد مع اقتباس