يسير وبيده كيس صغير يجمع به بقايا الخبز الملقى على أرصفة الطريق ..

يلملم جسده الصغير بيديه..

ويحني ظهره إمام هبوب الريح

كـ عادته في كل يوم يتسكع في طرقات الــ مدينه

::::::::

أنهكه البحث عن لقمه يسد بها جوعه

أراح جسده على كرسي خشبي كطفولته البائسة

وترك عينيه تتأمل ...أولئك الذين يلعبون

دون ان يهتموا لأي شيء

اسند رأسه لذلك الكرسي وبدا يغرق في أحلام طفولته

بيت فاخر ملابس نظيفة : ام حنون أخوه أصدقاء

تنهد ..وضرب بيده على رأسه

-يااااه... حظي سيء جدا

:::::

تمشي بخطوات هادئة وبجوارها امراءه تمسك بيدها

وهو يراقبهما بصمت ...

نظر الى ثيابه .....الممزقة

-أف كم هي محظوظة ماالفرق بينها وبيني

......

ركض متجه لعقد اللؤلؤ الذي سقط على الأرض

التقطه وبدا يتأمل جماله

قفز برأسه ..

صورة رغيف خبز ساخن / حساء أشياء كثيرة يفتقدها

ولكنه نبذ تلك الأفكار من رأسه وتلك الصور

ومشى لتك المراءه..

-سيدتي

-ماذا تريد ؟

-وقع عقد اللؤلؤ من صديقتك

مد..يده حتى تأخذه منه لكنها لم تأخذه

نظر للمراءه التي بجانبها

هزت برأسها كأنها تنفي شيء

أشار لها لأكنها لم تنظر

مد يده وأعطاها العقد

-هذا وقع منك سيدتي

-خذه لك انا لااريد

-لاسيدتي انا لاحتاجه

ضحكة ..

-لاتحتاجه وانت متسكع في الطرقات تبحث عن أي شيء

لتلتقطه

صدقني خذه لن تجد أجمل من هذا العقد

أرخى رأسه ..

وبعد صمت طويل نطقت

-قلت لك خذه انا لست بحاجه إليه

-أتعلمين سيدتي

رفع رأسه لسماء ...ثم أكمل حديثه

-ان القمر مستدير ينير مدينتا والسماء المعتمة

مع هبوب ريح هادئة تتسلل الى أرواحنا ب صمت

سيدتي ...هذا أجمل من عقدك بكثير أليس كذلك ؟؟

مشى وتركها خلفه

ليتوشح الليل ...ويجمع فتات الخبز من جديد

::::::