عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-13-2015
تليدي وافتخر غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Blueviolet
 رقم العضوية : 474
 تاريخ التسجيل : Oct 2010
 فترة الأقامة : 4934 يوم
 أخر زيارة : 09-23-2021 (01:51 AM)
 الإقامة : Riyadh
 المشاركات : 10,593 [ + ]
 التقييم : 8968
 معدل التقييم : تليدي وافتخر سمته فوق السحابتليدي وافتخر سمته فوق السحابتليدي وافتخر سمته فوق السحابتليدي وافتخر سمته فوق السحابتليدي وافتخر سمته فوق السحابتليدي وافتخر سمته فوق السحابتليدي وافتخر سمته فوق السحابتليدي وافتخر سمته فوق السحابتليدي وافتخر سمته فوق السحابتليدي وافتخر سمته فوق السحابتليدي وافتخر سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الاسم (عديم) ، والشهرة (مشعل)



الاسم (عديم) ، والشهرة (مشعل)

قديما، وفي عصر الجاهلية الأولى، كان الأعراب هم أكثر شعوب الأرض قاطبة بعدم الاهتمام أو التمعن أو التبصر بتسمية أبنائهم، فما أن يولد (العيّل) عندهم حتى يسمونه سريعا وعلى البديهة (كيفما اتفق).

وبعد أن ظهر الإسلام، حث الرسول الكريم الناس على اختيار أحسن الأسماء لأبنائهم، حتى أنه استبدل كثيرا من الأسماء غير اللائقة إلى ما هو أفضل منها.

ومع ذلك، ظل أهل البادية في الجزيرة العربية إلى وقت قريب يمشون على هذا (السستم) أو المنوال، وعلى سبيل المثال، فلو أن هناك أبا سمع أن زوجته أنجبت له ولدا، وكان هو في ذلك الوقت بالصدفة جالسا يحمس القهوة، فلا يتورع على أن يطلق عليه اسم (محماس) أو (فنجال) أو (نجر) أو (ملقاط) وهكذا.

وعندما اكتشف البترول، وعمل كثير من رجال البادية بشركة (أرامكو) اختلفت تسمياتهم لأبنائهم، وكان (على بالهم) بحسن نية وسذاجة أنهم يسايرون الحضارة، خصوصا أن الكثير منهم أصبحوا يسوقون الشاحنات الثقيلة، فنشأ جيل جديد يحمل أسماء مثل: حذاف، وتعشيق، ودبل، وبرغي، وبوري، وهندل، ودفرنس.

وكذلك بنات أصبحن يحملن أسماء مثل: طرمبة، وسستة، وكارونة، وزرادية، وصامولة، ويايات.

وبعد أن تطورت الحياة أكثر، وبدأ التعليم يغزو الحواضر والبوادي، توجه الكثير ممن حملوا مثل هذه الأسماء العجيبة إلى (الأحوال المدنية) لتغييرها، وأذكر أحدهم كان اسمه (حنش)، ومعروف أن ذلك الشخص لديه شيء من الاختلال العقلي، وعندما سألوه في الأحوال ماذا يريد من اسم بديل قال لهم: أبغى يكون اسمي (ثعبان).

والآخر كان اسمه (تعشيق) تحول بكل طوعية وفرح إلى عبدالرحمن، أما أخته (طرمبة) وما زالت حية ترزق، فقد رفضت ورأسها وألف سيف أن تستبدل اسمها (بمريم) ترحما منها ووفاء لوالدها الذي سماها هذا الاسم الجميل، وظلت إلى الآن تحمل اسمها القديم، وسببت لابنها فيما بعد مصيبة، وذلك عندما ذهب الابن للالتحاق بوظيفة عسكرية، وكان لا بد منه أن يملأ استمارة يذكر فيها اسم والده ووالدته، وعندما قرأ الموظف اسم أمه (طرمبة) بالاستمارة ولم يتمالك نفسه حتى انفجر يضحك بطريقة هستيرية، فأحس الابن بالإهانة، فما كان منه إلا أن يعتدي عليه بالضرب وبدلا من أن يحظى بالوظيفة أودعوه السجن.

بل إن أحدهم وكان يعمل مع الأمريكان أيام اكتشاف مكامن النفط، وذلك بإحداث تفجيرات الديناميت على الأرض، وعلم وهو هناك على رأس العمل أنه رزق ببنت، فأسماها على الفور وبدون تفكير (ديناميت)، وكان لها من اسمها نصيب؛ لأنها بعد ذلك تزوجت وتطلقت ثلاث مرات، نتيجة لحماقاتها وزفارة لسانها ــ والعياذ بالله.

وإذا نسيت فلا يمكن أن أنسى نفسي، فأخوالي ولا فخر هم من أهل البادية، وولدت في صحراء بعيدة نائية فأسموني (عديم)، وبعد أيام عرف والدي ــ رحمه الله ــ بذلك فغير اسمي إلى مشعل.

وللتوضيح، فاسم عديم يعني عندهم الشجاع، ونسوا أنه قد يعني كذلك: عديم الفائدة أو الذوق أو الفهم.

مما تصفحت صبيحة هذا اليوم للكاتب اللامع الساخر/ مشعل السديري..

يستخدم أسلوبه السهل الممتنع لإيصال رسائل بين سطور مقاله لا تخلو من الفائدة.



 توقيع : تليدي وافتخر


رد مع اقتباس