عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-14-2015
جووود غير متواجد حالياً
    Female
لوني المفضل Darkmagenta
 رقم العضوية : 1769
 تاريخ التسجيل : Aug 2015
 فترة الأقامة : 3191 يوم
 أخر زيارة : 02-09-2016 (01:27 AM)
 المشاركات : 2,980 [ + ]
 التقييم : 25639
 معدل التقييم : جووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي لن أقول لأحد .. " لا تحزن "



ثقافة الحزن

الحزن يفجر المشاعر المتحجرة، يعيدها إلى الصراط المستقيم، أشعر بهذا التغير كل مرة أمر فيها بموقف محزن، لكن هناك مواقف نشعر فيها «بلوعة» وأن جزءا منا يتفلت لا نستطيع الإمساك به...

عندما نفقد عزيزا علينا لا نستطيع إلا أن نحزن وعندما يكون هذا العزيز قطعة منا لا يمكننا إلا أن نقول آه،..
آه ونصمت ونشرد عن الدنيا لعلنا نستطيع استعادة هذا العزيز في خيالنا، لعلنا نستعيده للحظات، لكنها لحظات لن تغير الواقع الذي يعيدنا للألم والحرقة.
«إنما الصبر عند الصدمة الأولى» صدقت يا رسول الله، الصبر الذي يمنعنا عن الجزع لا عن الحزن واللوعة، لأن «العين تدمع والقلب يحزن على فراقك يا إبراهيم».

الحزن جزء من بنيتنا الإنسانية يتداخل مع الحياة اليومية بشكل مستمر،،،
لكن هناك حزنا يكسر نمط الحياة، يصححها ويعيدها عن انحرافاتها وانجرافاتها، لأن «النفس أمارة بالسوء»، وتحتاج دائما إلى من يلومها،
ويبدو أنها لا تصحى إلا في الصدمات الكبيرة (إذا كان بقي منها شيء ينفع للحياة).

هذا النوع من الحزن يرقق نفوسنا «يكشط» عنها كل الترسبات التي تصنعها «يومياتنا» المليئة بالتنافس مع الآخر، يغوص في أعماقنا ليخرج ما كان مطمورا تحت الركام، يستعيد النقاء الذي في داخلنا (فقد فطرنا على النقاء)، لكننا عندما نبدأ رحلة النسيان، تتوه نفوسنا مرة أخرى، تتعرج بها الطرق يمنة ويسرة نفقد البوصلة بالاتجاه المعاكس لفطرتنا الانسانية وكأننا لانريد هذا النقاء أن يستمر داخلنا لأنه يمنعنا من فعل ما تعودنا عليه، وكأننا نعشق الخطأ أكثر من الصواب.

لا أعلم لماذا لا تبدو الدنيا صغيرة في عيوننا إلا عند الصدمات ولا أعلم لماذا تنسينا مشاغل الحياة «الحقيقة» التي تتكشف داخلنا عندما نحزن.
النسيان نعمة، وهذه حقيقة والزمن ينسي ويداوي كل الجروح وهذا من فضل الله تعالى، لكن هناك ما يجب أن يتغير داخلنا عندما نعرف حقيقة ما نقوم به وعندما تثبت لنا الأحداث من حولنا أن «الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة» وأن ما نقضيه في الدنيا يتحول إلى مجرد حلم نستطيع أن نحكيه في بضع دقائق.

ما يجب أن تصنعه فينا ثقافة الحزن هو «الابداع» و«الإصرار على الحياة»، لأن العمر قد ينتهي ونحن لم نعمل شيئاً يذكر، هذه الثقافة يجب أن تجعلنا نتشبث بالسعي من أجل ترك علامة أو أثر في الحياة لا المرور منها وكأننا لم نأت إليها.

ثقافة تدفعنا إلى العمل والاجتهاد لا الاستسلام والتواكل والركون لليأس.

الحزن «حاجة إنسانية»
يجب «أن نحزن» لا أن نبالغ في الحزن،
لأن الحياة ستستمر سواء حزنا أم لم نحزن وسواء عملنا أو لم نعمل.

ربما يجب علينا أن نستثمر نقاء نفوسنا المؤقت الذي يرافق حزننا ونتوقف أمام أنفسنا ونسجل موقفا نعود إليه دائما كلما انحرفنا عن الطريق القويم (وما أكثر ما ننحرف).

يجب أن لاتتحول هذه الثقافة إلى مجرد «موقف» أو «كلام» ينسى بعد برهة، فما أكثر المواقف المحزنة التي مررنا بها وما أسرع ما نسيناها وعدنا بعدها إلى حياة اللهو واللعب.

لنلعب ونمرح وهذا أمر طبيعي ومستحب لكن لنتذكر أن الحياة قصيرة وعابرة وأن هناك الكثير الذي يجب علينا عمله قبل أن يأخذنا الموت بغته..
ويجب أن نضع نصب أعيننا أنه ليس للإنسان إلا ما سعى، فليكن سعينا في خدمة الناس ونفعهم لأن هذا هو الأثر العظيم الذي يبقى والذي لا يمنعنا من ممارسة الحياة والتلذذ بها في نفس الوقت.

لن أقول لأحد «لاتحزن» فالحزن جزء منا لكن أستطيع أن أقول له..
«تعلم من الحزن ما ينفعك» واستفد من لحظات الصفاء التي يوجدها في نفسك وتشبث بها لأنها ستتفلت من بين ضلوعك،
حاول أن تبقي منها بعض الأثر فإن إستطعت فستكون حياتك أكثر إتزانا وأكثر قربا من الناس.



 توقيع : جووود

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس