عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-11-2014
نسيم الجنوب غير متواجد حالياً
اوسمتي
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل : Feb 2014
 فترة الأقامة : 3737 يوم
 أخر زيارة : 04-08-2023 (08:09 PM)
 الإقامة : نسيم الجنوب
 المشاركات : 54,174 [ + ]
 التقييم : 807678
 معدل التقييم : نسيم الجنوب سمته فوق السحابنسيم الجنوب سمته فوق السحابنسيم الجنوب سمته فوق السحابنسيم الجنوب سمته فوق السحابنسيم الجنوب سمته فوق السحابنسيم الجنوب سمته فوق السحابنسيم الجنوب سمته فوق السحابنسيم الجنوب سمته فوق السحابنسيم الجنوب سمته فوق السحابنسيم الجنوب سمته فوق السحابنسيم الجنوب سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي السجن الوحيد الدي بيدك مفاتيحه.




كم تعددت السجون في العالم ، و تنافست في حصانتها و أعدادها ، و لكننا تجاهلنا جميعاً ذلك السجن الأقوى من تلك جميعها ، هو سجن معنوي و غير مرئي و لكنه في وجوده و حضوره أقوى من أيّ سجن بُني على هذه الأرض . هذا السجن بنيناه بأفكارنا و أفعالنا ، إنّه سجن الروتين !

فكم من مرّة شعرت بالملل من الأفعال الروتينية التي تقوم بها كلّ صباح ، من واجباتك و مهامك التي عليك القيام بها سواء كنت طالب أو موظف أو مدير أو زوج .. إلخ ..
كلّ تلك الأفعال التي تكررها كل يوم تبعث على الملل و الضّيق و الشعور بأنك أسير لتلك الأحداث و الأفعال ؛ وهو ما يسمى بالروتين .

أن تكون أسيراً للروتين ، يعني أن تقتل نفسك ببطء و أن تفقد لذّة الحياة و جمالها ، أن تضيع أيّاماً طويلة في التفكير بهذا الأسر ، أن تفقد حيويتك و أملك . نعم ، كل هذا و أكثر يحدث إذا اعتبرت نفسك أسيراً للروتين ، و لاحظ عبارة " اعتبرت نفسك " ، أي أنك أنت من تضع نفسك بهذا
السجن و الأغرب من ذلك أّنّ مفتاح هذا السجن بيدك ، و بإمكانك الخروج منه بمجرّد أن تدير هذا المفتاح بباب هذا السجن الوهمي .

و الآن قد تتساءل عزيزي القارئ عن كنة هذا المفتاح و المكان
الذي قد تجده فيه ، إلا أنني أقول لك بأنّ المفتاح يرقد داخل عقلك ، وأنا و أنت سنقوم بالبحث عنه الآن معاً .. مستعد ؟؟ .. هياا :

أولاً .. اجلس في مكان مريح بعيداً عن ضوضاء الحياة التكنولوجية و العملية جميعها ، ثم فكّر قليلاً في مستقبلك ، هيا فكّر بالأحلام التي لطالما حلمت بتحقيقها ، ثم عُد إلى واقعك و انظر إلى موقعك في المجتمع كطالب أو موظف أو أي شيء آخر ، و لاحظ أن الأعمال و الوظائف التي تقوم بها يوميا ما هي إلّا سبيل وصولك إلى هدفك ، فإذا كنت طالب في المدرسة ، تذكّر أن هذه المواد الدراسية المملة التي تدرسها حالياً ستوصلك إلى التخصص
الذي تريده في الجامعة و من ثمّ إلى وظيفتك ، و إذا كنت موظفاً فاعلم بأن هذا العمل الذي تقوم به بإخلاص سيجعلك يوماً ما تترقى لإن تصبح مديراً ، هذا هو الطريق الأول للوصول إلى المفتاح " أن تتذكر أهدافك و أحلامك و تجعلها حافزاً لك ".

ثانياً ... اغمض عينيك و فكّر بأن كل تلك الأعمال هي عبارة عن العالم ،فال 7 مليارات التي تعيش على هذه الأرض تقوم بمثل ما تقوم أنت ، لذلك أعلم بأن هذه هي الحياة ، و أي شخص آخر لا يقوم بتلك الأفعال التي نقوم بها يومياً من ( أكل ، شرب ، عمل ، نوم ... إلخ ) لا يعتبر إنساناً طبيعياً . و لا تنسى أن كل يوم يمر من عمرك هو ذاهب دون عودة ، و ستندم مستقبلاً إن ظللت تفكّر بملل حياتك و نسيت أن تبدع و تقوم بالمزيد من الأشياء قبل أن يفنى عمرُك و قبل أن تترك بصمة في هذه الحياة ، لذا فكّر بجمال الحياة و حاول أن تبدع أكثر و تقوم بالمزيد من الإنجازات التي تدعم ثقتك بنفسك و تحفزك على المزيد من النجاح .

ثالثاً .. حاول أن تكسر الروتين فأنا لا أقول لك بأنه لا يوجد شخص على هذه الأرض لا يمل من القيام بأعماله ، لذا قُم بعمل شيء جديد ، كأن تتخذ لنفسك هواية جديدة ، أو تخرج مع أصدقائك أو عائلتك إلى مكان لم تذهبوا إليه من قبل ، أنت أعلم بما يجعلك تشعر بالمتعة ، لذا قُم به فهو أجدر بأن يخرجك من حالة الروتين تلك .

رابعاً.. لا تنسى العودة إلى ربّك ، فإذا كنت مسلماً فحاول الالتزام بالصلاة إن لم تكن ملتزماً بها ، و إن كنت فحاول الخشوع فيها و تأديتها على أكمل وجه ، و حاول الاستماع إلى القرآن بصوت شيخ تحبه و تستريح لسماع صوته ، أما إن كنت مسيحياً أو من أي ديانة أخرى فحاول القيام بصلواتك الخاصة بديانتك ، فكل تلك الأعمال الروحية من شأنها أن تشرح صدرك و تُشعرك بالراحة .

حسناً ، و بعد أن قمت بعمل هذه الأشياء ، بإمكاني أن أقول لك تهانينا لإنك وجدت المفتاح و بإمكانك الآن الخروج من هذا
السجن ، و تذكّر دوماً بأن بيدك سجن نفسك و بيدك أيضاّ أنت تطلق حريّتها .




 توقيع : نسيم الجنوب

‏سكت المؤدب من أدبه
فظن قليل الأدب أنه هو من أسكته .[/COLOR][/SIZE]

رد مع اقتباس