عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2009   #9


الصورة الرمزية النجم السعودي
النجم السعودي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 العمر : 36
 أخر زيارة : 03-09-2011 (01:42 AM)
 المشاركات : 1,293 [ + ]
 التقييم :  112
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشعر الجاهلي ديوان عنتره بن شداد(2)




يا طائر البان قـد هيَّجـتَ أشجانـيوزِدْتَنـي طرَبـاً يـا طائـرَ البـانِ
إن كنتَ تندب إلفاً قـد فجعـتَ بـهِفقد شجاكَ الـذي بِالبيـنِ أشجانـي
زدني من النَّوح واسعدني على حزنيحتى تَرى عجباً من فَيْـضِ أجفانـي
وقِفْ لتَنْظُرَ ما بـي لا تَكـنْ عَجِـلاًواحذَرْ لِنَفْسِكَ من أَنْفـاسِ نيرانـي
وطرْ لعلك في ارض الحجـازِ تـرىرَكْباً علـى عَالِـجٍ أوْ دون نَعْمـان
يسـري بجاريـة ٍ تنهـلُّ أدمعهـاشوقـاً إلـى وطـن نـاءٍ وجيـران
ناشدتُـكَ الله يـا طيـرَ الحمـامِ إذارأيتَ يوْماً حُمُـولَ القـوْمِ فانعانـي
وقلْ طريحـاً تركنـاهُ وقـد فنيـتدُموعُهُ وهوَ يبكـي بالـدَّم القانـي





يا عبْلَ إنْ كانَ ظلُّ القَسْطَل الحلِكِأخفى عليكِ قتالي يـوم معتركـي
فسائلي فرَسي هـلْ كُنْـتُ أُطْلِقُـهُإلاّ على مَوْكـبٍ كاللَّيـل مُحتبِـكِ
وسائلي السَّيفَ عنّي هلْ ضرَبتُ بهِيوم الكريهـة ِ إلاّ هامـة َ الملـكِ
وسائلي الرُّمْحَ عنّي هلْ طعنْتُ بـهِإلاَّ المُدَرَّعَ بيـنَ النَّحْـرِ والحَنَـكِ
أسْقي الحُسامَ وأسقي الرُّمْحَ نَهْلَتهُوأتبعُ القرن لا أخشى منْ الـدرك
كم ضربة ٍ لي بحدّ السيف قاطعـة ٍوطعنة ٍ شكتٍ القربـوسَ بالكـركِ
لولاَ الذي ترهبُ الأمـلاكُ قدرتـهُجعلتُ متنَ جـوادي قبـة الفلـكِ





يا عَبلُ أينَ من المَنيَّة ِ مَهْربـيإن كانَ ربي في السَّماءِ قَضاهـا
وكتَيبـة ٍ لبَّستُـهـا بكَتيـبـة ٍشهْباءَ باسِلـة ٍ يُخـافُ ردَاهـا
خرساءَ ظاهـرة ِ الأداة ِ كأنهـانـارٌ يُشَـبُّ وَقُودهـا بلَظاهـا
فيها الكماة ُ بنو الكماة ِ كأنهـمْوالخيلُ تعثرُ في الوَغى بقناهـا
شهبُ بأيدي القابسين إذا بـدتْبأكفهـمْ بهـرَ الظَّـلام سناهـا
صُبُرٌ أعدُّوا كـلَّ أجْـردَ سابـحٍونجيبة ٍ ذبلتْ وخـفَّ حشاهـا
يعدون بالمستلئميـن عوابسـاًقُواداً تَشكَّـى أينهـا ووَجاهـا
يحْمِلْنَ فِتْيانـاً مَداعِـسَ بالقَنـاوقراً إذا ما الحربُ خفَّ لواهـا
مِنْ كلِّ أروعَ ماجدٍ ذي صَوْلـة ٍمَرسٍ إذا لحقَتْ خُصى ً بكُلاهـا
وصحابة ٍ شُمِّ الأُنـوفِ بعَثْتُهـمْليلاً وقد مـال الكـرى بطلاهـا
وسريتُ في وعثِ الظَّلامِ أقودهاحتى رأيتُ الشمس زالَ ضحاها
ولقيتُ في قبل الهجيـرِ كتيبـة َفطعنـتُ أوَّلَ فـارسٍ أولاهــا
وضربتُ قرني كبشهـا فتجـدَّلاوحملتُ مهري وسطها فمضاهـا
حتى رأيتُ الخيلَ بعـد سوادهـاحمرَ الجلودِ خضبنَ منْ جرحاها
يعثُرنَ في نَقْع النجيـع جَوافِـلاًويطأنَ من حمْي الوَغى صَرْعاها
فرجعتُ محموداً برأسِ عظيمهـاوتركتها جـزَراً لمـنْ ناواهـا
ما اسْتَمْتُ أُنثى نفسَها في موْطنٍحتـى أُوَفّـي مَهرهـا مَوْلاهـا
ولما رزأْتُ أخا حِفـاظٍ سِلْعَـة ًإلاّ لـه عنـدي بهـا مِثْـلاهـا
وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتيحتى يُـواري جارتـي مأْواهـا
إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ِ ماجـدٌلا أتبعُ النفسَ اللَّجـوجَ هواهـا
ولئنْ سأَلْتَ بذاكَ عبلة َ خَبَّـرَتْأن لا أريدُ من النسـاءِ سواهـا
وأُجيبُها إمَّـا دَعـتْ لِعَظيمـة ٍوأعينهـا وأكـفُّ عَّمـا ساهـا





يا عبلَ خلّي عنكِ قوْلَ المفْتـريواصْغي إلى قَوْلِ المحِبِّ المُخبِـرِ
وَخُذي كلاماً صغْتُهُ من عَسجَـدٍومَعانيـاً رَصَّعْتُهـا بالجـوْهـر
كَم مَهْمَهٍ قفْـرٍ بنفْسـي خُضْتُـهُومفـاوزِ جاوزتهـا بالأبـجـر
كم جحْفل مثْل الضبـاب هزمتـهُبمهنـدٍ مـاض ورمـح أسمـر
كم فارسٍ بينَ الصُّفوفِ أخذْتُـهُوالخيْلُ تعْثـرُ بالقنـا المتكسـر
يا عَبلَ هلْ بُلِّغـتِ يومـاً أننـيولّيْتُ مُنْهزمـاً هَزيمـة َ مُدبـرِ
كم فارس غادَرْت يأْكـلُ لحْمَـهُضَاري الذّائبِ وكاسِرات الأَنسُر
أفري الصدورَ بكلَّ طعـن هائـلوالسابغاتِ بكـلَّ ضـربٍ منكـرِ
وإذا ركبتُ ترى الجبالَ تضجُّ منركْضِ الخيولِ وكلَّ قُطْرٍ مُوعِـرِ
وإذا غزوتُ تَحومُ عِقبانُ الفَـلاحولي فَتُطْعِمُ كَبْدَ كـلِّ غَضَنْفَـرِ
ولكم خطفتُ مدرعاً من سرجـهِفي الحَرْب وهو بنَفْسهِ لم يَشْعُرِ
ولَكمْ وَرَدْتُ الموت أعْظَمَ مَـوْرِدٍوصدرت عنهُ فكانَ أعظم مصدر
يا عبلَ لو عاينْتِ فِعلي في العِدَىمن كلِّ شِلـوٍ بالتُّـرابِ مُعفَّـرِ
والخيْلُ في وسطِ المَضيق تبادَرَتْنَحْوي كمثلِ العـارِضِ المتَفَجِّـر
منْ كلِّ أدْهَم كالرِّياحِ إذا جـرىأو أشهبِ عالي المطا أوْ أشقـر
فصرَخْتُ فيهمْ صرخة ً عَبْسيـة ًكالرّعدِ تدوي في قلوبِ العَسْكـر
وعطفتُ نحوهم وصلت عليهـموَصَدَمْتُ مَوْكِبَهُم بصَدر الأبجـر
وطرحْتُهُم فوقَ الصّعيـد كأَنّهُـمأعجاز نخلٍ في حضيض المحجر
ودِماؤُهمْ فوْقَ الدُّروعِ تخضّبَـتْمنها فصارت كالعقيـق الأحمـر
ولربما عثـر الجـواد بفـارسويخـالُ أنَ جـوادهُ لـم يعثـر





يا عَبلَ قَرّي بوادِي الرَّمـل آمِنـة ًمن العداة ِ وإن خوفـتِ لا تخفـي
فـدونَ بيتـك أسـدٌ فـي أناملهـابيْضٌ تقُدُّ أَعالي البيض والحَجَـفِ
لله دَرُّ عَـبْـسٍ لـقـدْ بـلَـغـواكلَّ الفخارِ ونالوا غايـة َ الشِّـرفِ
خافُوا من الحرْبِ لمّا أبصروا فرَسيتحتَ العجَاجة ِ يهْوي بي إلى التلفِ
ثمَّ اقْتفوا أثري منْ بعدِ مـا علمـواأنَّ المنية َ سهـمٌ غيـر منصـرفِ
خضتُ الغبار ومهري أدهـمٌ حلـكفَعـادَ مخْتضِبـاً بالـدَّمّ والجِيَـفِ
ما زِلْتُ أُنْصِفُ خصْمي وهوَ يظْلمنيحتى غدا منْ حسامي غيرَ منتصف
وإنْ يعيبوا سواداً قـد كُسيـتُ بـهِفالدرُّ يسترهُ ثـوبٌ مـن الصّـدف





يُذبِّـبُ وَردٌ علـى إثـرهوأمْكنَهُ وَقع مِرد خَشِـبْ
تتابعَ لا يبتغـى غيرهـابأَبيَضَ كالْقبَس الملْتَهبْ
فمنْ يكُ في قتلهِ يمتـريفإن أبا نَوْفَلٍ قـدْ شَجـبْ
وغادرْتُ نضْلة َ في معْرَكٍيَجُرُّ الأَسِنَّة َ كالمُحْتَطِـب


انتهى


 
 توقيع : النجم السعودي


النجـــــــــــــــــــم الســــــــــعودي


رد مع اقتباس