عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2009   #3


الصورة الرمزية النجم السعودي
النجم السعودي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 العمر : 36
 أخر زيارة : 03-09-2011 (01:42 AM)
 المشاركات : 1,293 [ + ]
 التقييم :  112
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشعر الجاهلي ديوان عنتره بن شداد(2)




فـؤادٌ لا يسلّـيـهِ الـمـدامُوجسـمٌ لا يفارقـهُ السَّقـامُ
وأجفـانٌ تبيـت مقرَّحـاتٍتسيل دمـاً إذا جـنَّ الظَّـلام
وهاتفة ٌ شجتْ قلبي بصـوتٍيلذُّ بـهِ الفـؤَادُ المستَهـامُ
شُغِلْتُ بذكْرِ عَبلَة َ عنْ سوَاهاوَقُلْتُ لِصاحبي هـذَا المَـرام
وفي أرضِ الحِجازِ خِيامُ قَوْمٍحلال الوصل عندهـم حـرام
وبينَ قبابِ ذاكَ الحيِّ خَـوْدٌرداحٌ لا يمـاط لهـا لـثـام
لها من تحت برْقُعِها عيـونٌصِحاحٌ حَشْو جَفْنيهـا سَقـامُ
وبينَ شِفافها مِسْـكٌ عَبيـرٌوكافـورٌ يمـازجـهُ مُــدام
فما للبدر إنْ سفـرتْ كمـالٌوما للغصنٍ إنْ خطرتْ قـوام
يلذُّ غرَامُها والوجـدُ عِنـديومنْ يعْشَقْ يلَذ لـه الغـرامُ
ألا يا عبلَ قد شَمِت الأعاديبإبعادي وقد أَمِنـو ونامـوا
وقد لاقيتُ في سفري أُمـوراًتشيّبُ منْ له في المَهْدِ عـامُ
وبعد العُسْر قد لاقيْتُ يُسـراًوملكاً لا يحيـطُ بـه الكـلامَ
وسلْطانـاً لـهُ كـلُّ البرَايـاجنودٌ والزّمـانُ لـهُ غـلام
يفيضُ عطاؤه مـن راحَتيْـهِفما نـدري أبَحْـرٌ أم غمـام
وقد خلَعَتْ عليه الشَّمْسُ تاجاًفـلا يغْشـى مَعَالِمَـهُ ظـلاَمُ
جَواهرهُ النُّجومُ وفيـه بـدرٌأقلُّ صِفاتِ صورتِـه التّمـام
بنو نعشٍ لمجلسـه سريـرٌعليها والسَّمـاوات الخِيـامُ
ولولا خوفهُ فـي كـلِّ قطـرمن الآفاق ما قَـرَّ الحُسـامُ
جميعُ النَّاس جسْمٌ وهْوَ رُوحٌبه تَحيا المَفاصِـلُ والعِظـامُ
تُصَلِّي نحَوَهُ مـن كـلِّ فَـجٍّملُوكُ الأَرْض وهْو لها إمـامُ
قدمْ يا سيَّد الثقليـن وابقـىمدى الأَيّام ما نـاحَ الحمـامُ





فؤادٌ ليسَ يثنيـهِ العـذولُوعيْنٌ نوْمُهـا أبـداً قليـلُ
عركْتُ النَّائباتِ فهانَ عندِيقبيحُ فِعَال دَهري والجميـلُ
وقدْ أوْعَدْتَنِي يا عمرو يوْماًبقولٍ مـا لِصحَّتِـهِ دليـلُ
ستعلم أينا يبقـى طريحـاًتخطفهُ الذوابلُ والنصـولُ
ومنْ تُسبى حليلَتهُ وتُمسيمفجعة لهـا دمـعٌ يسيـل
أتذْكُرُ عبْلة ً وتبيـتُ حيّـاًودونَ خِبائِها أسدٌ مَهُـول
وتطلبُ أنْ تلاقيني وسيفييُدَكُّ لوقْعه الجبـلُ الثَّقيـلُ





فخْرُ الرِّجالِ سلاسـلٌ وَقيُـودُوكذا النساءُ بخانـقٌ وعقـودُ
سُكْري بهِ لا ما جنى العُنْقـودُ
يادهرُ لا تبق علـيَّ فقـد دنـاما كنتُ أطلبُ قبـلَ ذا وأريـد
فالقتْلُ لي من بعد عبْلة َ راحَة ٌوالعَيشُ بعـد فِراقهـا منكُـودُ
يا عبلَ! إنْ تَبكي عليَّ فقد بكىصَرْفُ الزَّمانِ عليَّ وهُوَ حَسُودُ
يا عبلَ! إنْ سَفكوا دمي فَفَعائليفي كـل يـومٍ ذكرهـنّ جديـد
تَدْعينَ عنْترَ وهوَ عنكِ بعيـدُ
ولقد لقيتُ الفُرْسَ يا ابْنَة َ مالكِوجيوشها قد ضاق عنها البيـد
وتموجُ موجَ البحـرِ إلا أنَّهـالاقتْ أسـوداً فوقهـنَّ حديـد
جاروا فَحَكَّمْنا الصَّوارمَ بيْننـافقَضتْ وأَطرافُ الرماحِ شُهُود
يا عبلَ! كم منْ جَحْفلٍ فرَّقْتُـهُوالجوُّ أسـودُ والجبـالُ تميـدُ
فسطا عليَّ الدَّهرُ سطوة َ غادرٍوالدَّهرُ يَبخُـلُ تـارة ويجُـودُ






فَلِئنْ بَقيتُ لأَصْنَعَـنَّ عَجَائِبـاًحَتَّى بَلَغْتُ إلَى ذُرَى الجَـوْزَاءِ
فَهُنَاكَ لا أَلْوِي عَلى مَنْ لاَمَنِيخوْفَ المَمَاتِ وَفُرْقَة ِ الأَحْيـاءِ
فلأغضبنَّ عواذلي وحواسـديولأَصْبِرَنَّ عَلى قِلًـى وَجَـوَاءِ
ولأَجهَدَنَّ عَلى اللِّقَاءِ لِكَيْ أَرَىما أرتجيهِ أو يحيـنَ قضائـيِ
ولأَحْمِيَنَّ النَّفْسَ عَنْ شهَوَاتِهَاحَتَّـى أَرَى ذَا ذِمَّـة ٍ وَوَفـاءِ
منْ كانَ يجحدني فقدْ برحَ الخفاما كنتُ أكتمـهُ عـن الرُّقبـاءِ
ما ساءني لوني وإسمُ زبيبـة ٍإنْ قَصَّرَتْ عَنْ هِمَّتي أعدَائـي
فَلِئنْ بَقيتُ لأَصْنَعَـنَّ عَجَائِبـاًولأُبْكمنَنَّ بَلاَغَـة َ الفُصحَـاءِ





قد أوعدوني بأرمـاحٍ معلبـة ٍسودٍ لقطنَ من الحومانِ أخلاقِ
لم يَسْلبُوهَا ولم يُعطوا بها ثَمناًأيدِي النَّعامِ فلاَ أسْقاهُمُ السَّاقي
عمْرو بْنُ أسْوَدَ فا زبَّاء قاربَة ٍماءَ الكلابِ عليها الطنءُ معناقِ





نَفّسُوا كَرْبي وَداوُوا عِلَلـيوابرِزوا لي كلَّ لَيـثٍ بطـل
وانْهلُوا منْ حَدِّ سَيْفي جُرعاًمُرَّة ً مثْـلَ نَقيـعِ الحنْظـل
وإذا الموتُ بدا في جحفـلٍفدعونـي للقـاءِ الجحفـل
يا بني الأعجامِ مـا بالكـمعن قِتَالي كلُّكُمْ فـي شُغُـلِ
أينَ منْ كانًَ لقتلـي طالبـاَرَامَ يَسْقَيني شَرَابَ الأَجـل
أبْرِزُوهُ وانْظرُوا ما يلْتقـيمِن سِناني تحتَ ظِلِّ القسْطل
قَسَماً يا عبَلَ يا أختَ المهَـابثَنَايَـاكِ العِـذابِ القُـبَـلِ
وبعينيكَ وما قـد ضمنـتْمِنْ دَواهي سِحْرِها والكُحَـلِ
إنني لـولاَ خَيـالٌ طـارقٌمنكِ ما ذقتُ هجوعَ المقـل
أَتُرى تُنْبيكِ أروَاحُ الصَّبـاباشْتياقي نحْو ذاكَ المنْـزل
فَسَقـى الله لياليـكِ التـيسَلفتْ صَوْبَ السّحابِ الهَطِلِ






قفْ بالديار وصـحْ إلـى بيداهـافعسى الديار تجيـبُ مـنْ ناداهـا
دارٌ يفوحُ المِسْك مـن عَرَصاتِهـاوالعـودُ والنـدُّ الذكـيُّ جنـاهـا
دارٌ لعبلة َ شَـطَّ عنْـكَ مَزارُهـاونـأْتْ لعمْـري مـا أراكَ تراهـا
ما بالُ عيْنِكَ لا تمـلُّ مـن البُكـارمـدٌ بعينـكَ أمْ جفـاكَ كـراهـا
يا صاحبي قفْ بالمطايـا ساعـة ًفـي دَار عبْلـة سائـلاً مغْناهـا
أم كيـفَ تسـأل دمنـة ً عاديـة َسفت الجنـوبُ دمائهـا وثراهـا
يا عبلَ قد هـامَ الفُـؤَادُ بذِكْركـموأرى ديوني مـا يحـلُّ قضاهـا
يا عَبلَ إنْ تبكـي علـيَّ بحُرْقَـة ٍفلطالمـا بكـتِ الرجـالُ نساهـا
يا عَبْلَ إني في الكريهـة ِ ضَيْغَـمٌشَرسٌ إذا ما الطَّعْنُ شـقَّ جباهـا
وَدَنَتْ كِباشٌ من كِبـاشٍ تصْطلـينارَ الكريهة ِ أوْ تخُـوضُ لَظاهـا
ودنا الشُّجاعُ من الشُّجاع وأُشْرعَتْسمر الرماح على اختـلافِ قناهـا
فهناك أطعنُ في الوغى فرْسانهـاطَعْنـاً يَشـقُّ قُلوبَهـا وكُـلاهـا
وسلي الفوارس يخبروكِ بهمتـيومواقفي في الحربِ حيـن أطاهـا
وأزيدها من نـار حربـي شعلـة ًوأثيرهـا حتـى تـدورَ رحـاهـا
وأكرُّ فيهم فـي لهيـب شعاعهـاوأكـون أوَّل وافــدٍ يصـلاهـا
وأكـون أول ضــاربٍ بمهـنـدٍيفري الجماجـمَ لا يريـدُ سواهـا
وأكون أولَّ فارسٍ يغشى الوغـىفأقـود أوَّل فــارسِ يغْشـاهـا
والخيلُ تعْلـم والفـوارسُ أننـيشيخ الحـروب وكهلهـا وفتاهـا
يا عبلَ كـم مـنْ فـارس خلَّيْتُـهُفي وسْطِ رابيـة ٍ يَعُـدُّ حصاهـا
يا عبلُ كـم مـن حـرَّة ٍ خلَّيتُهـاتبكـي وتنعـي بعلهـا وأخـاهـا
يا عبلُ كم من مُهـرة ٍ غادرتُهـامن بعد صاحبهـا تجـرُّ خطاهـا
يا عبلُ لـو أنـي لقيـتُ كتيبـة ًسبعين ألفـاً مـا رهبـت لقاهـا
وأنا المنَّيـة وابـن كـلِّ منيـة ٍوسـواد جلـدي ثوبهـا ورداهـا





قف بالمنازل ان شجتك ربوعهـافلعل عينـك يستهـلُّ دموعهـا
واسأَلْ عن الأَظْعانِ أينَ سَرتْ بهاآباؤها ومتَـى يكـونُ رجُوعُهـا
دارٌ لعبلة َ شـطَّ عنْـك مزارُهـاونأْتْ ففارَقَ مُقْلتيـك هُجوعُهـا
فسقَتْكِ يا أرضَ الشَّرِبَّة ِ مُزْنـة ٌمنهلة ٌ يروى ثـراك هجوعهـا
وكَسا الرَّبيعُ رُباكِ فـي أزهـارهحللاً إذا ما الأرضُ فاح ربيعهـا
كم ليلـة عانقـتُ فيهـا غـادةوَلمن صَحِبنا خيْلُهـا وَدرُوعُهـا
شمسٌ إذا طلعت سجـدتُ جلالـةلجمالها وجـلا الظـلام طلوعهـا
يا عَبلَ! لاَ تَخْشَيْ عليَّ منَ العِدىيوْماً إذا اجْتَمَعت عليَّ جمُوعهـا
إنَّ المَنيَّة ، يا عُبيلـة ُ، دَوْحَـة ٌوأنا وَرُمحي أصلُهـا وفُروعهـا
وغداً يمرُّ على الأعاجم من يدىكأسٌ أمرُّ مـنَ السُّمـوم نقيعهـا
وأذيقهـا طعنـاً تـذلُّ لوقـعـهِساداتُها وَيَشيبُ منْـه رَضيعُهـا
وإذا جيوشُ الكسروى ِّ تبـادرتْنحْوي وأَبدَتْ ما تكُنُّ ضلُوعُهـا
فيكون للأسد الضَّـواري لحمهـاولمنْ صحبنا جيلهـا ودروءهـا
يا عبلَ! لو أَنَّ المَنيَّة َ صُـوِّرتْلغدَا إلـيَّ سجودهـا وركوعهـا
وَسَطَتْ بَسَيْفي في النُّفوسِ مُبيدَة ًمن لا يجيـبُ مقالهـا ويطيعهـا





قفا يـا خليلـيَّ الغـداة َ وسلمـاوعُوجا فإن لم تَفْعلا اليوْم تَنْدمـا
على طلـلٍ لـو أنـهُ كـان قبلـهُتَكـلَّـمَ رَسْــمٌ دارسٌ لَتَكَلَّـمـا
أيا عزَّنا لا عزَّ في النـاس مثلـهعلى عهْدِ ذي القرْنين لن يتَهدَّمـا
إذا خطرتْ عبسٌ ورائـي بالقنـاعلَوْتُ بها بيتاً مِنَ المجـدِ مُعْلمـا
تراهُمْ يَعـدُّون العناجيـجَ والقنـاطوال الهوادي فوقَ وردٍ وأدهمـا
إذا ما ابتدرنا النَّهب من بعد غارة ٍأثرنـا غبـاراً بالسَّنابـكِ أقتمـا
ألاّ ربَّ يومٍ قـد أنخنـا بدراهـمأقيمُ بهمْ سيفي ورُمحـي المقومَّـا
ومـا هـزَّ قـومٌ رايـة ً للقائنـامن النَّاسِ إلاّ دراهمْ ملئـتْ دمـا
وإنَّـا أبَدْنـا جمَعَهُـمْ برماحِـنـاوإنـا ضَربْنـا كَبْشَهُـمْ فتحطَّمـا
بكـلّ رقيـق الشَّفرتيـنِ مهنَّـدٍحُسامٍ إذا لاقى الضَّريبـة َ صمَمَّـا
يُفلِّـقُ هـامَ الدَّارعيـنَ ذُبـابُـهُويَفْري مِنَ الأَبطالِ كفّاً ومِعصَمـا





كَمْ يُبْعِدُ الدَّهْرُ مَنْ أَرْجُو أُقارِبُـهُعنِّي ويبعـثُ شيطانـاً أحاربـهُ
فيالهُ من زمانٍ كلَّمـا انصرفـتْصروفهُ فتكـتْ فينـا عواقبـهُ
دَهْرٌ يرَى الغدْرَ من إحدَى طبَائِعهِفكيْفَ يَهْنا بـهِ حُـرٌّ يُصَاحِبُـهُ
جَرَّبْتُـهُ وَأنـا غِـرٌّ فَهَذَّبَـنـيمنْ بَعْدِما شَيَّبَتْ رَأْسي تجَاربُـهُ
وَكيْفَ أخْشى منَ الأَيَّامِ نائِبـة ًوَالدَّهْرُ أهْونُ مَا عِنْدي نَوائبُـهُ
كم ليلة ٍ سرتُ في البيداءِ منفرداًواللَّيْلُ لِلْغَرْبِ قدْ مالـت كوَاكبُـهُ
سيفي أنيسي ورمحي كلَّما نهمتْأسدُ الدِّحالِ إليهـا مـالَ جانبـهُ
وَكمْ غدِيرٍ مَزجْتُ الماءَ فيهِ دمـاًعندَ الصَّباحِ وراحَ الوحش طالبهُ
يا طامعاً في هلاكي عدْ بلا طمعٍولا تردْ كأسَ حتفِ أنت شاربـهُ



 
 توقيع : النجم السعودي


النجـــــــــــــــــــم الســــــــــعودي


رد مع اقتباس