فرحة العيد الحقيقية

هاهو العيد أقبل
والكل سابق الخطوات وقضى الاوقات واللحظات في الأسواق
لإقتناء كل جديد

اهتمامنا بالمظاهر الخارجية
كانت هي الأكثر
وابتعدنا تماما عن المكنون الداخلي
ولم نهتم به ذلك الاهتمام
وكان كل اهتمامنا ينصب
على الملابس والاكسسوارت والحلويات ولا ضير من اظهار الجمال والنعم والفرح بالعيد

ولكنا تناسينا تغيير الأهم وهو..

عاداتنا ، أسلوب حياتنا ، تصرفاتنا
نعم كل شيء جميل المظهر ومنسق يجذب الجميع إليه
لكن قبل التجميل والتلفيق والظهور بأجمل منظر وأبهى صوره
يجب أن نجمل ذلك المكنون الداخلي
الذي يعبر عن تصرفاتنا
أخلاقنا عاداتنا
تهذيب ألسنتنا عن القول الفاحش،
أسلوبنا الذي نتعامل به مع من حولنا
لنجمع بين حسن المظهر والمخبر.

قبل اقتناءك لشيء ثمين مثل الساعة
أوطقم ذهب لتخرج به بأكمل حلتك في العيد ..
يجب التقيد أولآ بقليل من الإنسانية ...!
كعدم إسراف الكثير من المال في ملابس ترمى في الدولاب ولم تأتي الفرصة للبسها
أو على الأقل النظر في حال من هم أقل منك ومراعاة مشاعرهم ..
قليل من الإنسانية لتلك الأجساد التي لم تذق الدفىء يوما
وانت تهدر المال في ملابس لن تلبس ..!

العقدة في مجتمعنا العربي للأسف
أننا نتخاطب مع الناس ونعاملهم وفقا لكمية الملابس
التي يقتنيها بشرط أن تكون على الموضة ..!!
نعامل الناس حسب سعر وموديل السيارة التي يمتلكها.!!

اذ لا يصبح للإنسان قيمة بلا مال وثراء وغلاء الأشياء التي يمتلكها

والأعظم أن نتناسى حق الله في زكاة المال
وقد يتأخر البعض في تسديدها وكأنه يملك حياته بيده
ويستطيع الإطالة في عمره

العيد ..
بمعنى أشمل وأعم..
هو تلك البسمة التي تدخلها لنفسك أولا برضى الله وطاعته وأداء حقوقه وفرائضه..

العيد عطاء ومحبة والفة ولحظات سعيدة مع الأهل والأقارب والأصدقاء.

العيد مواقف جميلة وبسيطه وذكرى رائعة.

العيد تصالح وتسامح ومودة بين المسلمين.

العيد تفريج هم أخيك المسلم
ومساعدته أن كان محتاجا.

العيد فرصة لتبادل الهدايا وتصافي النفوس.

العيد صلة للرحم والقرابة والتواصل معهم.

وفرحة العيد وتباشيره وإن عمت الصغار والكبار برونقها وألوانها العامة إلا أن لها لمسات خاصة..
كل يرى العيد وفرحته بمعزوفة تخصه وحده..

فهناك من يشعر بالعيد الحقيقي برضى والديه عليه وتمتعهما بالصحة والعافية.

أو حينما يعود ابنه المغترب.

وهناك من يشعر بالعيد حينما يشفى مريض يقربه.

وآخر يشعر بلذة العيد وفرحته حينما يرى صديقه الذي غاب عنه طويلا.

والبعض لا يشعر بلذة العيد وسعادته إلا بقرب من أحبه
حب عميق يختلج في النفس وليس له مكان غير القلب حين يكون ذلك هو مسكن من نحب وحدهم.