عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-06-2011
الهوى الغايب غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 119
 تاريخ التسجيل : Mar 2009
 فترة الأقامة : 5539 يوم
 أخر زيارة : 09-05-2021 (10:01 AM)
 المشاركات : 1,093 [ + ]
 التقييم : 8790
 معدل التقييم : الهوى الغايب سمته فوق السحابالهوى الغايب سمته فوق السحابالهوى الغايب سمته فوق السحابالهوى الغايب سمته فوق السحابالهوى الغايب سمته فوق السحابالهوى الغايب سمته فوق السحابالهوى الغايب سمته فوق السحابالهوى الغايب سمته فوق السحابالهوى الغايب سمته فوق السحابالهوى الغايب سمته فوق السحابالهوى الغايب سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي المعجزة الخالدة



المعجزة الخالدة!!

إن المتأمل للقرآن الكريم يجب عليه أن يعرف كيف وصل إلى العرب ولماذا سمى المعجزة الخالدة
ولنعرف أولاً
ما هي المعجزة
المعجزة
هي شيء خارق عن العادة يتحدى بها النبي و يأتي بها الله على أيدي أنبيائة بعد حملهم الرسالة وتكون المعجزة مصداقا لقولهم

شيء خارق عن العادة مثل عصى موسى التي لن يأتي بها مخلوق على وجه الأرض إلى قيام الساعة
وكذلك إحياء الموتى على يد نبي الله عيسى ابن مريم وهذا الأمر لا يستطيع مخلوق على وجه الأرض الإتيان به

لا في الماضي ولا في الحاضر ولا حتى في المستقبل

وكذلك معجزة نوح عليه السلام (يظن البعض أن معجزة نوح كانت السفينة والطوفان وهذا لبس وخطأ كبير لأن هناك فرق بين العقاب وبين المعجزة وكان العقاب الطوفان والسفينة ولكن المعجزة هي التحدي بأن يصلوا إليه لقتله قال تعالى واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ياقوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون)
إذن كانت المعجزة هي التحدي عن الوقوف أمامه وإذآئه
ونواصل عن تعريف المعجزة
وكذلك نبي الله صالح عليه السلام ومعجزته الناقة التي تخرج من الصخرة وغيره
ومثلها لبقية الانبياء كأبراهيم عليه السلام

يتحدى بها النبي قومه

والجدير بالذكر أن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة تفوق الألف معجزة ولكن المعجزة الوحيدة التي تحدى بها هي معجزة القران

وهناك شيء أعجب وهو أن كل نبي له معجزة وله رساله كما أخبرنا عن نبي الله موسى فمعجزته العصا واليد البيضاء وعيسى معجزة كما اسلفنا احياء الموتى ولكن رسالتهم التوحيد بالله
الا النبي عليه الصلاة والسلام فإن المعجزة والرسالة واحدة وهي القران الكريم ولذلك تسمى المعجزة الخالدة

وأيضا تأتي مصداقية لقولة

مثل ذلك أن مسيلمة الكذاب عليه من الله ما يستحق سمع أن رسولنا صلى الله عليه وسلم مسح على رأس طفل مصاب بالصرع فشفي وتفل على بئر جافة فنبع منها الماء فأراد أن يفعل مثله

فمسح على رأس طفل أصلع فمات الطفل وتفل على بئر بها قليل من الماء فجفت البئر

عندما أرسل الله موسى لقومه كانت المعجزة العصا لماذا

لأن قوم موسى تفننوا في السحر والخداع والحيل فجاء موسى بأمر الله بتلك المعجزة وهي العصا تتحول إلى ثعبان


وكان من معجزاته عليه السلام أنه كان يبرئ الأكمه الذي يولد أعمى، والأبرص بإذن الله، والبرص مرض يصيب الجلد وبكون على شكل بياض يغطي مساحات من الجسم فينفر الناس من صاحبه، وخص هذان المرضان بالذكر لأنهما داءان معضلان، وكان الغالب على زمن سيدنا عيسى الطب، فأراهم الله المعجزة على يدي سيدنا عيسى من جنسِ ذلك، وكان يحيي الموتى بإذن الله، حتى قيل إنه أحيا أربعة من الخلق بمشيئة الله وقدرته، وكان سيدنا حزقيل قبل سيدنا عيسى أحيا ثمانية وهو نبي من أنبياء الله من بني إسرائيل كما أن سيدنا عيسى من بني اسرائيل ومن الذين أحياهم سيدنا عيسى عليه السلام بإذن الله أحد أصدقائه واسمه عازر، إذ لما مرض أرسلت أخته إلى سيدنا عيسى عليه السلام أن عازر يموت فسار إليه وبينهما ثلاثة أيام فوصل إليه فوجده قد مات، فأتى قبره فدعا الله عز وجل وقال قم بإذن الله فقام عازر بإذن الله وعاش وولد له ولد، ومن الذين أحيوا بإذن الله على يدي سيدنا عيسى المسيح ابن العجوز فإنه مر به محمولا على سريره فدعا له سيدنا عيسى عليه السلام أن يقوم بإذن الله، فقام ونزل عن أكتاف الرجال ولبس ثيابه ثم حمل سريره و رجع إلى أهله.

ان الله سبحانه وتعالى عندما يؤيد رسله وأنبياءه بالمعجزات فانه لا يتحدى بها فردا واحدا, ولكنه يتحدى أمة بأكملها, انه يطلب منهم أن يستعين بعضهم ببعض ان استطاعوا, ولن يستطيعوا.

وحتى لا يقول الكفار: لقد جاء نبي يدعو الرسالة بشيء لم نتقنه ونبغ فيه, ولو تعلمناه لجئنا بمثل هذه المعجزة, جاءهم بشيء تعلموه بل ونبغوا فيه واشتهروا بفعله, ثم بعد ذلك تحداهم به, لكنهم يعجزون!!

ومعنى التحدي هو اثارة حماس القوى المعارضة لتفعل والقوى المعارضة هي الكفار, أو غير المؤمنين.

لقد تحدّاهم علنا, لتهيج نفوسهم أمام الناس, ويحاولوا قدر طاقاتهم أن يأتوا بمثل المعجزة ويحشدوا لها طاقاتهم, بل ويجنّدوا لها للرد عليها, ولكنهم مع كل ذلك, ورغم كل ذلك يعجزون.
وهي معجزة الناقة
{ انا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر * ونبّئهم أن الماء قسمة بينهم, كلّ شرب محتضر * فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر * فكيف كان عذابي ونذر * انّا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتضر
فعندما كفروا جاءهم العذاب

فما هي معجزة الرسول عليه الصلاة والسلام
جاء إلى قوم تفننوا في اللغة وهذا الشيء الأعجب في الكون

أن التفنن في العمل غير التفنن في القول والأبداع به

حتى وصل بهم الأمر أن بيت من الشعر ترفع قبيلة إلى قمم المجد وبيت من الشعر تخسف بقبيلة إلى قاع السمعة

ومنها قبيلة بنو أنف الناقة

كانوا يخجلون من أسم قبيلتهم

وينتسبون إلى قبائل مجاورة مثل بنو تميم وغيره

فجاء شاعر لهم
قـومٌ هـمُ الأنـفُ والأذنـاب غيـرهـمُ و مـنْ يسـوِّي بأنـف الناقـة ِ الذّنبـا

فاشتهرت هذه القبيلة وصاروا يتفاخرون بها

والأمثلة كثيرة

بل جاؤوا بأعجب من ذلك

وهو أن يأتي الرجل ببيت من الشعر
فلا تدري هل يمدحك أم يذمك

ومثال ذلك
هذهـ قصة حقيقية وقت في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ...

قال الحطيئة للزبرقان ذات يوم

دع المكارم لا ترحل لبغيتها *** واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

استعدى الزبرقان عمر على الحطيئة فقال عمر: لا أرى في ذلك هجاء وإنما مدحا لك ً...

رغم أن عمر أعلم الناس بالشعر فإنما أراد أن يقيم الحجة بينة على الحطيئة ...
فقال الزبرقان يا أمير المؤمنين أنت لا تعلم قوله ووالله لا ادري كيف أواجه قومي بوجهي بعد ما قال لي ذلك

لذلك قال عمر : فاليأتي حسان بن ثابت شاعر الرسول ليحكم هل هجاهـ أم مدحه ...

فلما أتى حسان ذكروا له بيت الشعر فقال حسان : هو لم يهجه يا أمير المؤمنين ...

بل سلح عليه!!


والسلح معنى أنزال الحاجة على انسان

وهذه قمة القذارة والسخرية

ومعنى البيت أنك لست أهلا للمكارم ولا غيرها فلا ترحل لها فأنت فقط للأكل والشرب والنوم

تخيل كيف وصلوا بالأبداع والتفنن في البيت من الشعر
حتى كانت لهم أسواق لهذا الامر في التنافس بالشعر

وكانوا يفضلوا ويحترمون القصائد الجميلة ولذلك كان من أكرامهم لها أنهم يعلقونها على أطهر بيت على وجه الأرض

في جوف الكعبة
وأكثر من مائة وخمسون سنه لم تعلق على الكعبه سوى سبع

وهن المعلقات السبع
والأمر يطول والقصص كثيرة ليس مقاما لها الأن في الموضوع


فما هي المعجزة

هي القرآن الكريم

يتحداهم بأنه يأتوا بمثله إن استطاعوا حتى لو أجتمع كل أهل الأرض ومعهم الجن وهذا تحدي إلى قيام الساعة
قال تعالى (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )

ونلاحظ قوله لا يأتون ولم يقل لن ولا معناه للمستقبل أما لن فإنه في ذلك الزمان والله أعلم

ثم الله تحداهم بسورة واحدة من هذا القرآن في سورة البقرة في قوله : فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله الآية [ 2 \ 23 ] ، وفي سورة يونس في قوله تعالى : قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله الآية [ 10 \ 3 8 ] .

وتحداهم في سورة هود بعشر سور منه في قوله : قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله الآية [ 11 \ 13 ] .

وتحداهم في سورة الطور هذه به كله في قوله : فليأتوا بحديث مثله الآية .

وبين في سورة بني إسرائيل أنهم لا يقدرون على شيء من ذلك في قوله : قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله الآية [ 17 \ 88 ] .

وقد أطلق - جل وعلا - اسم الحديث على القرآن في قوله هنا : فليأتوا بحديث مثله كما أطلق عليه ذلك في قوله : الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها الآية [ 39 \ 23 ] ، وقوله تعالى : ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه الآية [ 12 \ 111 ] .


تحداهم بمثله ثم بعشر سور ثم بسورة حتى وصل الأمر

إلى الأحرف

تصور أن يتحداهم إلى الأحرف

مثل

ق والقرآن المجيد

او ن والقلم ومايستطرون

وغيره

يا الله لعظمة هذا القرآن الكريم

كأن أشد ما يغيظ الكفار القرآن فقالوا أنه درس في الماضي

وجاء النص القاطع قال تعالى : وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
يعني ليزعموا إن النَّبي إنما تعلم هذا القرآن بالدرس والتعليم من غيره من أهل الكتاب، كما زعم كفار مكة أنه تعلم هذا القرآن من جبر ويسار، وكانا غلامين نصرانيين بمكة، وقد أوضح الله تعالى بطلان افترائهم هذا في آيات كثيرة كقوله ‏‏(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ‏‏،

وقوله‏:‏ ‏‏فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ‏‏ ، ومعنى يؤثر‏:‏ يرويه محمد عن غيره في زعمهم الباطل، وقوله‏:‏ ‏‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا‏‏

تخيل بعد ذلك ماذا قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وسلم وتأمل الآية الكريمة وأقراها عدة مرات

‏‏وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ‏‏)
كقوله‏:‏ ‏‏وَقَالُوا اَسَاطِيرُ الْاَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَاَصِيلاً‏‏، وقوله‏:‏ ‏‏اِنْ هَذَا اِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ‏‏ اي يرويه محمد عن غيره

وهذا من شدة تعنتهم ايضًا بانه لو جعل القران اعجميًا لكذبوه ايضًا وقالوا‏:‏ كيف يكون هذا القران اعجميًا مع ان الرسول الذي انزل عليه عربي‏.‏ وذلك في قوله ‏‏وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْاناً اَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ ايَاتُهُ اَاَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ‏‏ اي اقران اعجمي، ورسول عربي‏.‏ فكيف ينكرون ان القران اعجمي والرسول عربي، ولا ينكرون ان المعلم المزعوم اعجمي، مع ان القران المزعوم تعليمه له عربي‏.‏

كما بين تعنتهم ايضًا، بانه لو نزل هذا القران العربي المبين، على اعجمي فقراه عليهم عربيًّا لكذبوه ايضًا، مع ذلك الخارق للعادة‏.‏ لشدة عنادهم وتعنتهم، وذلك في قوله‏:‏ ‏‏وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْاَعْجَمِينَ فَقَرَاَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ‏‏‏.‏


سورة العنكبوت:"وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ﴿48﴾ بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ﴿49﴾ وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين ﴿50﴾ أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ﴿51﴾ قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون


ذكرنا الأيات ولنتحول قليلا إلى قول البشر عنه ولنبدأ بقصة

الوليد بن المغيرة، أحد قادة قريش في العصر الجاهلى ووالد الصحابي خالد بن الوليد من أغنى أغنياء قريش حيث ورد أنه بنى ركن من أركان الكعبة الأربعة عندما قامت قريش بترميمها واشتركت باقى القبائل في الباقي وورد كذلك أنه كان في موسم الحج وطول الاربعين ليلة يذبح للحجيج كل يوم 10 من الابل وقيل أن قافلة تجارته تقدر بمائة بعير حتى يقال انها لاتدخل من باب واحد بل من جميع أبواب مكة حتى تصل الجمال في وقت واحد, نزلت فيه قول القرآن في سورة المدثر "إنه فكر وقدر*فقتل كيف قدر*ثم قتل كيف قدر*ثم نظر* ثم عبس وبسر*ثم أدبر واستكبر*فقال إن هذا إلا سحر يؤثر*إن هذا إلا قول البشر*سأصليه سقر"
ونزلت هذه الآيات ان قريش ارسلت الوليد بن المغيرة حتي يثني النبي ( علية افضل الصلاة والسلام ) عن الدعوة !

>ذهب الوليد بن المغيرة إلى رسول الله – صلى الله عليه و سلم – لينقاشه في ترك الإسلام و الدعوة إلى الله .
>فقال له : يا محمد , ما هذا الأمر الذي جئت به ؟ فرقت قومنا , و سفهت آبائنا , و سببت ألهتنا , فإن كان هذا الأمر الذي يصيبك أمر يحتاج إلى طب , جئناك بالأموال تُأتي بأحسن الأطباء , فيشفيك , و أن كنت بهذا الأمر المال نجمع لك من الأموال حتى تكون أغنانا , و إن كنت تريد الشرف , سودناك علينا ( أي جعلناك سيد مكة ) , و إن كنت تريد الملك , ملكناك علينا , و إن كنت تريد النساء , زوجناك من تريد من نسائنا .
>فقال رسول الله – صلى الله عليه و سلم – : أفرغت ؟ ] فرغت بمعنى أنتهيت [
>فقال : نعم
>فقال– صلى الله عليه و سلم – : فاسمع مني .
>} حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَت إيَاتُهُ قُرءَاناً عَرَبيّاً لِّقومٍ يَعلَمُونَ بَشِيراً وَ نَذِيراً فَأَعرَضَ أَكثَرُهُم فَهُم لا يَسمَعُونَ وَ قَالُوا قُلُوبُنا فِي أكِـنَّةٍ مِّما تَدعُونَآ إلَيهِ وَ في إذَانِنَا وَقرٌ وَ مِن بَينِنَا وَ بَينِكَ حِجَابٌ فَاعمَل إنَّنا عَامِلُونَ قُل إنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثَلُكُم يُوحَى إليًّ أنمَّا إلَهُكُم إلَهٌ وَاحدٌ فَاستَقِيمُوا إلَيهِ و استغفروه وَ وَيلٌ لِلمُشرِكِينَ { و أكمل حتى وصل إلى قوله تعالى } فَإن أَعرَضُوا فَقُل أنذَرتُكُم صَاعِقَةً مِثلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَ ثَمُودَ {
>ففزع الوليد فزعاً شديداً و وضع يد على فم رسول الله – صلى الله عليه و سلم – ليسكته و قال : ناشدتك الله و الرحم , ناشدتك الله و الرحم . ( طلب السكوت خوفاً من أن تصيبه صاعقة عاد و ثمود )
>فأكمل رسول الله – صلى الله عليه و سلم – حتى وصل إلى موضع السجدة , فسجد , و قام , فقال : هذا ما عندي .
>
>فقام الوليد مندهش من مكانه و عاد إلى قريش , فدخل متأثرا و مندهش على قومه .
>فقال القوم : و الله عاد بغير الوجه الذي ذهب به , ماذا أصابه ؟
>فقال : و الله لقد سمعت كلاماً ما سمعت مثله قط .
>ثم قال : إن لقوله لحلاوة , و إن لعليه لطلاوة , لأعلاه لمثمر , و إن لأسفله لمغدق , و إنه لا يعلى و لا يعلا عليه .
>فقالوا : يا وليد أصبأت ؟ ( بمعنى تركت دينك )
>قال : لا و الله ما صبأت .
>قالوا : هذا شعر .
>قال : ما هو بشاعر , لقد عرفنا الشعر كله رجزه و هزجه و قريضه و مقبوضه و مبسوطه , فما هو بالشعر ؛
>فقالوا : إذن كاهن .
>قال : لا , و الله , ما هو بكاهن , لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن و لا سجعه .
>فقالوا : مجنون .
>قال : ما هو بمجنون , لقد رأينا الجنون و عرفناه , فما هو بخنقه , و لا تخالجه , و لا وسوسته .
>قالوا : فلنقل ساحر .
>قال : ما هو بساحر , لقد رأينا السحار و سحرهم , فما هو بنفثهم و لا عقدهم .
>قالوا : حيرتنا , ماذا نقول عنه ؟
>قال : يا قوم أتنفذوا ما أمليهم لكم ؟
>قالوا : قل
>قال : أخيركم بين أمرين .
>قالوا : ما هما ؟
>قال : تتبعونه , فإن كلامه الحق .
>قالوا : و يحك , لا نترك ديننا .
>قال : إذن , أتركوه يدعو للناس فإذا انتصر فعزه عزكم و نصره نصركم فهو من قريش , و إن قتلوه فهذا ما تريدون .
>قالوا : لا و الله لا نتركه بينه و بين الناس .
>قال : إذن , فلنقل هو ساحر , فهو أقرب إلى السحر . و بدأ بشتم و يسب رسول الله – صلى الله عليه و سلم – .

>فقال الله تعالى عنه : }ذَرنِي وَ مَن خَلَقتُ وَحِيداً وَ جَعَلتُ لَهُ مَالاً مَّمدُوداً وَ بَنِينَ شُهُوداً وَ مَهَّدتُّ لَهُ تَمهِيداً ثُمَّ يَطمَعُ أن أزِيدَ كَلا إنَّهُ كَانَ لأيَاتِنا عَنِيداً سَأرهِقُهُ صَعُوداً إنَّهُ فَكََر وَ قَدَّرَ فَقُتِلَ كَيفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَ بَسَرَ ثُمَّ أدبَرَ وَ استَكبَرَ فَقَالَ إن هَذآ إلا سِحرٌ يُؤثَرُ إن هَذا إلا قَولُ البَشَرَ {
>}المدثر 11-26 {

أن النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد قرأ ((حم. تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير)) وكان الوليد يسمع قرأته ففطن له (أي انتبه) رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعاد الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه فقال والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلى عليه.


ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد، وهو ريحانة قريش والله لتصبأن قريش كلهم فقال أبو جهل أنا أكفيكموه فانطلق فقعد إلى جنب عمه الوليد حزيناً فقال له الوليد مالي أراك حزيناً يا ابن أخي؟ فقال: وما يمنعني أن أحزن؟ وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك على كبر سنك ويزعمون أنك زينت كلام محمد وإنك تدخل على ابن أبي كبشة وابن قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد وقال: ألم تعلم قريش أني من أكثرها مالاً وولداً؟ وهل شبع محمد وأصحابه ليكون لهم فضل؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم: تزعمون أن محمداً مجنون فهل رأيتموه يحنق قط؟ قالوا اللهم لا، قال: تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه تكهن قط؟ قالوا اللهم لا، قال: تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئاً من الكذب؟ قالوا لا، فقالت قريش للوليد فما هو؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال: ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر فذلك قول الله تعالى في سورة المدثر : "إنه فكر وقدر. فقتل كيف قدر" ((الآيات)).


وكفر وهو يعلم أنه نبي وكذلك بقية الكفار ولنأخذ قصة أخرى لعمر ابن الخطاب قبل أسلامه
قال عمر خرجت أتعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته قد سبقني إلى المسجد فلحقت به فإذا هو في الصلاة فقمت خلفه فاستفتح بسورة الحاقة فبدأت أتعجب من تأليف القرءان، فقلت هذا والله شاعر كما قالت قريش فقرأ قول الله تعالى إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون، فقال عمر بن الخطاب إذا هو كاهن فقرأ النبي وما هو بقول كاهن قليلا ما تذكّرون فقال عمر بن الخطاب وقع الإسلام في قلبي .

والرواية الأخرى قيل أن عمر بن الخطاب خرج متقلدا سيفه فرآه رجل من بني زهرة قال له إلى أين تعمد يا عمر فقال أريد أن أقتل محمدا، فقال له كيف شأنك وهل سيتركك بنو هاشم وبنو عبد المطلب إن أنت قتلت محمدا إن أردت أن تعلم فإن صهرك قد أسلم، فذهب عمر بن الخطاب غاضبا إلى بيت صهره وسمع شيئا من قراءة القرءان من خلف الباب وكان عنده أحد الصحابة فطرق الباب فلما سمع الخباب صوت عمر توارى ثم فتحوا له فقال أسمعوني فقالوا هو حديث تحدثناه بيننا ثم قال اتبعت محمدا؟ فقال له ختنه أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك فبدأ يضرب ختنه ضرباً شديداً فجاءت أخته تريد أن تدافع عن زوجها فضربها فقالت أرأيت إن كان الحق في غير دينك أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله.



فتوقف عمر بن الخطاب عن ضرب ختنه ثم طلب الصحيفة فلما أعطيت له الصحيفة فرأى فيها طه ما أنزلنا عليك القرءان لتشقى إلى قوله لا إله إلا أنا فاعبدون فقال دلوني على محمد فلما سمع الخباب خرج وقال له أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله ليلة الخميس لك اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام فقال دلوني على رسول الله،

وكان النبي في بيت الأرقم في الصفا وراح إلى هناك وضرب الباب وكان من أشد الناس على رسول الله في الجاهلية.

فقال الصحابة يا رسول الله هذا عمر. فتح الباب فتقدم نحو النبي فأخذه الرسول بمجامع قميصه وقال أسلم يا ابن الخطاب اللهم اهده فقال عمر بن الخطاب أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله، فكبروا تكبيرة سمعت في سوق مكة بعد ذلك قال عمر بن الخطاب للرسول ألسنا على الحق يا رسول الله فقال بلى فقال له لنخرج إلى الكعبة نصلي هناك فخرجوا في صفين في أحدهما عمر بن الخطاب وفي الآخر حمزة فلما رأى كفار قريش ذلك أصابتهم كآبة شديدة وهناك سمى رسول الله عمر الفاروق لأنه فرق بين الحق والباطل هو الذي قال فيه الرسول والذي نفس محمد بيده ما رءاه الشيطان سالكاً طريقاً إلا سلك طريقاً غير طريقه، رجل تهابه الشياطين، أي رجل هو عمر بن الخطاب كان إذا سلك طريقاً يسلك الشيطان طريقا غيره.

طفيل ابن عمر الدوسي

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على ما يرى من قومه ، يبذل لهم النصيحة ، ويدعوهم إلى النجاة مما هم فيه . وجعلت قريش ، حين منعه الله منهم ، يحذرونه الناس ومن قدم عليهم من العرب .

وكان الطفيل بن عمرو الدوسي يحدث : أنه قدم مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها ، فمشى إليه رجال من قريش ، وكان الطفيل رجلا شريفا شاعرا لبيبا ، فقالوا له : يا طفيل ، إنك قدمت بلادنا ، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا ، وقد فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه ، وبين الرجل وبين أخيه ، وبين الرجل وبين زوجته ، وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا ، فلا تكلمنه ولا تسمعن منه شيئا .

قال : فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا ولا أكلمه ، حتى حشوت في أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفا فرقا من أن يبلغني شيء من قوله ، وأنا لا أريد أن أسمعه . قال : فغدوت إلى المسجد ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة . قال : فقمت منه قريبا فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله . قال : فسمعت كلاما حسنا قال : فقلت في نفسي : واثكل أمي ، والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى علي الحسن من القبيح ، فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته ، وإن كان قبيحا تركته

قال : فمكثت حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته فاتبعته ، حتى إذا دخل بيته دخلت عليه ، فقلت : يا محمد ، إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا ، للذي قالوا ، فوالله ما برحوا يخوفونني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك ، ثم أبى الله إلا أن يسمعني قولك ، ، فسمعته قولا حسنا ، فاعرض علي أمرك .

قال : فعرض علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام ، وتلا علي القرآن ، فلا والله ما سمعت قولا قط أحسن منه ، ولا أمرا أعدل منه . قال : فأسلمت وشهدت شهادة الحق ، وقلت : يا نبي الله ، إني امرؤ مطاع في قومي ، وأنا راجع إليهم ، وداعيهم إلى الإسلام ، فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه فقال : اللهم اجعل له آية

[ الآية التي جعلت له ]

قال : فخرجت إلى قومي ، حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح فقلت : اللهم في غير وجهي ، إني أخشى ، أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراقي دينهم . قال : فتحول فوقع في رأس سوطي .



وكذلك

إنّ أبا سفيان وأبا جهل، والأخنس بن شريق... خرجوا ليلة ليستمعوا إلى رسول اله (ص) وهو يصلي من الليل في بيته، فأخذ كلُّ رجل منهم مجلساً يستمع فيه، وكلٌّ لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق، فتلاوموا، وقال بعضهم لبعض: لا تعودوا، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً! ثمّ انصرفوا.

حتى إذا كانت الليلة الثّانية عاد كلُ رجل منهم إلى مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أوّل مرّة! ثمّ انصرفوا.

حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كلُّ رجل منهم مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض: لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود! فتعاهدوا على ذلك، ثمّ تفرقوا.

فلمّا أصبح الأخنس أخذ عصاه، ثم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته، فقال: أخبرني –يا أبا حنظلة- عن رأيك فيما سمعت من محمّد. فقال: يا أبا ثعلبة، والله لقد سمعت أشياء أعرفها، وأعرف ما يراد بها، وسمعت أشياء ما عرفت معناها، ولا ما يراد بها.

قال الأخنس: وأنا والذي حلفت به.

قال: ثمّ خرج من عنده حتى أتى أبا جهل، فدخل عليه بيته، فقال: يا أبا الحكم، ما رأيك فيما سمعت من محمّد؟

قال: ماذا سمعت!؟ تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف. أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركب، وكنّا كفرسي رهان، قالوا: منّا نبي يأتيه الوحي من السماء. فمتى ندرك مثل هذه؟ والله لا نؤمن به أبداً ولا نصدقه!!.
قال: فقام عنه الأخنس وتركه.

نعم، جاذبية القرآن ردت هؤلاء إلى أنفسهم ليالي متوالية، وكانوا حتى بياض الصبح غرقى هذه الجاذبية الإلهية، لكن التكبر والتعصب والحرص على المصالح المادية كان مسلطاً عليهم بحيث منعهم من قبول الحق.

ولا شك أنّ هذا النور الإلهي له هذه القدرة على أن يجذب إليه كل قلب مستعد أينما كان.

وروي أنّه التقى أخنس وأبو جهل فقال له: يا أبا الحكم، اخبرني عن ومحمّد أصادق هو أم كاذب، فإنّه ليس ها هنا أحد غيري وغيرك يسمع كلامنا، فقال أبو جهل: ويحك والله إنّ محمّداً لصادق وما كذب قط، ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والحجابة والسقاية والندوة والنّبوة فماذا يكون لسائر قريش؟!


بعد هذا السيل الهائل من الأمثال وغيرها الكثير والكثير ولولا خوفي من الملل لزدتكم


وعرفنا الآن مقدمة في قيمة القرآن الكريم



 توقيع : الهوى الغايب

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس