أصبحتُ متهمٌ بالصمتِ، موصومٌ به
قابضٌ على نبض الحرف
أسلكُ طرقات الغياب وكل ما يغري به.

تباً لهذا الإنهزام الفاضح ..!

وأنا الذي إعتاد إطلاق شياطين حروفه
في كل اتجاه تحرث أرض الأبجدية
لترسم معالم اللحظات.

متى ستعود لي البرائةُ من تهمة الإنهزام
ومتى ستتطهر حروفي من علة الصمت.

كيف يصاب الإحساس ..
وانا الذي ما هادن يوماً في ثورات الحب
وكيف تعجز حروفي ..
وانا من عزف الحرف الحان غرام
وحملّ الحمائم رسائل الحب.

لا أدري لماذا هذا الصمت
ولمّ تهدأ ثورةُ نبضي
وتتعثر حروفي على شفاهي
وتتلعثم الكلمات وتتلاشى
ولمّ تختنق أبجديتي
وتخرج كلماتي مبحوحة

صامتٌ ..
وعلى ِمرجل صمتي
تغلي الكلماتُ ثائرةً
وتهيج رجاءَ ولادةٍ أزلية
تحتدم بحثاً عن معنى يصف عمق فقدكِ

صامتٌ ..
وعلى مِرجل صمتي
تشتعل الكلمات ظمأً
وتحترق بعجز المتمكن قهراً
تتواثب الحروف وتشرئب أعناقها
تتطاول وتتدلى أفكارها
وتعود مهزومةً كسيرة
قد ألجمها الفقد

واطفئ الصمت بريقها
واحتوى ثورتها
لـِ تهدأ وتمتزج بصمتٍ جامح

وتظل الأعماق مستعرةً متوهجة
تظل الأعماق بركاناً ثائراً.


ويبقى الصمتُ ملازماً ..
طالما غيابكِ هو العلةُ
وحضوركِ الدواء
فـ أنتِ الصمتُ والهجاء
وأنتِ من تنطقُ حروفي
ومن يلزمها الصمت.





مجرد وساوسُ حنين ..
داعبت الخاطر مع هذا الصمت.



الحريصي ..

نحن لا نملك عصى سحريه لنصلح الماضي..
ونرسم المستقبل كما نريد ..
ولكن نسطيع بإيماننا القوي بالله الرضى بما كتب .