الموضوع
:
حقد البعير .
عرض مشاركة واحدة
#
1
06-20-2020
اوسمتي
لوني المفضل
Black
رقم العضوية :
2710
تاريخ التسجيل :
Apr 2013
فترة الأقامة :
4032 يوم
أخر زيارة :
منذ 3 ساعات (02:14 PM)
المشاركات :
112,435 [
+
]
التقييم :
2147483647
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
حقد البعير .
:
«حقد البعير»
مشهورة ومتداوَلة عند الرواة والمهتمّين بالأدب الشعبي،
حتى أنهم قالوا: لا غدر إلا غدر البحر، ولا حقد إلا حقد الجمل.
والقصة هي:
(غضب صاحب إبل يوماً على جمله فقام بضربه ضرباً شديداً. ومن خبرة ذلك الرجل عرف أنّه لن ينجو من حقد البعير،
ولا من غدره، حتى من نظرات البعير «أصحاب الإبل يعرفون طبائعها ورغباتها حتى في الانتقام».
فقام مسرعاً ببيعه لإحدى القبائل. ومرّت عشر سنين كاملة والبعير من صاحب إلى صاحب، ومن قبيلة إلى قبيلة،
ومارس ذلك الرجل حياته العادية. وفي يوم من الأيام وهو في سفره مر بقبيلة من القبائل الذين هبّوا لإكرامه
واستضافته، ونصبوا خيمة خاصة به، يأتيه فيها الطعام والشراب، وينام فيها مرتاحاً من عناء السفر.
وأثناء النهار رأى صاحبنا هذا «جمله القديم»، ورأى الجمل صاحبه القديم «وعرف كل منهما الآخر».
وحينما جاء الليل، وانصرف كلٌّ لخيمته.. قام صاحبنا بعمل عجيب وغريب:
أخذ يجمع الرمل والأحجار الرملية داخل خيمته، وخلع بعض ملابسه، وحشاها بالرمل والأحجار
وأكثرية ملابسه حتى غطاء الرأس، وهرب.
وفي الليل قام البعير بتقطيع كل خطام أو تعقيل مربوط به، وجاء إلى «الكوم الرملي»،
وبرك عليه، وصار يطحن ويطحن بنحره ممزقاً الملابس وكل شيء تحته،
حتى اطمأن البعير أنّه قضى على صاحبه بالضربة القاضية.
وتمر السنون تلو السنين، ويمر صاحبنا بأحد الأسواق، فإذا هو ينظر إلى جمله!
والبعير ما إن وقعت عيناه على صاحبنا هذا إلا ويسقط وقد فارق الحياة حزناً وكمداً وقهراً).
مثل هذه القصص الحياتيّة المعاشة تنطق عن حقائق بالغة الأهمية،
ووثيقة الصلة بالواقع، وتمثل تجارب حياتية مديدة، عاشها أناس مجربون،
خبروا الحياة، وخبرتهم؛ وبالتالي صاغوا ما وجدوه مناسباً لوصف حالة ما.
والإنسان يتعرض لمواقف حياتية يومية، وبشكل دائم ومتكرر،
ويختلف تأثر الإنسان وتعبيره عن الموقف من حالة لأخرى، ومن إنسان لآخر،
حسب طبيعة الموقف وشدته، وحسب الظروف المحيطة به.
والمواقف قد تكون سلبية، وقد تكون إيجابية،
وقد تؤثر في الإنسان، ويؤثر فيها وبمن حوله بأشكال مختلفة.
إن الصفح من طبيعة الإنسان السليم، ولكن لا يعني ذلك التسليم بالخطأ، والسماح بتكراره،
أو تقبّل الإهانة مراراً وتكراراً؛ لأن النفس الأبية تأبى ذلك،
ولو كلفها حياتها، ولكن غالب المواقف الحياتية يناسبها الصفح والعفو
، وبهذا تحلو الحياة. والله الهادي إلى الخير والسواء.
* * * *
ما أصدق وأعذب ما قاله الشاعر:
«الحقد» داءٌ دفينٌ ليس يحملُه
إلا جهولٌ مليءُ النفس بالعللِ
مالي وللحقد يُشقيني وأحملُه
إني إذن لغبي فاقِدُ الحِيَلِ؟!
سلامة الصدر أهنأ لي وأرحب لي
ومركبُ المجدِ أحلى لي من الزللِ
زيارات الملف الشخصي :
369
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 27.89 يوميا
MMS ~
ندى
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ندى
البحث عن كل مشاركات ندى