عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-11-2020

ابو فواز غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
فـي لـحـظـة تـشـعُـر أنـك شـخـصٌ فـي هـذا الـعـالـم
بـيـنـمـا يـوجـد شـخـص فـي الـعـالـم يـشـعُـر
أنـك الـعـالـم بـأسـره
اوسمتي
لوني المفضل Blue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 فترة الأقامة : 5625 يوم
 أخر زيارة : منذ 6 يوم (04:22 PM)
 الإقامة : ksa/dmm
 المشاركات : 13,353 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : ابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي سيرته العطرة في قومه قبل بعثته صلى الله عليه وسلم وكراماته



سيرته العطرة في قومه قبل بعثته صلى الله عليه وسلم وكراماته


كان الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم قبل بعثته أحسن الناس خلقا، وأبعدهم عن الفحش والأخلاق التي تدنّس الإنسان، حتى أنه كان أصدق الناس في الحديث وأفضلهم مروءة وخيرهم جوارا وأعظمهم حلما وأمانة بين قومه، لذا سموه الأمين وكان أكرمكم وأحسنهم في مخالطة الناس. فجمع صلى الله عليه وسلم كل الصفات الحسنة من الحلم، والصبر، والتواضع، والعفّة، والشكر، والعدل، والشجاعة، والجود والحياء، حتى أن ألد أعدائه: النضر بن الحارث من بني عبد الدار قال في شأنه: قد كان محمد فيكم غلامًا حدثًا، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانة حتى إذا رأيتم في صُدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم قلتم: سحر لا والله ما هو بساحر.



وقد قال ذلك في معرض الاتفاق على ما يقولونه للعرب الذين يحضرون الموسم – موسم الحج – حتى يكونوا متفقين على قول مقبول يقولونه.



كذلك كانت مقولة هرقل ملك الروم لأبي سفيان حيث قال له: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أني قول ما قال؟ قال: لا. فقال هرقل: ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله...[1].



هذا، وقد حفظه الله جل وعلا في صغره من كل أعمال الجاهلية التي نهى عنها الشرع الحنيف – فقد بُغضت إليه الأوثان بغضًا شديدًا حتى ما كان يحضر لها احتفالًا أو عيدًا مما يقوم به عُبَّادُها. وقال صلى الله عليه وسلم: «... لما نشأت بُغِّضت إليّ الأوثان وبُغِّض إليّ الشعر، ولم أهم بشيء مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين، كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد من ذلك، ثم ما هممت بسوء بعدها حتى أكرمني الله برسالته...».



«قلت ليلة لغلام كان يرعى معي: لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمُر كما يسمرُ الشباب، فخرجت لذلك حتى جئت أول دار من مكة أسمع عزفا بالدفوف والمزامير لعرس بعضهم، فجلست لذلك فضرب الله على أذني فنمت فما أيقظني إلا مسّ الشمس ولم أقض شيئا، ثم عراني مرة أخرى مثل ذلك» وقد سبق ذكر الحديث من قبل[2].



وكان صلى الله عليه وسلم لا يأكل ما ذُبح على النُصُب[3]، وحرّم على نفسه شرب الخمر مع شيوع ذلك في قومه شيوعا عظيمًا.. وذلك كله من الصفات التي يُحلّى الله بها أنبياءه ليكونوا على تمام الاستعداد لتلقّى وحيه، فهم معصومون من الأدناس قبل النبوّة وبعدها: أما قبل النبوّة فلكي يتأهلوا للأمر العظيم الذي سيُسند إليهم ويحملونه على أكتافهم، وأما بعد النبوّة فلكي يكونوا قدوة لأممهم، صلى الله عليهم أجمعين[4].



وعن برّة بنت أبي تجراة قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أراد الله كرامته وابتداءه بالنبوة كان إذا خرج لحاجته أبعد حتى لا يرى بيتا ويُفضى إلى الشّعاب وبطون الأودية، فلا يمر بحجر ولا شجرة إلا قالت السلام عليك يا رسول الله، فكان يلتفت عن يمينه وشماله وخلفه فلا يرى أحدا، فمكث رسول الله كذلك حتى جاءه جبريل عليه السلام بما جاءه من كرامة الله له وهو بحراء في شهر رمضان[5].



وعن رجاحة عقله صلى الله عليه وسلم، ما روى أن العرب كانوا يتحاكمون إلى رسول الله قبل الإسلام، من ذلك ما ذكره ابن خيثم قال: كان يُتحاكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية قبل الإسلام، ثم اختُص في الإسلام[6].



وقد كان صلى الله عليه وسلم يكره الأصنام، ولم يسجد لصنم قط، كما كان يتجنب أعياد قريش التي تبجّل فيها الأصنام، وتقام لهم النسك. من ذلك ما رواه عكرمة عن ابن عباس قال: حدثتني أم أيمن[7] قالت: كان ببوانة صنم تحضره قريش تعظمه، تنسك له النسائك، ويحلقون رؤوسهم عنده، ويعكفون عنده يوما إلى الليل، وذلك يوم في السَّنة، وكان أبو طالب يحضره مع قومه، وكان يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحضر ذلك العيد مع قومه، فيأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأيت أبا طالب غضب عليه، ورأيت عمّاته غضبن عليه يومئذ أشد الغضب، وجعلن يقلن: إننا لنخاف عليك مما تصنع من اجتناب آلهتنا، وجعلن يقلن: ما تريد يا محمد أن تحضر لقومك عيدا ولا تكُثر لهم جمعا؟! قالت: فلم يزالوا به حتى ذهب فغاب عنهم ما شاء الله ثم رجع إلينا مرعوبا فزعا، فقالت له عماته: ما دهاك؟ قال: «إني أخشى أن يكون بي لمم»، فقلن: ما كان الله ليبتليك بالشيطان وفيك من خصال الخير ما فيك، فما الذي رأيت؟ قال: «إني كلما دنوت من صنم تمثل لي رجل أبيض طويل يصيح لي وراءك يا محمد لا تمسّه!». قالت: فما عاد إلى عيد لهم محتى تنبأ[8].


[1] سيأتي ذكر هذا الحديث بعد ذلك في رسائله صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الأرض وموقف هرقل من رسالته صلى الله عليه وسلم إليه.

[2] انظر: ما سبق أن ذكرناه تحت عنوان: «حفظه من كل شر وسوء في شبابه صلى الله عليه وسلم» ص.

[3] النُصب: هي حجارة تنصب وتُصبّ عليها دماء الذبائح وتُعبد.

[4] نور اليقين ص39 – 41.

[5] انظر أيضا ما ذكره أبو نعيم الأصبهاني في «ت 430هـ» في كتابه دلائل النبوة ج2 ص288 وما بعدها، بيروت، عالم الكتب، 1409هـ/ 1988م.

[6] السيرة ج1 ص234 – 235، طبعة بيروت، دار المعرفة، طبقات ابن سعد ج1 ص125، دلائل النبوة للبيهقي ج2 ص143، 146.

[7] أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمها «بركة».

[8] طبقات ابن سعد ج1 ص125 – 126.




 توقيع : ابو فواز

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس