عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-2020   #14



الصورة الرمزية ابو فواز
ابو فواز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : منذ 5 ساعات (04:22 PM)
 المشاركات : 13,353 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
فـي لـحـظـة تـشـعُـر أنـك شـخـصٌ فـي هـذا الـعـالـم
بـيـنـمـا يـوجـد شـخـص فـي الـعـالـم يـشـعُـر
أنـك الـعـالـم بـأسـره
لوني المفضل : Blue
افتراضي رد: الحب صفة إلاهية فلماذا



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحريصـي مشاهدة المشاركة
الحب..

الحمد لله وحده
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد ..

صديقي الفاضل ابو فواز ..
طرحك جميل وشيق جداً شدني للعودة
ومحاولة الرد فيه بما يوفقني الله له من قول.
قد لا يصل مقالي وقلمي لقامة مقالك وقلمك
ولكن هو رأي سأُدلى به ومنك
ومن الجميع التمس العذر.


الحب يا سيدي..
مُعرف معروف ليس بحاجة إلى تعريفي
فقد يكون تعريف المعرف تنكير له.
فـ الحب شعور جميل
نعمه وهبة إلاهيه.

ولا يخلو كائن حي من مشاعر الحب.

الحب يعتبر مصدراً الأعمال وطاقةً لتحقيق الآمال
وكلما امتلأ قلبك بالحب لشيئ ما
فإنك تكثر من ذكره وفعله
ويغلب على تصرفاتك ومشاعرك.

قال تعالى :
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله ).

فقد ربط العمل والإتباع بالحب
فبدون ذلك سوف يتحول العمل إلى مجرد نفاق.

لأنه سيصبحُ خالياً من المشاعر المتدفقة الصادقة.

ولا يمكن أن يحبك الآخرون مالم تمارس معهم الحب عملياً
لذلك ربط الله محبته للمؤمنين بالإتباع
ويزداد العمل بازدياد الحب.

وهكذا ضحى الصحابة والسلف الصالح
بحياتهم وأموالهم وأهلهم وملذاتهم.

وقد جعل الله الحب رابط شعوري قوي بين البشر
فإذا ذهب هذا الرابط
بقي رابط المصالح الذاتية الشخصية
وهذه تنتهي بمجرد انتهاء المصلحة.


وقد يجوز أن بعض النماذج السيئه ضلمت الحب
حين اتخذته ذريعةً لتحقيق أهداف غريزية دنيئة سيئة.

ومن ذلك نستشف إن اسمى انواع الحب
هو الحب في الله ولله لا لأي غرض آخر.

والرابط بين الزوجين هو الحب الذي ينمو من يوم إلى يوم
ويكبر بحجم كبر العائلة ومرور السنين.

والرابط بين العشيقين هو تحقيق اللذة والمتعة.
والذي ينتهي بنهايتها.

واعتقد ان بعض النماذج السيئة
هي التي جعل الناس ينظرون للعلاقة
والحب بين الجنسين
بالنظرة السيئة الدونية التي ذكرتها يا عزيزي في مجمل طرحك.

وتقريباً انا في الجزئية السابقه
اجبت على جل تساؤلات.
" وهذا رأيي الشخصي"
قد يأتي من يوافقني أو من يخالفني.

لكني لا أوافق من يطلق هذا الحكم مجملاً على هواه
ففي ذلك إجحاف كبير لكثير من الصدق.



والحب يا فاضلي :
هو بنك مشاعر يجب شحنه عملياً وليس بالأقوال
وأن نتعهد رصيدنا في هذا البنك
وإلا فإننا سوف نصبح مفلسين يوماً
ما
تربطنا صلاة القرابة والمصالح فقط
أو ربما العصبية القبلية
ولكنها ستكون خاوية من الحب الصادق الخالص لله.

قال تعالى :
( الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ).

فعلاقة المحبين في الله تبقى بدوام شرطها
لا رابط بينهم إلا الله
فهم على منابر من نور يوم القيامة
يغبطهم على ذلك الصديقون والشهداء والصالحون.

الحب : معين لا ينضب
وبحر لا ساحل له
وفضاء شاسع
يتجاوز الحدود والزمن
لا يعترف بالأشكال والألوان
لا يهنأ صاحبه بنوم
ولا يتلذذ بطعام
إذا تمكن من القلب حبس الأنفاس والجسد
واستعبد العقل
وملك الجوارح.

الحب : يبقى المحرك الحقيقي لكل فعل
والدافع القوي لكل إرادة
وطاقة تتقد حيوية ونشاط
تختفي معه العيوب
وتظهر فيه المحاسن.

الحب : له أشكال عدة
فليس حب واحد
فحبك لله يختلف عن حبك لوالديك
وكذلك حبك لأبنائك
وحبك لأحبابك وزوجك وطعامك
ورغباتك وأهدافك.

وأيضاً يختلف نسبة وتناسباً من شخص لآخر
ولكن العاقل من يجيد ترتيب منازل الحب
للجميع وأن تكون لديه أولويات
وفق نظرة شرعية ثاقبة ومتأنية
لا تحكمها العاطفة
ولا تؤثر فيها السلوك والعادات.

الحب : يسكن في أغلى عضو فينا
فلا يستقر إلا في القلب
فيعيش مع نبضاته
ويتدفق مع كل قطرة من دمائه
فيتغذى العقل والجسد بذلك الحب
حينها تصبح صور المحبوب على عدد خلايا الجسد.

وهذا حاصل من العبد لربه
ومن الأخ لأخيه في الله
ومن الزوج لزوجته الغالية
ومن الأبناء لآبائهم
ومن الفرد لمجتمعه وقبيلتة
وقس على ذلك.

الحب : لا يعرف العدل إلا إذا كان لله تعالى
ولا يعرف الإنصاف من النفس
إلا إذا كان لأجل الدعوة ونشر الخير.

فنحن أمة نأخذ الحق ولو ممن لا نحب
ونرد الباطل ولو كان ممن نحب
لا تحكمنا العلاقات
بقدر ما تحكمنا المعاملات.


اشكرك يا عزيزي على هذا الطرح الجرئ
والجميل والشيق حقاً
والتمس منك العذر في الإطاله.



جعلنا الله وإياكم من المتحابين فيه.
آمين..
الحريصي قلم مميز
واديب راقي
وصاحب فكر جميل
وكانت مداخلتك شاملة كل الجوانب
ومهما كان هناك من عقول ضحلة تنظر لاي امر من اضيق زواياه
فلا بد لاصحاب الفكر النير امثالك النظر الى الافق الارحب والجانب المشرق
لاي امر
اعجبت بردك كثرا
عشت وعاش قلمك شامخا


 
 توقيع : ابو فواز



رد مع اقتباس