مرحباً رمضان ..
ثم عذراً عن التقصير .


رمضان شهر الصيام شهر الإيمان والهدى
شهر أُنزل فيه القرآن هداً للناس وبينات من الهدى والفرقان.
قال تعالى :
( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ).

شهر كله رحمة، ومغفرة، وعتق من النار
وأي كرمٍ هذا ونحن لا نزال في عفلةٍ وسُبات.

يظلنا شهر الخير والبركات شهر الكرم والجود
وماهي إلا أيام تتوالى سريعة ويودعنا راحلاً
فنحنُ نترقب دخوله علينا بشوق، ولهفه
فنسأل الله أن يبلغنا هذا الشهر الفضيل
وأن تشملنا رحمة الله تعالى ومغفرته وعتقه فيه.

فلنحرص اخوتي واخواتي الكرام على اغتنام الشهر
ونجتهد في ايامه ولياليه .

ولا نكون من الذين يزيدون إثماً ومعصية وبعداً عن الله
وممن همه الأكل والشرب والسهر
فنكون في نهاية الشهر من الخاسرين المحرومين.
ولا يكون لنا فوات لياليه المباركة حسرةٍ وألماً.

فيا نفس توبي واقبلي على الله ولا تكوني من الخاسرين المحرومين.

قال الشاعر : احمد صديق

قِفي ها هُنا في رِحابِ الهدَى
ولله يا نفسُ فاسْتَسْلِمـي
أطَلَّ عَلى النَّاسِ شَهْرُ الصِّيام
فَبُشْراكِ بالوافِدِ المـُكْرَمِ
هَلُمّي.. هَلُمّي.. بهِ نَحْتَفي
ونُعْلِنُ عَنْ فرحَةِ المَقْدَمِ
أُعيذُكِ مِنْ نَزَعاتِ الهَوَى
وفي مَوْسِمِ الخِصْبِ أنْ تُحرَمي
على عَتَباتِ الرّضا والسّلام
أطيلي الوقوفَ .. ولا تَسْأَمي
فإنْ جادَ بالعفْوِ رَبُّ السَّماءِ
فحسْبُكِ ذلكَ مِـنْ مَـغْـنَمِ
وحسبُكِ أَنّا عَفَرْنا الجَبينَ
لدَيهِ .. وفي حِصْنِـهِ نَحْتَمِي.


والمحروم حقاً هو من أضاع هذه الفرصة الثمينة
وادرك هذا الشهر وغادره وهو فارغ اليدين .

اخواني خواتي لنحرص على استقبال هذا الشهر الفضيل
بالجد والإجتهاد في الأعمال الصالحه
ولنملأ ايامه ولياليه بالطاعات، وغض النظر عن الشهوات.
ونترك التقصير في اداء العبادات
فما هي الا ايام وترفع تكبيرة العيد معلنةً انقضاء رمضان ورحيله.

وسيكون ذلك على صنفين ..
فائزين، وخاسرين.
فائزين برحمة الله، ومغفرته، وعتقه.
وخاسرين لكل ذلك الكرم من الله سبحانه وتعالى.

نسأل الله أن نكون ووالدينا واحبابنا وجميع المسلمين
من الفائزين وأن يوفقنا لصيامه وقيامة على الوجه الذي يرضيه عنا
وأن ويكتبنا ممن رحمهم، وغفر لهم واعتق رقابهم من النار.
انه غفور رحيم ..



وفي الختام..
دمتم جميعاً في حفظ الله ورعايته.

نحن لا نملك عصى سحريه لنصلح الماضي..
ونرسم المستقبل كما نريد ..
ولكن نسطيع بإيماننا القوي بالله الرضى بما كتب .