|
الأمطار تعزل300 أسرة بوادي راحة في تهامة قحطان
واصلت طائرة الأمن العمودية رحلاتها المكوكية بين قرى وادي راحة، في تهامة قحطان لتخفيف معاناة 300 أسرة تحتجزهم السيول المنقولة والجارية من أودية رديفة منذ أكثر من أسبوعين.
رحلة أولى
عند الثامنة من صباح أمس رافقت "الوطن" قائد الطائرة الرائد طيار يوسف القرني يساعده الرائد طيار فايز الجدراوي والرقيب أول ملاح جوي حسين الزهراني والمصور الجوي عوض القحطاني، وأعضاء اللجنة المكونة من الإمارة،المالية،الصحة،الدفاع المدني في رحلة أولى لتفقد مناطق معزولة أخرى، ولتحصر اللجنة مستحقي الإغاثة العاجلة الموجودين في قراهم، هبطت الطائرة في أعلى وادي "اللحجة"، وتحديداً في قرية السلام،حيث اتضح حجم الضرر الذي لحق بالطريق الوعر الرابط بين مركز الفرشة وبين وادي سريان في الجهة الغربية بطول35 كم، الذي لا تقطعه سوى سيارات الدفع الرباعي في الظروف العادية.
عادت الطائرة لتحضر المواد التموينية لـ 100 أسرة أخرى خلاف ما وزع أول من أمس، في رحلتين متتاليتين لم يفرق بينهما إلا وقت تزود الطائرة بالوقود.
تعليق الدراسة
رئيس مركز "سريان" في محافظة سراة عبيدة علي محمد أبو رقطة أوضح لـ"الوطن" أنه لم يتمكن من اللحاق بعمله منذ بداية الأسبوع المنصرم وأن سكان المركز والقرى المجاورة له في معزل، وصاحب ذلك تعليق إجباري للدراسة في ابتدائية ومتوسطة سريان للبنين ومدرسة البنات، وأن 35 معلماً لم يستطيعوا مواصلة عملهم لاستمرار هطول الأمطار أو السيول المنقولة من الحرجة والفيض ووادي العمل في سراة عبيدة، ومحافظة ظهران الجنوب، أو من مناطق يمنية، وأبان أبو رقطة أن أكثر من 100 أسرة في المركز بحاجة ماسة للإغاثة، الأمر الذي اعتذرت معه اللجنة نظراً لعدم جدولتها مع وعد بدراسة الطلب، وتحقيقه متى ما تمت إغاثة الأكثر تضرراً، ويبقى الطلب الأكثر إلحاحاً فتح الطريق بين ردوم ووادي سريان.
الهم الأول
وفي قرية السلام قال جابر مضواح: الهم الأول والأخير للأهالي هو الطريق ومتى ما استشعر المسؤلون حجم المعاناة أوجدوا جرافات وشيولات تعنى بصيانة الطريق، لن نحتاج إلى إغاثة عاجلة متى ما واصلت فرق الصيانة عملها أولاً بأول.
العيون المترقبة
هبطت الطائرة بسلام بالقرب من تجمع الأهالي، شدة سرعة المراوح أجبرت المستقبلين من الأهالي لتغطية وجوهم خوفاً، من الأتربة المتصاعدة ، لحظات ويفتح الباب الرئيس، أطفال وشباب من القرى المجاورة، اقتربوا من الطائرة، تم إنزال المواد التموينية، وفي قراءة أولية لتلك الوجوه السمراء والعيون المترقبة، تلحظ مدى الحاجة إلى تلك المعونة العاجلة، فهم هناك بمعزل عن العالم منذ أيام عديدة.
في شرق تهامة
ولازالت الأمطار تهطل بغزارة على أجزاء متفرقة من سراة عبيدة تراوحت بين متوسطة وغزيرة، وشملت أجزاء كبيرة ، وأدت موجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها أنحاء متفرقة من الجبال والأودية في المسنا والغايل وأجزاء من مركز الفرشة التابع لمحافظة سراة عبيدة خلال الأسبوعين الماضيين إلى عزل عشرات القرى .
جسور
للحقيقة فإن "وادي سريان" والقرى التابعة، الواقعة على روافده من أودية اللحجة،عنق بيش، هي الأكثر تضرراً، وهنا في الشرق منها ،رصدت "الوطن" تعذر عبور السيارات في مزلقانات "مثلث شني "وأودية وادي الحيا، ووادي "أثرب" لساعات، و جرفت السيول العديد من الطرق وغيرت معالمها وخلفت الكثير من الصخور والأتربة في الطريق الذي يربط الفرشة بعقبة "شني" والطريق المؤدي إلى محافظة ظهران الجنوب، عن طريق المسنا وصولاً إلى مركز الربوعة الحدودي، واكبها مطالبات من شيخ شمل آل حيان"آل السري" الشيخ جابر بن كردم والأهالي بتغيير المزلقانات، إلى عبارات دائمة تيسيراً لمواطني تلك المنطقة.
في الفرشة
رئيس بلدية الفرشة مسفر اليامي وجه فريق الصيانة بمتابعة حالة الطرق الداخلية، على مدار الساعة، في محاولة لإزالة الأتربة والأحجار المتساقطة على الطريق العام وفي عقبة "شني" والمناطق التي تمتد إليها خدمات البلدية، وأبدى استعداده لمساندة إدارة الطرق بمعدات للمساعدة في إعادة تأهيل الطريق الواصل بين الفرشة ووادي سريان، مروراً باللحجة.
وفيما اضطر مندوب المالية أحمد سعيد القحطاني لقيادة الشاحنة المخصصة لتحميل المؤن من أحد المستودعات بسراة عبيدة نظراً لأن يوم أمس الجمعة عطلة للعمال، تابع المساعد للشؤون الإدارية والمالية في مديرية الدفاع المدني بعسير العميد سعيد محمد القحطاني متابعة سير الإغاثة، ورفعت اللجنة مذكرة لتوسيع دائرة التوزيع لتشمل اليوم مناطق أخرى متضررة، على أن توزع مساعدات تشمل الخيام وبطانيات وفرش في وقت يسمح للسيارات بالعبور نحو المتضررين.
|