ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لم نتــَّـفقْ ... فلنفترقْ ولنخترقْ هذا الضباب ْ كل الذي قلناه ... كل الذي كـُـنـَّــاه كان سحابة ً بيضاءَ كان دعابة ً وسَرابْ آن الاوانُ لكي نعودَ لذاتـِـن ونواجهَ الضوءَ الحقيقيَّ ولو لمرَّة لن نستطيعَ أنا وأنت الخوضَ في حربِ اللغة هي واضحة لم نتــَّـفقْ ولنفتــرقْ لا لست أدري كيف كان الوقتُ يجمعـُـنا ويخطفـُــنا ويرمينا ذهولا ً صامتاً فوق الشفقْ لا لست أدري كيف كنا نرسمُ القبلاتِ والنظراتِ أحلاما ً ونغرقُ في سذاجتـِــه ونرقصُ صارخيـْـن هل من غـَــرقْ يبدو بأن مساحة َ الألوان ِ قد بدأت تضيقُ ولم تكن ألوانـُـنا ... أحلامُــنا ... واحاتـُــن ألا نـَـفقْ فلنفتــرقْ لقد استفاقَ من الجنون ِ الذاهبون إلى الجنون ِ والنارُ تدنو من فضاءات العيون ِ فلتستفـِــقْ هذي العيونْ ولنفترقْ ببساطة ٍ نحن اتــَّــفقـْـنا في القشور ِ التافهات نحن اخترعنا لعبة َ الظلِّ السخيف ِ على وجوهِ الماءْ ثم انكسرنا فوقه وجهاً بدون ملامح ٍ وضياءْ نحن اختلافٌ واضحٌ كالشمس ِ في كلِّ الحقائق ِ والأمور ِ الجوهرية فأنا بسيط ٌمثلُ حبـَّـاتِ المطرْ مثلُ الحساسين ِ البريئة ِ فوق جنــَّـات الشجرْ وثقافتي شفافة ٌ كالحلم ِ في عين ٍ تغني للحبيبِ وللقمرْ أنا مؤمنٌ بالنخل ِ يسمو فوق أنظار ِ البــَــشَرْ لكنه متواضعٌ سمِحٌ يجودُ بما نريدُ من البــُـــشَرْ ومن الثمرْ أنا مؤمنٌ بعيون ِ أمي والسهرْ بحنوِّ كفـَّــــيها على شعري بموجة ِعطرِه بحنينِها وبكلِّ ما زَرَعتـــْــه في دنياي من عذبِ الأماني والأغاني والصورْ هذا أنا ... هذا أنا لكنكِ الوجهُ العنيد ْ لكنكِ الوجهُ القلــِـــقْ أشيائيَ الأغلى رميتِ على الطرقْ تتكبرين على النجوم ِ على الغيوم ِ على الكروم ِ على الطيور ِ على الزهور ِ على العطور ِ على الحـَـــبَقْ تستنكرين تعاطفي مع قيس ِ ليلى أو جميل ِ بثينة ٍ وتعلــُّـــقي بروائع ِ الأشعار ْ وحلاوةِ الإبحار ِ في بحر ِ الورقْ أنا لستُ مثلكِ لا أتابعُ موضة َ الماكياج ِ والأزياء ِ يوميـــًا ولا ألغي زياراتي لأجل ِ مسلسلٍ تركي لا لا أدقـــــِّــــق ُ في الوجوه ِ السائرة أو في زجاج ِ الواجهات ِ الفاخرة لا ليس يعنيني فلان كيف قصَّ أظافرَه وفلانة شـَــفَطتْ وأخرى شدَّت الخدين ِ كي تطفو العيونُ الغائرة أنا شاعرٌ وأريدُ مــَــن لعيونــِــها أهدي حياتي أن تكونَ بخفق ِ روحي شاعرة لن أرتمي بين الوحول ِ مجدد لن أزرع َ الصلوات ِ والدمعات ِ فوق الصخرِ سأحطمُ الصنمَ الذي صَنـَـعـَـتـْـه أيدينا فصار إلهـَـــنا ترجو شفاعتـُــه أمانينا لقد أخرجتُ روحَ السرِّ من جسدِ السكوت لقد اكتشفتُ حقيقة َ الأشياء ِ والأسماء أطعمتُ زلزالَ الجنون ِ لهيبي أحرقت أشرعتي لكي لا أحترق لم نتــَّـفقْ فلنفتــرقْ

شكراً من الأعماق ((نسيم الجنوب)) على التوقيع