المحبه سقف له حدود

ولكن كل من ينكر وقوع المحبة بين الخلائـق فهو واهم

فهذا خلاف الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها

فالمحبة والإخاء هو مطلب الحياة .. وبهجة النفوس

لتكتمل صورة الاستقرار الروحي والترابط الاجتماعي بين بني الإنسان

فهي الدافع والمحرك لتعزز أواصر القوى والتعاون من اجل النهوض لتحقيق الأهداف والآمال

إن محبة الآخرين لم نضعها في قلوبنا بل أوجدها بديع السماء في قلوب جميع البشر

ولكن هناك ميزانا مثاليا وسقفا محددا يجب أن نضعه أمام أعيننا

لكي نتعامل بعقلانية في حدود تلك العلاقات المتشابكة بين القلوب والأرواح المرهفة

أيها الإنسان يامن تمتلك قلبا نقيا وصادقا لا تبالغ كثيرا في تلك المحبة

فتتعلق بالآخرين تعلق الأسير بأصفاد السجون ويريد الفكاك فلا يستطيع

فيفقد حينها تلك الصورة الجميلة لذلك الإنسان الحر المتزن

فيخرج عن نطاق المعقول فيصطدم بالواقع المرير

فيصبح بعدها أسيرا لغيره مدى الحياة وكأنه فقط يعيش من أجلهم

وبدونهم وبفقدهم هي التعاسة والحزن والكئابة

إن خير الأمور أتباع أوسطها حتى نجعل لعلاقاتنا الإنسانية أبوابا مرنه

لكي ندخل ونخرج منها بسهولة ويسر ودون معاناة

هنا يجب أن ننقش بجدار فكرنا وقلوبنا أن دوام الحال من المحال

حتى إذا جاءت ظروف الحياة بما لا تشتهي الأنفس وحصل الفراق

فان الصدمة ستكون بداخلنا ليست مدويّـة

ولن نعاني كثيرا من الآلام والحرمان على مدى الأزمان

إن المحبة العظيمة إذا كانت متعلقة بالبشر فإنها سوف تلتصق بشرايين قلوبهم التصاقا

فإذا انخلعت برحيلهم أنخلع القلب معها فأصابت نفوسهم بمقتل

فالمكان الصحيح للمحبة العظيمة هي محبة الله

فهو الذي لن يفارقك لحظة من لحظات الزمن

لأنه هو الشرف العظيم الذي نتعلق به فننعم بوجوده

لننال محبته ورحماته في الدنيا والآخرة

مما قرأت