09-24-2012
|
|
قصة أحد الصالحين من أولاد الحسين رضي الله عنه
قصة أحد الصالحين من أولاد الحسين رضي الله عنه
عن أحد الصالحين رضي الله تعالى عنه قال: بينما أنا ذات يوم في بعض شوارع البصرة و إذا بصبيان يلعبون بالجوز و اللوز و إذا بصبي ينظر إليهم و يبكي,فقلت هذا الصبي يتحسر على ما في أيدي الصبيان و لا شيء معه فيلعب به,فقلت له: أي بني ما يبكيك؟ أشتري لك من الجوز و اللوز ما تلعب به مع الصبيان؟
فرفع بصره إلي و قال: يا عم ما للعب خلقنا
فقلت: أي بني فلماذا خلقنا؟
قال: للعلم و العبادة
قلت: من أين لك هذا بارك الله تعالى فيك؟
قال: من قوله عز وجل:"أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ {115} ".
قلت له: أي بني إني أراك حكيما فعظني و أوجز,فأنشأ يقول:
أرى الدنيـا تجهـز بانـطـلاقمشمـرة علـى قـدم و ســاق
فـــلا الـدنـيـا ببـاقـيـة لـحــيو لا حـي علـى الدنيـا بـبـاق
كأن الموت و الحدثان فيهـاإلى نفس الفتى فرسا سباق
فيـا مـغـرور بالدنـيـا رويــداو منها خـذ لنفسـك بالوثـاق
فقام رضي الله تعالى عنه,ثم رمق السماء بعينه و أشار إليها بكفيه و دموعه تنحدر على خديه و أنشأ يقول:
يا من إليه المبتهليا من عليه المتكل
قال فلما أتم كلامه خر مغشيا عليه, فرفعت رأسه إلى حجري و نفضت التراب عن وجهه بكمي, فلما أفاق قلت له: أي بني ما نزل بك و أنت صبي صغير لم يكتب عليك ذنب.
قال : إليك عني, إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا يتقد لها إلا بالصغار و أنا أخشى أن أكون ممن هو بلغ على الحرام و موتي على الحرام ,فوقع الرجل على الأرض مغشيا عليه .و انصرف الصبي ,فلما أفاق الرجل نظر إلى الصبيان فلم يره معهم فقال لهم: من يكون ذلك الغلام؟
قالوا : ما عرفته؟
فقلت : لا
فقالوا: ذلك من أولاد الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم
فقلت: قد عجبت من أين تكون هذه الثمرة إلا من تلك الشجرة؟
نفعنا الله تعالى به و بآبائه .اللهم ءامين
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|