إيجاز .. عن الفدية
الفدية ومحظورات الإحرام
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ-رضي الله عنه-قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَأَلْتُهُ، عَنِ الْفِدْيَةِ، فَقَالَ: نَزَلَتْ فِيَّ خَاصَّةً وَهْيَ لَكُمْ عَامَّةً، حُمِلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَلَى وَجْهِي.
فَقَالَ-صلى الله عليه وسلم-: (مَا كُنْتُ أُرَى الْوَجَعَ بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى، أَوْ مَا كُنْتُ أُرَى الْجَهْدَ بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى،
تَجِدُ شَاةً.
فَقُلْتُ: لاَ.
فَقَالَ فَصُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ لِكُلِّ مِسْكِينٍ نِصْفَ صَاعٍ). متفق عليه.
🔸🔹
التعليق:
1-محظورات الإحرام يمكن تصنيفها إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: محظورات تتعلق بالبدن وهي: حلق الرأس، وإزالة سائر شعر البدن، وتقليم الأظافر، ومس الطيب.
القسم الثاني: محظورات تتعلق باللباس وهي بالنسبة للرجل: اللباس المخيط، وهو ما فصل على قدر أعضاء البدن ليحيط بالعضو؛ مثل: القميص، والسراويلات، والعمائم، والبرانس، والخفاف إلا عند عدم وجود النعلين.
وبالنسبة للمرأة: لا تنتقب، ولا تلبس القفازين.
وكذلك من المحظورات: لبس الثياب المطيبة.
القسم الثالث: محظورات تتعلق بالنكاح وهي: الجماع والمباشرة وعقد النكاح والخطبة.
القسم الرابع:محظورات تتعلق بالصيد وهي: قتل الصيد، والإعانة على صيده، والأكل منه إذا صيد من أجله.
🔸🔹
2-في الحديث بيان حاجة كعب بن عجرة-رضي الله عنه-لحلق رأسه، فأجاز له الرسول-صلى الله عليه وسلم-ذلك، وبين له أن عليه فدية الأذى وهي التخيير بين ثلاثة امور: ذبح شاة، أو صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين.
🔸🔹
3-القسم الأول والثاني من محظورات الإحرام المتعلقة بالبدن وباللباس: فيها فدية الأذى المتقدم ذكرها لمن ارتكب شيئا منها محتاجا، ولا إثم عليه.
وإن لم يكن محتاجا ولا ناسيا ولا جاهلا فعليه الإثم والفدية.
🔸🔹
4-القسم الثالث من المحظورات:
أ-الجماع فيه: إن كان قبل الوقوف بعرفة، أو بعده وقبل التحلل الأول: فقد فسد الحج وعليه بدنة والإتمام والقضاء.
وإن كان بعد التحلل الأول وقبل التحلل الكامل: فعليه فدية أذى.
🔸
ب-المباشرة فيها: فدية أذى.
ج-عقد النكاح والخطبة فيها: الفسخ.
🔹
5-القسم الرابع المتعلق بالصيد فيه: التصدق بمثله من النعم، أو الإطعام بقيمته مساكين، أو الصيام بعدد المساكين المقدر إطعامهم منه.
🔸
6-الجهل والإكراه والنسيان يرفع الإثم والفدية في ارتكاب شيء من محظورات الإحرام.
والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
🔹🔸🔹🔸
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|