مقولة عتيقة متجددة..!!
( البعيد عن العين بعيد عن القلب )
مقُولهَ أشبعتنيّ ضحِكاً حدّ البُكاء ،
تُرى ما الذيّ أرهقَ قلوبنا شّوقاً غيَر ذاك البعيد !!؟
( البعيد عن العين بعيد عن القلب )
مقولة عتيقة حديثة بتجدد الحب والعشق والفراق..
تتردد معالمها على ألسنتنا كثيرا..
وهذه مشاركة قديمة قرأتها في أحد المنتديات كتبتها إحدى الأخوات من عضوات ذلك المنتدى تقول فيها..
العينُ و القلبُ عُضوان للإنسان .. ببعضِهما يتأثران ..
فإذا أحَبَّ القلبُ شيئًا ، تمنَّت العينُ أن تراه ..
وإذا رأت العينُ شيئًا ، وقعَ في القلب حُبُّه أو بُغضُه ..
والحُبُّ عاطفةٌ إنسانيةٌ ، تجمعُ بين القلوب ، وتُؤلِّفُ بينها ،
وأعلاها ما كان في الله و لله..
فالحُبُّ في الله أسمى معاني الحُب ، لأنَّه لا يكونُ لمصلحةٍ دُنيوية ..
وما تراه عيناك قد تُحبُّه أكثرَ مِمَّا لا تراه ، وقد يكونُ العكس .
تبادر إلى ذِهني هذا السؤال :
هل هذه المَقولة صحيحة . ‹‹ اللي بعيد عن العين بعيد عن القلب ؟ ››
فكَّرتُ في هذا السؤالِ كثيرًا ،
لكنَّ الإجابةَ عندي كانت واضحةً ، لا تردُّد فيها ولا شَكّ ..
وَجَّهتُ السؤالَ لإحدى أخواتي بالمُنتدى ، فجاءت إجابتُها بـنعـم
وأنا أُخالِفُها في ذلك ..
فليس كُلِّ بعيـدٍ عن العين بعيـدًا عن القلب ..
وأعني أنَّ هذه المقولةَ ليست صحيحةً تمامًا ،
فقد يكونُ مّن هو بعيدٌ عن العين قريبًا من القلب ، بل قريبًا جدًا .
ولنأخذ مِثالاً رائعًا على ذلك..
أنَّني أحببتُ هذه الأختَ التي وَجَّهتُ إليها سؤالي ، رغم أنِّي لم أرها..
ولم أعرف الكثيرَ عنها ، وقد لا يُقَدِّرُ اللهُ لنا اللقاءَ في الدُّنيا ،
ورغم وجودِ شئٍ مِن الغُموضِ في شخصيتها ،
ورغم أنَّها قد لا تشعرُ نحوي بنفسِ ما أشعرُ نحوها ،
إلاَّ أنِّي أحببتُها ، وهى عندي أغلى مِن كثيرٍ مِمَّن رأيتُهم ،
وأحبّ إلىَّ مِنهم ..
فهى بعيدةٌ عن عيني ، لكنَّها قريبةٌ جدًا مِن قلبي ،
قد لا تُوافقني الرأى .. لكنَّها الحقيقة!
( والتي قد تكونُ حقيقةً مُرَّةً بالنسبةِ لي ) ..!
فما الذي يُقرِّبُ الناسَ إلى قلوبنا رغم بُعدهم عن عيوننا ؟
سأتحدث عن المُنتدى وأخواتي فيه ، فأقول :
أولاً . كِتاباتُهم . فمِن خلال الكلمات المَسطورة قد تفهمين الشخص ،
وتعرفين بعضًا مِن شخصيته وأفكاره ..
وقد تُحبين أختًا لكِ في المُنتدى مِن خلال مواضيعها ورودودها
على مواضيعك ، أى مِن خلال قلمها..
وقد تشعرين بقُربها مِن قلبك ، رغم أنَّها بعيدةٌ عن عينك ..
ورُبَّما سمعتِ صوتَها ، فازداد حُبُّكِ لها ،
وازدادت قُربًا مِن قلبك ، وهى أيضًا بعيدةٌ عن عينك .
وهـذه صاحبتي بالجامعة .. عرفتُها لمُدِّة أربع سنواتٍ فقط
( وإنْ كانت كافيةً للتعرُّف على الشخص )،
لكنَّها لم تكن من مدينتي ، يعني أراها فقط وقت الدراسة .
بعد أنْ أنهينا الجامعة تزوَّجَت وأقامت ببلدةٍ أخرى غير بلدتنا ..
ومُنذُ سنواتٍ لم أرها.. هى بعيدةٌ عن عيني ، لكنْ تجمعُنا الاتصالات ،
وإنْ كانت على فتراتٍ ليست مُتقاربة ..
وصاحبتي هذه قريبةٌ مِن قلبي ، رغم أنِّي قد لا أراها ثانيةً في الدُّنيا ،
ويُقرِّبُها مِنِّي أكثر.. نصائحُها لي في كُلِّ مُكالمة ، حتى أنَّها تُشعرني أحيانًا بالذنب*والتقصير الشديد ،*وإنْ كان التقصيرُ موجودًا ... أسألُ الله تعالى أن يتجاوز عنه.
وعلى العكس مِن ذلك..
أُناسٌ كثيرون أراهم بصورةٍ مُستمرة ،
لكنْ لا مكان لهم في قلبي ..
وقد يختلفُ الأمرُ مِن شخصٍ لآخَر ..
فبعضُ قريباتنا قد لا نراهُنَّ فترةً طويلةً ، ثُمَّ نذهب لزيارتِهِنَّ فيفرحن بذلك ،
رغم أنَّهُنَّ لا يريننا كثيرًا .
وعلى النقيضِ مِن ذلك..
قد نذهب لزيارة غيرهِنَّ ، فيكونُ استقبالهنَّ لنا
كأُناسٍ يروننا لأوَّلِ مَرَّة ، رغم أنَّهُنَّ يعرفننا .
وأقـول..
( ليس كلِّ بعيـدٍ عن العين بعيـدًا عن القلب )
فالبعضُ بعيدٌ عن العين ، قريبٌ مِن القلب .
والبعضُ قريبٌ مِن العين ، بعيدٌ عن القلب .
والبعضُ قريبٌ مِن العين ، قريبٌ مِن القلب .
والبعضُ إنْ حضر كان قريبًا ، وإنْ غاب صار بعيدًا .
والبعضُ قريبٌ مِن القلب ، سواءٌ أكان قريبًا مِن العين أو بعيدًا .
والبعضُ بعيدٌ عن القلب ، سواءٌ أكان بعيدًا عن العين أو قريبًا .
فالمَقولةُ .. في نظري نسبيَّـةٌ ومُتغيِّـرة .
[ شكرا غاليتي نسيم ولا تفي على روعة التوقيع
|