عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-2012   #43


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (06:48 AM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)







خولان وقحطان تأريخ وأنساب (3)



مذاهب و عصبيات تضرب الأمه و موقف اليمن و خولان منها:

اتفق علماء التاريخ بأن العصر الأموي كثرت فيه العصبيه القبلية

و التي كانت سببا رئيسيا في سقوط تلك الدولة و معلومة هي فتنة القيسية و اليمانية

فلا داعي للاسهاب فيها الا أننا نذكر بعض تبعاتها و التي لم تكن اليمن بمعزل منها

حيث برزت المفاخر في الشعر اليمني بحمير و العصور القديمة و حضارة اليمن

و برزت الروايات و الأخبار القديمة و التي كان لأهل الكتاب نصيب الأسد من روايتها

كمصدر وجده بعض الاخباريين مثل ابن الكلبي لرواياتهم و التي كانوا يوثقونها بلا تمحيص.

خلال تلك الفترات كانت صعدة تعيش حاله من عدم الاستقرار بسبب الفتن فيما بين بطون خولان

مثل فتنة الربيعة و بني سعد, او بين خولان و همدان, أو بين خولان و مذحج.

بادرت قبيلة صحار و قامت باستقدام يحيى بن الحسين من نواحي المدينة المنورة

و استقر في صعدة و بايعته خولان و من الواضح أن هذة الشخصية قد أتت في وقتها

و الأنفس مهيئة لذلك بعد الانهاك و التعب و بعد بدأ ظهور دعوة الصليحيين (القرامطة) في صنعاء

الذي ضرب اليمن بوجة عام و ليس خولان فقط فناصرتة القبائل

و كان لخولان النصيب الأوفر من النصرة و الثبات معه.

و في قراءة سريعة لسيرتة نجد أنه ركز كثيرا على بناء الدولة بشكلها الاداري القبلي أكثر من بناء الانسان

فقد كان فارسا أكثر من كونة رجل دولة فقد خاض هذا الرجل العشرات من المعارك

مستخدما في ذلك دماء خولان و همدان و من أطاعة و ليتة انشغل اول وصولة بالدعوة و التعليم

لكان ارتاح و استقرت له الأمور و لكن نجده كون جيشا منذ اول وصول له باصلاحه بين بطون خولان

و نجد الثورات المتكررة في نجران و خصوصا من بلحارث بن كعب.

و لكن ذلك لا يلغي أنه أحسن و أجاد و دورة كبير و محفوظ في قتال القرامطة

و التي يقال أنه خاض معهم أكثر من سبعين معركة و دورة مهم في لم شمل خولان.

انظر كتاب سير الهادي للحق لعلي بن محمد بن عبيد الله العباسي العلوي.


المذهب الزيدي و تياراتة (الشيعي و السني و المعتزلي):

لقد كانت خولان من قبل قدوم يحيى بن الحسين - الذي يطيب لمحبية تسميتة بالامام الهادي الى الحق- على المذهب الزيدي

و الذي في حقيقتة هو مذهب سني معتزلي و هذا يؤكدة النص التاريخي المعروف (الزيدية معتزلة في الأصول و أحناف في الفروع)

و ذلك لأن الامام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين

وهو أبو هذا المذهب كان عاش في بيت مسكون بهموم العلم و الثورة و الخروج على الظلم

كما أنه تتلمذ على يد أخية الأكبر محمد الباقر الذي وضع اساسيات التشيع لجده

و جعلها جزء رئيسيا من الدين الاسلامي ثم اتصل الامام زيد بصديقة و زميلة واصل بن عطاء وهو رأس المعتزلة

و أخذ منه و حصل له اتصال في الفقه الاسلامي مع أبي حنيفة النعمان. راجع البدر الطالع ص 332 للشوكاني

وبالتالي ظهر داخل هذا المذهب عدة تيارات شيعي و سني و معتزلي

و كحقيقة تاريخية نجد أن السلطة الزيدية تحرك التيارات هذة حسب ما يملية عليها الظروف

و لنا فيما حصل للامام الشوكاني و ابن الوزير عبرة فهما كانا من أئمة الزيدية

ولكن على التيار السني فلما استقوى عليهما التيار الشيعي نالا من الأذى الشيء الكثير.

و كذلك في القرن السابع فقد ظهر من التيار المعتزلي يحيى بن حمزة الذي دعا الى الحوار بالمنطق و الحجه مع الاسماعيلية

بدلا عن القتل و الحرب و قد ذكره الشوكاني و امتدحه و قال عنه أنه كثير الذب عن الصحابة.

راجع كتاب قراءة في الفكر الزيدي و المعتزلي للدكتور عبدالعزيز المقالح.



المذهب الزيدي السلطوي:

الزيدية مرت بأطوار عديدة منذ نشأتها و ما يهمنا هو علاقة خولان بها

و التي تجلت بعد وصول يحيى بن الحسين الذي قام بتغيير معين

في أصل من أصول الزيدية و التي تتطابق مع أصول المعتزلة وهي:
1 العدل
2 التوحيد
3 الوعد و الوعيد
3 المنزلة بين المنزلتين
4 الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

فقد قام هذا الامام بابدال أصل اساسي باصل آخر وهو:

اثبات الامامه في آل البيت ---> تحل محل ---> المنزلة بين المنزلتين.

قراءة في فكر الزيدية و المعتزلة للدكتور عبدالعزيز المقالح – جامعة صنعاء-

و بذلك أصبح المذهب الزيدي أقرب الى التشيع من حيث السلطه أي أن السلطة أصبحت حكرا في آل البيت

مع أن الامام علي عليه السلام عندما سئلوه هل يستخلف الحسين فقال لا آمركم و لا أنهاكم.

نجد بعد هذا أن السلطه الزيدية أصبحت ملكية و بالتالي أصبح التيار الشيعي داخل المذهب

هو المهيمن على باقي التيارات السني و المعتزلي لأن في التشيع ضمان لاستمرار الحكم.

مع العلم أن الحكم الملكي هو الأبعد عن الثبات على المباديء لأن مبدأه دائما هو ضمان الاستمرار

و ربما كان أكثر ما أساء لهذا المذهب على مدى عصره هو التيار الشيعي بداخلة المحمي و المدعوم من قبل السلطة

والتي بالطبع هي في آل البيت و لطالما استخدموا دماء خولان كوسيلة للاستمرار.


وفي المذهب الزيدي لا يكون الامام لديهم اماما الا اذا وصل الى مرحلة الاجتهاد

(هذه من محاسن هذا المذهب فهو يمقت التقليد و يسعى للتجديد فهي حسنه

و نقطة قوة جعلته يستمر بغض النظر عن عامل الزمن

لأنها أعطتة مرونة كافية للتعامل مع الأحداث –أتحدث عن المذهب بعينة بعيدا عن تسييسه)

و في المذهب الزيدي يؤمنون بالخروج كشرط للامام اي انه يخرج و يدعو لنفسه

و كثيرا ما قدم من الحجاز أئمه الى صعدة يدعون لأنفسهم أو يحدث الانقسام بينهم نظرا لشغف أئمتهم للسلطة, ومن ذلك:

عام 322 هـ يقع الشقاق بين اخوة أحمد بن يحيى بن الحسين و بين بني عمة بعد وفاتة.
عام 345 هـ المنصور بن يحيى بن أحمد بن يحيى يخالفه أخوه القاسم و ينشب بينهما القتال.
الهادي الثاني يوسف بن يحيى قام بدعوتة و ينازعه القاسم بن علي العلياني الوافد من الحجاز.
الحسين بن القاسم أثناء 390 هـ أو حواليها ينازعه محمد بن القاسم, و يخلفه أخوه جعفر بن القاسم

و ضعف أمرهم لوصول أبو هاشم يحيى بن الحسين العلوي مع ابنيه حمزة و علي.
.
.
أيضا – من المحاسن- عندهم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و كثيرا ما قاتلو أصحاب الشركيات

و لكن هذا المبدأ فضفاض جدا فهو سلاح ذو حدين فقد يرى الامام عندهم أنه من مصلحتة قتال طرف آخر

اما طمعا فيما لدية أو دفاعا عن عرشة فيقوم بتأليب النفوس و تشويه صورة الآخر كعنصر من عناصر الحرب النفسية

و من ثم يأمر بالجهاد لرفع المنكر و هذا شبية بما حصل مع الدولة السعودية في بداية عهدها

عندما قاتلت خولان القوات السعودية في باقم غرب نجران و الدليل الأبيات التي ذكرها أحد شعراء بني جماعة من ولد هاني بن خولان:

و بن سعود من شرقنا بدى --- عساكرو ضرابة العدى
من قاتلو يروح في الجنة

ما يلبسون الثوب لسودا --- ولا يصلون عل محمدا
مخالفين الشرع و السنه

و يتضح هنا و في غير هذا من المواضع مدى التشويه الفكري الذي يتعرضون له المتبعين لهذا المذهب الزيدي

من قبل سلطتهم و الذين يصورون لهم عادة بأن أعدائهم –أعداء السلطة- ليسوا على حق و لا الى خير

. بل و دائما نجد في كتبهم التاريخية التي توثق فترات حكمهم و الأحداث المصاحبة نقطتين أساسيتين:

الأولى ,, الغلو الشديد في أئمتهم و لك أن تقرأ قليلا في سيرة الامام الهادي الى الحق

أو اللطائف السنية في أخبار الممالك اليمنية و كلا المؤلفين من المذهب الزيدي و من آل البيت

و محسوبين على أئمة المذهب لتجد عبارات التبجيل و الغلو حاضرة ظاهرة.

الثاني ,, بهت أعدائهم و تشوية صورتهم بأبشع الصور و عدم التحرج من اللعن.

و تجد من عبارات التشوية و النقص لكل من حاربوهم بغض النظر عن انتماءات الآخر

و في اعتقادي أن هذا من أسباب العزلة التاريخية التي عاشتها السلطه في اليمن و أعاشت فيها أهل اليمن.

محاولين في ذلك جعل القاريء العادي يخرج بانطباع انهم الملائكة و غيرهم الشياطين.

وهذا يعني أن الامام اذا طمع في الحكم خرج ودعا لنفسه مستغلا أخطاء الامام الاخر فيخرج داعيا للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

و بالتالي يصبح من الواجب القيام معه و ربما اتفق ذلك الامام مع بعض الطامعين في المناصب وخرجوا يدعون لامام جديد

و بالتالي يحصل الشقاق و القتال داخل القبيله و تنتهي حالة الاستقرار و تسيل الدماء

و هذا ما جعل من أرض صعدة أرض قتال شبه دائم و جعلها منطوية على نفسها.

و هناك الكثير من حالات الخروج و الدعوة لبعضهم و قتال أعدائهم و دائما تكون الضريبة هي دماء خولان.

كان هذا استطراد سريع للمذهب و ماله و ما عليه و وضع قبيلة خولان -ليس كلهم- المنضوين تحت هذا المذهب

و أئمته منذ عصور و لك أن تعلم أن هناك الآلاف من خولان و همدان تحت حكم هذا المذهب

و بهذه الطريقة الى اليوم يعيشون في اعتزال و تشيع يستخدمهم أصحاب السلطة

في المذهب الزيدي دروع بشرية. اعانهم الله و هدانا و اياهم.

للاستزادة عليك بكتاب (قراءة في فكر الزيدية و المعتزلة) لفهم هذا المذهب و للأحداث اقرأ المخلاف السليماني و غيره

مثل اللطائف السنية في أخبار الممالك اليمنية و لكن بشرط أن تقرأ بتأمل و تحليل بعيدا عن التعصب و العواطف ليتسنى لك الاستنتاج المنطقي.

نعود الى فترة يحيى بن الحسين و الذي ما أن وصل صعدة حتى أصل الامامة في آل البيت

و التي استخدمت لاحقا كوسيلة للتسلط من قبل الأئمة و في حياة يحيى بن الحسين كانت الأمور مستتبة نوعا ما

لأن اصراع كان على أشدة مع القرامطة مع العلم أن هناك الكثير من خولان

و خصوصا الأكيليين من بني الربيعة و من همدان يام و بني الحارث في نجران كانوا على عداء مستمر

طيلة وجود يحيى بن الحسين و قد رفضوا تلك السلطة و ناصبوها العداء.

و بعد وفاة يحيى بن الحسين و وضوح الرؤية من حيث قيام نظام ملكي جديد

اتضح جليا موقف الكثير من حمير و خولان و غيرهما من من ذوي الأصل القحطاني

الا أن الحميريين لا يقتنعون بحكم غيرهم لهم و الخولانيين يرون في صعدة تاج ملكهم و رمز استقلالهم

فبدأ الانقسام يدق خولان من أقصاها الى أدناها تبعها في كثير من القبائل ذات الأصل القحطاني مثل وادعه و العواسج (عواشز),

و بعض من من بقي من مذحج. و كلهم يحركهم العرق اليعربي و الغيرة على تاريخهم و أمجادهم

فكثيرا ما ناصبوا الهادي نفسه القتال و لم تهدأ له الأمور و لم تركن لدعوته النفوس ذلك أنه لم يتمكن الايمان من قلوب تلك القبائل بشكل مؤثر

و لأن النفس البشرية تأنف الطبقية بطبيعتها فكيف اذا كانت تستمد من ماضيها وقود الأمجاد و الكبرياء

فخولان كثيرا ما تفاخرت بحميرتها و الملوك و الأقيال و همدان بأمرائها و مذحج بفرسانها.

فقد أخذ الهادي في تكوين دولة قبل تكوين انسانها و مبادئة, ربما له العذر في ذلك أنه قد قدم اليمن في فترة صراع و قتال

و لكن ما ذنب من خلفه كما سلف؟! الا أنهم قد سقطوا بفعل شغف القيادة و السلطه في فخ تسييس المذهب لصالحهم

و البحث عن الأمجاد و الدولة على أكتاف مناصريهم.

يقول المستشرق الألماني (كارل بروكلمان) في كتابة تاريخ الشعوب الاسلامية تحت عنوان ظهور الزيدية في اليمن

واصفا عجز الاسلام –حاشاه . ولكن نقول عجز الدول الاسلامية عن تعديل الأحوال الاجتماعية و السياسية تعديلا جوهريا كاملا

ذلك أن الحكام الارستقراطيون ظلو يحتفظون بقلاعهم و يفرضون سلطتهم على مناطق نفوذهم كما كانو يفعلون في عهد حمير و سبأ...

ثم يستشهد بكلام الهمداني عن أمجاد بني يعرب و هي ظاهرة و واضحه

في كتاب الاكليل أثناء حياته في صعدة و الحروب التي خاضها بعض بني قحطان ضد الأئمة و أشياعهم.







 
 توقيع : مفرح التليدي



رد مع اقتباس