%10 من السعرات الحرارية يومياً

د. شريفة بنت محمد العبودي
في بداية هذا العام تم نشر الإصدار الثامن من توجيهات التغذية التي تغطي الفترة بين 2015م إلى 2020م. والتي نصحت بتناول انواع مختلفة من الخضروات والبقول مختلفة الألوان، وبتناول الفواكه الكاملة، والحبوب على أن يكون نصفها على الأقل حبوباً كاملة، وبتناول منتجات الألبان، أي الحليب واللبن والزبادي والأجبان الخالية من الدهون أو قليلة الدهون، وتناول أنواع مختلفة من الأطعمة الغنية بالبروتينات التي يجب ان تشمل المنتجات البحرية واللحوم والدواجن والبيض، والمكسرات والبذور وفول الصويا، والزيوت.
وأبرز ما في توصيات التغذية الجديدة تركيزها على:
• ألا يزيد استهلاك الأطعمة والمشروبات المضاف لها السكر على 10 % من السعرات الحرارية المتناولة يوميا.
• إزالة الحظر السابق على نسبة السعرات الحرارية المتناولة من الدهون بشكل عام، والتركيز على انواع الدهون.
• التقليل قدر المستطاع من تناول اللحوم المحفوظة بسبب كونها مصنعة وبسبب غناها بالملح والدهون المشبعة.
والمثير ان من شاركوا في صياغة التوجيهات الجديدة dietary guidelines لم يرضوا بالصورة التي ظهرت بها التوجيهات بعد إقرارها. فالدكتور فرانك هو، أستاذ التغذية والوبائيات في جامعة هارفارد، وعضو اللجنة الاستشارية لتوجيهات التغذية الجديدة يذكر إيجابيات وسلبيات التوجيهات الجديدة. فبالنسبة للإيجابيات يقول إن هذه هي أول مرّة تضع توجيهات التغذية سقفاً لا يزيد على 10% على استهلاك الأطعمة والمشروبات التي يضاف لها السكر. والتوجيهات تركز على أن تضم كل أنواع السكر المضافة إلى الطعام في ملصقات معلومات التغذية تحت مصطلح: "added sugars السكريات المضافة" ، وعلى أن تذكر أيضاً النسبة المئوية للسعرات الحرارية لتلك الإضافة بالنسبة للاستهلاك اليومي العام من السعرات الحرارية. أما بالنسبة للدهون فالتوجيهات الجديدة للتغذية غيّرت من التركيز على السقف الأعلى للدهون بشكل عام، وانتقلت إلى التركيز على أنواع الدهون، فتركز على ضرورة ألا يزيد استهلاك الدهون المشبعة على 10% من مجمل الدهون، بينما يمكن استهلاك كميات أكبر من الدهون غير المشبعة خاصة الدهون عديدة عدم التشبع.
أما بالنسبة للسلبيات فيذكر الدكتور فرانك هو ان التقرير الذي أوصت به لجنة توجيهات التغذية كان أكثر تحديداً مما ظهر في التوجيهات الجديدة التي بدت غامضة بمصطلحات مثل "تناول انواع مختلفة من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية." وقد ركز التقرير الذي شارك فيه الدكتور على الاستدامة البيئية Environmental Sustainability التي تركز عليها دول منها الدنمارك وهولندا والسويد واستراليا والبرازيل، والتي تقوم على التقليل من استهلاك المنتجات الحيوانية لما لتربية الحيوانات والدواجن بصورة تجارية من تأثير سيئ على البيئة. ولكن بعد ظهور التوجيهات الجديدة فوجيء الدكتور بعدم وجود ذكر للاستدامة البيئية بسبب ضغوط من الكونجرس ومن منتجي ومصنعي اللحوم.
كما يأسف أيضاً الدكتور والتر ويليت أستاذ التغذية والوبائيات في جامعة هارفارد أيضاً على حذف التوصيات بالتقليل من تناول اللحوم الحمراء لتأثير تربيتها على البيئة. ويأسف أيضاً على حذف التوصيات الواضحة بالتقليل من المشروبات المضاف لها السكر بسبب ضغوط منتجي المشروبات المحلاة (الغازية وغير الغازيّة).