جلسه مع ملك السعاده ..
كتبه : الشيخ أبو معاذ
من السعادة الغامرة والفرص السعيدة التي عشتها وقضيت فيها
وقتا ممتعا ، واستفدت فيها علما نافعا ، واستلهمت منها دروسا
وعبر وشوارد ودرر ، هي تلك اللحظات التي وفقت فيها مع
الجلوس مع رجل مسن صاحب ديانة وخلق ، لا يملك سوى ثوبه
الذي يلبسه وبيته الخربة التي يستظل تحتها من وهج الشمس
وبرودة الجو ، لقد وجدت بين جنبيه قلبا رحيما وصدرا واسعا
حليما ، وجدت السعادة تغمره ولا مال يمتلكه ، وجدت الأنس
يساكنه ولا منصب يلابسه ، رأيت السكينة تقطن بيته والفرح
يلاعبه ، قرأت معاني الجود والكرم والرجولة والشمم على
صفحات وجهه ، وسمعت معاني العروبة والذمم من نبرات صوته
، فعلمت حينها أن السعادة تعشش على حياة البسطاء ، وأن
الراحة تظلل بيوت الرحماء ، وأن اليقين يجلل فوق منازل
الأتقياء ، وأن برد العيش يخيم على رؤوس الأولياء ، وعلمت
حينها أن من عشق السعادة بالمال ، أو غازل الطمأنينة بتعدد
الأزواج وكثرة العيال ، أو خاتل الراحة بالمنصب وتربعه على
قمم الجبال ، أو ناشد اليقين بالسياحة والضرب بين الوهاد
والسهال ، أو أشترى الأنس تحت أضواء السمعة وفوق أعالي الرمال .
من طلب السعادة في غير مظانها هلك ، ومن رأى الطمأنينة في غير مسالكها ارتبك .
لقد جلست مع صاحبي فلمست السعادة وعرفت القناعة وزاد
إيماني وعزمت على تكرار الزيارة ، فمن أراد أن يعرف ما
عرفت فليعزم مثل ما عزمت ، ففي مجالسة كبار السن هناك تجد
وتسكن مع السعادة وتلمس أثر البساطة وتشعر بالإنس وتبتعد عن شياطين الجن والإنس .
فيا أخي المبارك لا تترك زيارة كبار السن خاصة أرباب الخلق
والديانة فلا تعدم من دعوة ولا تفلس من خبرة ، ففي زيارتهم
يقوى إيمانك وتكثر حسناتك ويرتاح بالك .
~*
أنا بخير .. ماذا عنكم ؟
|