عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2009   #8


الصورة الرمزية النجم السعودي
النجم السعودي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 العمر : 36
 أخر زيارة : 03-09-2011 (01:42 AM)
 المشاركات : 1,293 [ + ]
 التقييم :  112
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشعر الجاهلي ديوان عنتره بن شداد




خُسِف البدْرُ حين كـان تمامـاًوخفـى نُـورُهُ فعـاد ظـلاَمـا
ودراري النُّجوم غارتْ وغابَـتْوضياءُ الآفـاق صـار قَتامـا
حين قالوا زهيـرُ ولـى قتيـلاًخيَّـم الحُـزنُ عِنْدنـا وأقامـا
قد سقَاهُ الزَّمـانُ كـاسَ حِمـاموكَذاكَ الزمانُ يسْقـي الحِمامـا
كانَ عوْني وعُدَّتي في الرَّزايـاكانَ درعي وذابلـي والحسامـا
يا جفوني إنْ لم تجودي بدمـعٍلجَعلْتُ الكَـرى عليـكِ حرَامـا
قَسمـاً بالـذي أمـاتَ وأحْيـاوتَوَلـى الأَرواحَ والأَجسـامـا
لا رفعتُ الحسام في الحربِ حتىأتركَ القومَ في الفيافي عظامـا
يا بني عامـرٍ ستلقـون برقـاًمن حسامي يجري الدّماءَ سجاما
وتَضجُّ النساءُ من خيفَة ِ السَّبي وتَبكي على الصّغار اليتامَـى





دع ما مَضى لكَ في الزَّمان الأَوَّلوعلى الحقيقة إنْ عزمت فعـوِّل
إنْ كنتَ أنتَ قطعتَ بـرَّا مقفـراًوسلكْتهُ تحتَ الدُّجى فـي جَحْفـل
فأَنا سريتُ مـعَ الثُّريَّـا مُفـرداًلا مؤنسٌ لي غيرَ جـدّ المنصـل
والبدرُ منْ فوق السحاب يسوقـهفيسير سيرَ الراكـب المستعجـل
والنَّسْرُ نحْو الغَربِ يرْمي نفسَـهفيكاد يعْثـر بالسِّمـاكِ الأَعـزل
والغُولُ بينَ يـديَّ يخفـى تـارةويعودَ يَظْهَرُ مثْلَ ضَوْءِ المَشْعَـلِ
بنواظـر رزقٍ ووجـهٍ أســودٍوأظافـر يشبهـنَ حـدَّ المنجـل
والجن تفرقُ حول غابـاتِ الفـلاَبهماهـمٍ ودمـادمٍ لــمَ تغْـفَـلِ
وإذا رأْتْ سيفي تضِـجُّ مخافـة ًكضَجيجِ نُوقِ الحيِّ حَوْلَ المنـزل
تلكَ الليالـى لـو يمـرُّ حديثهـابوليدِ قومٍ شـاب قبـلَ المحمـل
فاكففْ ودعْ عنكَ الإطالة َ واقتصرْوإذا اسْتَطعْتَ اليَوْمَ شيئـاً فافْعـل





دَعني أَجِدُّ إلى العَلْيَاءِ فـي الطَّلـبِوأبلغُ الغاية َ القصوى منَ الرتـبِ
لعلَّ عبلة َ تضحى وهـيَ راضيـة ٌعلى سوادي وتمحوصورة َ الغضبِ
إذا رَأتْ سائـرَ السـاداتِ سائـرة ًتَزورُ شِعْري برُكْنِ البَيْتِ في رَجبِ
يا عبْلَ قُومي انظُري فِعْلي وَلا تسَليعني الحسودَ الذي ينبيـكِ بالكـذبِ
إن أقبلتْ حدقُ الفرسـانِ ترمقنـيوكـلُّ مقـدام حـربٍ مـالَ للهربِ
فَما ترَكْـتُ لهُـمْ وجْهـاً لِمُنْهَـزمِولاّ طريقـاً ينجيهـم مـن العطـبِ
فبادري وانظري طعنـاً إذا نظـرتْعينُ الوليدِ إليه شابَ وهـو صبـيِ
خُلِقْتُ للْحَـرْبِ أحميهـا إذا بَـردَتْوأصطلي نارهـا فـي شـدَّة اللهبِ
بصَـارِمٍ حَيثُمـا جرَّدْتُـهُ سَجَـدَتْلـه جبابـرة ُ الأعجـامِ والعـربِ
وقدْ طَلَبْـتُ مـنَ العَلْيـاءِ منزلـة ًبصارمـي لا بأُمِّـي لا ولا بـأَبـي
فمـنْ أجـابَ نجـا ممَّـا يحـاذرهومَنْ أَبى طَعـمَ الْحَـربِ والحَـرَبِ





دُموعٌ في الخدودِ لهـا مَسيـلُوعيـنٌ نَوْمُهـا أبـداً قلـيـلُ
وصـبٌّ لا يقـرُّ لـه قــرارٌولا يسْلو ولو طـالَ الرَّحيـلُ
فَكـم أبكـي بإبْعـادٍ وَبـيـنٍوتشجيني المنـازلُ والطلـول
وكم أبكي على إلْـفٍ شجَانـيوما يُغني البكـاء ولا العويـل
تلاَقَيْنـا فمـا أطْفـى التَّلاقـيلهيبـاً، لا ولا بَـرَدَ الغَلـيـلُ
طَلبتُ من الزمانِ صفاءَ عَيْشٍوَحَسْبُكَ قدْرُ ما يُعْطي البَخيـلُ
وها أنا ميـتٌ إن لـم يعُنـيعَلَى أمير الهوى الصَّبْرُ الجَميل





دهتْني صروفُ الدّهر وانْتَشـب الغَـدْرُومنْ ذا الذي في الناس يصفو له الدهر
وكـم طرقتنـي نكبـة ٌ بعـد نكـبـة ٍففَرّجتُهـا عنِّـي ومَـا مسَّنـي ضـرُّ
ولـولا سنانـي والحسـامُ وهمـتـيلمـا ذكـرتْ عبـسٌ ولاَ نالهـا فخـرُ
بَنَيْتُ لهـم بيْتـاً رفيعـاً مـنَ العلـىتخرُّ لـه الجـوْزاءُ والفـرغ والغَفْـرُ
وها قد رَحَلْتُ اليَـوْمَ عنهـمْ وأمرُنـاإلى منْ له في خلقـهِ النهـى والأمـر
سيذْكُرنـي قَومـي إذا الخيْـلُ أقْبلـتوفي الليلـة ِ الظلمـاءِ يفتقـدُ البـدر
يعيبـون لونـي بالـسـواد جهـالـةولولا سواد الليـل مـا طلـع الفجـر
وانْ كـانَ لونـي أسـوداً فخصائلـيبياضٌ ومـن كَفـيَّ يُستنـزل القطْـر
محوتُ بذكري في الورى ذكر من مضىوسدتُ فـلا زيـدٌ يقـالُ ولا عمـرو






ذكرتُ صبابتي من بعدِ حيـنِفعَاد ليَ القديمُ مـن الجُنُـونِ
وحَنَّ إلى الحِجاز القلْبُ منـيفهاجَ غرامهُ بعـد السكـون
أتطلبُ عبلـة ً منـي رجـالٌأقلُّ النـاس علمـا باليقيـن
رويـداً إنَّ أفعالـي خطـوبٌتشيبُ لهوْلها رُوسُ القُـرون
فكمْ ليلٍ ركبـتُ بـه جـواداًوقد أصبحتُ في حصنٍ حصين
وناداني عِنـانٌ فـي شِمالـيوعاتبني حسامٌ فـي يمينـي
أيأخـذُ عبلـة ً وغـدٌ ذميـمٌويحظى بالغنى والمالِ دونـي
فكم يشكو كريـمُ مـنْ لئيـموكم يَلْقى هِجانٌ مـن هَجيـن
وما وجد الأعادي فـيَّ عيبـاًفعابوني بلـون فـي العيـون
ومالي في الشَّدائد من مُعيـنِسِوى قَيْسِ الذي منها يقينـي
كريمُ فـي النوائـب أرتجيـهِكما هُو للمعامـع يصْطفينـي
لقد أضحى متينـاً حبـلُ راجٍتمسكَ منـهُ بالحبـل المتيـن
من القَوم الكرام وهم شمُوسٌولكـن لا تـوارى بالدجـون
إذا شَهدُوا هياجاً قلْت: أُسْـدٌمنَ السمر الذوابل في عريـن
أيا ملكاً حوى رتـبَ المعالـيإليكَ قدِ التَجأْتُ فكُـنْ مُعينـي
حللْتَ من السعادة ِ في مكـانٍرفيع القدر منقطـع القريـن
فمن عـاداكَ فـي ذُلٍّ شديـدٍومنْ والاك فـي عـزّ مبيـن





ذَنبي لِعبْلـة َ ذنـبٌ غيـر مغتفـرِلمّا تَبلَّجَ صبُح الشَّيبِ فـي شعـري
رَمتْ عُبيلة ُ قلْبـي مـن لواحِظِهـابكلُ سهم غريق النزع فـي الحـور
فاعجب لهنّ سهاماً غيـر طائشـة ًمن الجفونِ بـلا قـوسٍ ولا وتـر
كم قد حفِظْتُ ذمامَ القوم مـن ولَـهٍيعتادنـي لبنـاتِ الـدلَّ والخـفـر
مُهفْهفاتٍ يَغارُ الغُصنُ حيـن يَـرَىقدودَهـا بيْـنَ مَيَّـادٍ ومنْهـصـر
يا منْزلاً أدْمعـي تجـري عليـهِ إذاضَنَّ السَّحابُ على الأَطْلال بالمطـر
أرضُ الشَّربَّة ِ كم قضَّيـت مُبتهجـاًفيها مع الغيدِ والأترابِ مـن وطـر
أيامَ غصـنُ شبابـي فـي نعومتـهِألهوبما فيهِ من زهـرٍ ومـن أثـر
في كلَّ يومٍ لنا من نشرهـا سحـراًريحٌ شذاها كنشر الزهر في السحـر
وكـلُّ غصـنٍ قويـمٍ راق منْظـرهُما حظُّ عاشقها منه سـوى النظـر
أخشى عليها ولـولا ذاكَ ماوقفـتْركائبي بيـنَ وِرْدِ العَـزْمِ والصَّـدَرِ
كلاً ولاَ كنتُ بعـد القـرب مقتنعـاًمنها على طولِ بُعْدِ الـدَّار بالخبـر
همُ الأحبة ُ وإن خانوا وإن نقضـواعهدي فماحلت عن وجدي ولا فكري
أشكو من الهجر في سرَّوفي علـنٍشكْوَى تُؤَثرُ في صلْدِ مـنَ الحجـر





رمتِ الفؤادَ مليحـة ٌ عـذراءُبسهامِ لحـظٍ مـا لهـنَّ دواءُ
مَرَّتْ أوَانَ العِيدِ بَيْـنَ نَوَاهِـدٍمِثْلِ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَـاءُ
فاغتالني سقمِى الَّذي في باطنيأخفيتـهُ فـأذاعـهُ الإخـفـاءُ
خطرتْ فقلتُ قضيبُ بانٍ حركتأعْطَافَه ُ بَعْدَ الجَنُـوبِ صَبَـاءُ
ورنتْ فقلتُ غزالة ٌ مذعـورة ٌقدْ راعهَا وسطَ الفـلاة ِ بـلاءُ
وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ ليْلَـة َ تِمِّـهِقدْ قلَّدَتْـهُ نُجُومَهَـا الجَـوْزَاءُ
بسمتْ فلاحَ ضياءُ لؤلؤ ثغرِهافِيهِ لِـدَاءِ العَاشِقِيـنَ شِفَـاءُ
سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّهـا فَتَمايلَـتْلجلالهِـا أربابنـا العظـمـاءُ
يَا عَبْلَ مِثْلُ هَواكِ أَوْ أَضْعَافُـهُعندي إذا وقعَ الإياسُ رجـاءُ
إن كَانَ يُسْعِدُنِي الزَّمَانُ فإنَّنـيفـي هَّمتـي لصروفـهِ أرزاءُ





ريحَ الحجاز بحقِّ مـنْ أنشـاكِرُدّي السلامَ وحيّي مـنْ حَيَّـاكِ
هبِّي عسى وجدي يخفُّ وتنطفينيرانُ أشواقـي ببَـرْدِ هـواكِ
يا ريحُ لـولا أنَّ فيـك بَقيَّـة ًمِنْ طيبِ عَبْلَة َ متُّ قبلَ لِقـاكِ
كيف السلوٌُّ وما سمعتُ حمائمـاًينْدُبْـنَ إلاّ كـنْـتُ أوَّل بــاك
بَعُدَ المزارُ فعَادَ طيـفُ خيالهـاعنّـي قِفَـارَ مَهامِـهِ الأَعْنـاكِ
يا عَبلَ ما أَخْشى الحِمامَ وإنمـاأخشى على عينيكِ وقت بكـاك
يا عبلَ لاَ يَحزُنْكِ بُعْدي وابشِرِيبسلاَمتي واستَبشـري بفكاكـي
هَلاَّ سأَلتِ الخيلَ يا ابنة َ مالـكٍإن كان بعضُ عداك قد أغـراك
يُخبرْكِ من حَضَرَ الشآمَ بأَننـيأصفيتُ ودَّا مـن أرادَ هلاكـي
ذلَّ الألى احتالوا عليَّ وأصبحوايتشفعـون بسيفـي الفـتـاك
فعفَوتُ عن أموالهم وحريمهـموحميتُ رَبعَ القومِ مثل حِمـاك
ولقد حملتُ على الأعاجم حملة ًضَجَّتْ لها الأَمْلاكُ في الأَفـلاك
فَنَثَرْتُهُم لمَّا أَتُونـي فـي الفَـلاَبسنـان رمـحٍ للدّمـا سفـاك

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 
 توقيع : النجم السعودي


النجـــــــــــــــــــم الســــــــــعودي


رد مع اقتباس