عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-08-2015
جووود غير متواجد حالياً
    Female
لوني المفضل Darkmagenta
 رقم العضوية : 1769
 تاريخ التسجيل : Aug 2015
 فترة الأقامة : 3197 يوم
 أخر زيارة : 02-09-2016 (01:27 AM)
 المشاركات : 2,980 [ + ]
 التقييم : 25639
 معدل التقييم : جووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحابجووود سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ليكن النقد مثل المطر ..!!



* *يقول تشرشل: «النقد قد لا يكون محبَّبـًا للنفس، لٰكنه ضروريّ لأنه يؤدي وظيفة الألم نفسها في جسم الإنسان، وينبهنا لوجود أمر غير صحيّ.».
من المعروف أن الشخص الذي يتقبل النقد لديه آفاق واسعة تمكنه من إدارك فوائده؛ وأن الفصل بين النقد وشخص قائله يساعد على الاستفادة من تلك الكلمات.
ومن المؤكد أن النقد أنواع منها النقد الموضوعيّ الذي يساعد على البناء والتطور.
وهناك أيضـًا النقد الهدام.
- يمكننا تعريف النقد الهدام بأنه كل نقد لا يبني الآخر، بل على النقيض يحاول تحطيمه، وهنا أتوقف قليلا: ليس كل نقد هدام هو إظهار عيوب إنسان ما، بل هناك نوع أكثر خطورة في هدم الآخر وهو إخفاء عيوب عمله أو التصرف عنه في محاولة لإيهامه بأن كل ما يفعله هو صائب، ثم يقال له: «ليس في الإمكان أبدع مما كان.»!
إن هٰذا يُعد نوعـًا من النقد الآخذ قناع المدح، ويُطلق عليه اسم النقد المقنَّع أو المدح الزائف لهو أشد خطورة من النقد المباشر المركِّز في السلبيات فقط، إنه يُعد من أسهل الوسائل وأقربها الي تحطيم الشخص! ولذا فالمدح الذي لا يتوقف والذم الذي لا ينتهي هما وجهان لعملة واحدة تسمى «هدم الآخر».
قد يستغرب البعض كلماتي أن المدح الذي لا يتوقف هو نوع من هدم شخصية الإنسان. ولٰكن، دعونا نرى الأمر بمنطقية وواقعية: هل يقوم كل إنسان بتحسين عمله أو أفكاره عندما تكون بلا عيب؟!
إن من لا يرى العيوب والنقائص في عمله، لن يحاول تطويره وتحقيق نجاحات أكبر وإنجازات أعظم؛ وهٰكذا يأخذ في التوقف عن النمو والتقدم شيئـًا فشيئـًا فيتراجع الى الوراء! إن إحدى القواعد الأساسية للحياة هي التغير والتجدد، إذ إن البشر لا يتوقفون أو يتجمدون عند مَِحطات معينة في الحياة، وإلا لفقدوا الحياة نفسها!
ليس كل مدح هو علامة للمحبة، بل ربما بعض الكلمات الصادقة البسيطة التي لا تخلو من ملاحظات عن سلبيات موجود فيك تكون أعمق محبةً وخوفـًا عليك من تلك التي تُهادنك وتزمر لك وأنت مخطئ!
وهنا تقفز الى الذهن صورة ذٰلك الملك العجوز الذي أراد التخلي عن حكم بلاده لبناته الثلاث، فقرر أن يكون تقسيم المملكة وَفقـًا لجودة تعبير كل ابنة عن محبتها إليه بالكلمات، فمن ستُطربه كلماتها بالأكثر سيكون لها من المملكة النصيب الأكبر. وتبارت الابنتان الكبرى والوسطى في إظهار كلمات الحب والمدح غير الصادقة نحو الأب، في حين أرادت الابنة الصغرى ، التي تحمل حبـًّا عظيمـًا لأبيها، أن تقدم كلماتها في مصداقية وبساطة، ولٰكن، ويا للأسف، كانت غير مقبولة لديه، ورفضها وجاءت النتيجة الضياع والدمار!
إنها قصة الملك «لير» إحدى روائع الكاتب الإنجليزي «شكسبير».
*أمّا النوع الآخر الذي ينتبه لها الآخرون مباشرةً وبوضوح، فهو النقد الذي يذكر العيوب أو الأخطاء.
والنقد الهدام له سمات واضحة، فنراه يتحدث عن الشخص لا عن الفعل أو الموقف؛ كذٰلك يكون جارحـًا الى حد كبير لا يراعي فيه مشاعر الإنسان المنتقَد، وهو أيضـًا يخلو من الإيجابيات في محاولة للتقليل من قيمة العمل، وغالبـًا ما يقدم صاحب هٰذا النقد كلماته الى الآخر أمام الناس في افتضاح لأمره وهو ما يسبب له الإحراج، وفي بعض الأحيان يتمادى به الى التشهير!! لذٰلك على الإنسان الذي توجَّه إليه كلمات النقد الهدام بوجهيه أن يتريث قليلـًا، ويفكر، ويُنصت جيدًا، ويبحث عن الحقيقة في أعماقه، إذ لا يعرِف الإنسانَ إلا روحُ الإنسان نفسه، وكذٰلك الأصدقاء المخلصون الحميميون الذين هم بالحق يعرفونه حق المعرفة ويحبونه. وتذكر : «النقد مثل المطر: ينبغي أن يكون*كافيـًا ليغذي نمو الإنسان، دون أن يدمره.»
مما راق لي



 توقيع : جووود








[ شكرا غاليتي نسيم ولا تفي على روعة التوقيع

رد مع اقتباس