بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ..


نظر جالينوس إلى رجلٍ عليه ثياب فاخرة ، يتكلم بكلامٍ .. فيلحن في كلامه ، فقال له : إما أن تتكلم بكلامٍ يشبه لباسك ، أو تلبس لباساً يشبه كلامك .

أعجب من أولئك الذين يمتلكون وجوه عديدة .. ويتنافسون في لبس الأقنعة .. كلٍِ على حسب هواه !!

خبرتي في هذا العالم ( الشبكة العنكبوتية ) قد تكون كافية لمعرفة بعض خباياه ..

كم قابلت في هذا العالم وجوهاً أتخذت الكذب والخداع ستاراً ليسدلون به على نواياهم !!

والأمر لا يقتصر على فئة معينة ( رجال / نساء ) .. فهم سيان في هذا الأمر .. ولو أني أرى أن النسبة ترتفع لدى النساء بشكل أكبر ..

هذا الأمر مؤلم للغاية ..

الكذب !! .. كلمة تحكي واقع أليم !

نفوس مزيفة .. وقلوب خالية من خشية الله ..

عالم لا يخلو من تلك النفوس المزيفة ..

أساطير وخرافات يُصدقها من يحمل في قلبه النوايا الطيبة .. لكنه ما يلبث إلا أن تظهر الحقيقة أمام عينيه واضحة وجلية .. لا لشيء إلا لأن حبل الكذب قصير .. قصير للغاية ..

وجه واحد بوجوه متعددة !! .. أقرب ما نقول عنها ( منافقة ) .. أجدها تقف معي اليوم .. وغداً ضدي !!

أخبث الناس صديقعن نفاقٍ يتحرك

فمع المظلوم يبكيومع الظالم يضحك

بئست تلك الوجوه .. فمهما طال بقاؤها .. فقرب زوالها أسرع

يقول لنكولن : بإمكانك أن تخدع بعض الناس كل الوقت ، وأن تخدع كل الناس بعض الوقت ، ولكن ليس بإمكانك أن تخدع كل الناس كل الوقت .

وجوه مع الأسف ألفت الكذب .. وما عادت تستغني عنه .. حتى وإن رأت نفسها على طريق الحقيقة حادت عنه .. وإن لم يكلفها ذلك شيئاً !!

قال الأصمعي لرجل كذاب : هل صدقت قط ؟ فقال الكذاب : نعم ، فقال الأصمعي : عجباً ، فقال الكذاب : خفت أن أقول : لا ، فأصدق .

والكاذب يعاني من مأساة أليمة .. ليس لأن في أن أحداً لا يصدقه ، بل في أنه لا يُصدق أحداً .

الصدق في أقوالنا أقوى لنا

والكذب في أفعالنا أفعى لنا .

ومن استحلى رضاع الكذب عسر فطامه .

كم أرأف بحالهم .. فهم مجرد بالون حاول نفخ نفسه .. حتى طار بالهواء .. لينفجر فجأة وبدون مقدمات !!


ـ ما رأيكم بهذه الوجوه ؟

ـ ما التبرير المقنع لفعلهم ؟










عندما
تسقط الأقنعة وتكشف لنا
عن أبشع الوجوه
عن أحقر النفوس


عندما
يجرحك من كنت تحسبه دواءك..

...

ويخذلك من كان في دنياك عزاءك..


عندما
يبكيك من كنت تشكو له همومك وعناءك..
وينطفئ في نفسك مصباحك..


عندما
يتهاوى أمامك من كان في يوم...
هو صرحك الشامخ ومثالك..
هو قدوتك..
هو من وهبته ثقتك..
وحبك..
واحترامك..
من فضلته على نفسك..
واستغنيت به عن كل رفاقك..
ورسمت له صورة جعلت بروازها ذاتك..


عندما
تصفعك يدك..
ويهجوك لسانك..
ويتنكر لك من كان عنوانك..
بشكل يفزعك ...يخيفك..


عندهــــــــا .. !!
تقف
مصدوماً .. مذهولاً ..
مشدوهاً ..
مكذباً كل ما حدث أمامك ..
مخنوقاً بعبراتك ..


عندهــــــــا..!!
تشتعل في صدرك نيران آهاتك..
وتستبق صوتك صرخاتك..
وتشعر بقلبك..
يقطر دماً..... يعتصر ألماً .....
ترتعد له نبضاتك..
وتشهق له أنفاسك..


عندهــــــا..!!
عندهــــــا .. فقط
تتزلزل بك أرضك ..
وتنهار من فوقك سماءك..
ويجعلنا نـقـف طويلاً
نحاول أن نـتـفرس ..
في وجوه من حولنا..
نحاول أن نتأكد أهي وجوه حقيقة ؟؟
أم مجرد أقنعة مطاطية..


أهي مشاعر صادقة تلك التي يظهرونها؟؟
أهي قلوب حية تلك التي يحملونها؟؟

نحاول ...
ونحاول..
أن نجيب على أسئلتنا..
ونتخلص من حيرتنا..
ولكن كيف لنا ذلك..

المواقف وحدها ...
هي من تنزع تلك الأقنعة..
وتعري تلك النفوس..
المواقف وحدها ..
هي من تكشف زيفهم..
وتظهرهم على حقيقتهم..

فشكراً لك أيتها المواقف..
شكراً لك ...
فبقدر ما آلمتنا
بقدر ما أبكيتنا..
بقدر ما أدميت قلوبنا..
بقدر ما أرحتنا..
وكشفتِ لنا عن وجوه كانت مخفية عنا..



شكراً لك أيتها المواقف
فقد أثبت
أن كل إنسان يعطي من أخلاقه..
ومخزون قلبه..
وحسبنا أننا كنا نعطي من أخلاقنا..
ونبذل من صفاء قلوبنا..

تعلمت الصبر و البال مهموم
تعلمت السهر وماعرفت النوم
تعلمت اضحك و الفرح معدوم
بس ماقدرت اتعلم كيف اصبر وان منك محروم