الموضوع: لاتبكي عليه...
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-09-2016
غرور غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1827
 تاريخ التسجيل : Jan 2016
 فترة الأقامة : 3026 يوم
 أخر زيارة : 10-30-2020 (01:48 AM)
 المشاركات : 2,430 [ + ]
 التقييم : 39006
 معدل التقييم : غرور سمته فوق السحابغرور سمته فوق السحابغرور سمته فوق السحابغرور سمته فوق السحابغرور سمته فوق السحابغرور سمته فوق السحابغرور سمته فوق السحابغرور سمته فوق السحابغرور سمته فوق السحابغرور سمته فوق السحابغرور سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي لاتبكي عليه...



قصة و عبرة


لاتبكي عليه

قال لي : كنت مسافراً بالسيارة إلى مكة .. وفي الطريق فوجئت بحادث سيارة .. يبدو أنه وقع لتوه .. كنت أول من وصل إليه .. أوقفت سيارتي واندفعت مسرعاً إلى السيارة أحاول إنقاذ من فيها تحسستها بحذر .. نظرت إلى داخلها قلبي ينبض بشدة .. ارتعشت يداي .. خنقتني العبرة .. ثم أجهشت بالبكاء .. منظر عجيب .. قائد السيارة ملقى على مقودها جثة هامدة مشيراً بسبابته .. كان وجهه مضيئاً .. تحيط به لحية كثيفة .. كأنه فلقة من قمر .. كنت أتلفت داخل السيارة كالمجنون .. وفجأة .. رأيت طفله صغيرة ملقاة على ظهره محيطة بيديها على عنقه .. وقد لفظت أنفاسها وودعت الحياة .. لا إله إلا الله ..
لم أرى ميتة كهذه الميتة .. سكينة ووقار .. صورته وقد أشرقت شمس الإستقامة على محياه .. منظر سبابته التي قضت وهي توحد الله .. جمال ابتسامته التي فارق بها الحياة .. بدأت سيارات المارين تقف حول سيارته ..
وارتفع اللغط والأصوات .. كل هذا حدث بسرعة عجيبة .. نسيت أن اتفحص بقية من في السيارة .. كنت أبكي بكاء الثكلى .. لم أكن أشعر بمن حولي .. من رأني ظن أني قريب للميت .. صرخ بعض الناس : يوجد امرأة وأطفال في المقعد الخلفي .. صدموني !! التفت للخلف .. فإذا امرأه قد جمعت عليها ثيابها .. وأحكمت حجابها .. وجلست بهدوء تنظر إلينا .. تضم إلى صدرها طفلين صغيرين لم يصابا بأذى .. كانا مضربين ينتفضان .. وهي تذكر الله وتهدئ روعها .. شعرت أنها جبل شامخ .. كانت تحاول النزول من السيارة .. بثبات عجيب .. لا بكاء .. ولا صياح .. ولا عويل .. أخرجناهم جميعاً من السيارة .. من رأني ورأها ظن أني صاحب المصيبة دونها .. اشتد بكائي .. والناس ينظرون إلي .. فالتفتت إلي وهي تغادر السيارة وقالت بصوت تقطعه العبرات : يا أخي لا تبك عليه .. إنه رجل صالح .. صالح .. ثم غلبتها العبرات فسكتت ..
نزلت تضم إليها طفليها .. وتتفقد حجابها وتصلح من عباءتها .. فلما رأت لغط الناس وازدحامهم .. انزوت بعيداً مع طفليها .. بادر أحد المحسنين وحمل الرجل وطفلته إلى المستشفى .. وهي تنظر إلينا من بعيد .. وتحاول أن تشغل الطفلين عن النظر إلى أبيهم وأختهم .. أقبلت إليها وعرضت عليها أن تركب معي لأوصلها لمنزلها .. فردت بكل حياء بصوت هادئ : لا والله .. لا أركب إلا في سيارة فيها نساء .. بدأ الناس ينصرفون .. كل يكمل طريقه .. بقيت أرقبها من بعيد .. شعرت أني مسئول عنهم .. مرّ الوقت طويلاً .. ونحن ننتظر على تلك الحال العصيبة .. وهي ثابتة ثبات الجبال .. ساعتان كاملتان .. حتى مرّت بنا سيارة فيها رجل وأسرته .. أوقفناهم .. أخبرناه خبر المرأة .. وسألناه أن يحملها إلى منزلها فوافق ..
فأقبلت بطفليها وركبت معهم .. كنت أشعر وهي تمشي أنها جبل يمشي على الأرض .. عدت إلى سيارتي وأنا أعجبُ من هذا الثبات العظيم .. كنت أقول في نفسي .. انظر كيف يحفظ الله الرجل الصالح في أهله من بعده .. تذكرت قول الله ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) .. نعم لا تخافوا على من تركتم في الدنيا لأننا نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا .. نحفظ أهلكم من بعدكم .. نسكن روعهم ونربط على قلوبهم .. ونكفل رزقهم .. ونزيد عزهم .. ما أروع القرآن .. وما أجمل أن تكون علاقتك بالله قوية متينة .. لأنه الحي الذي لا يموت .. والغني الذي لا يبخل ..
ما أجمل أن يراك الله في الليل باكياً .. وفي النهار تالياً .. ما أجمل أن يراك وقد غضضت بصرك عن الحرام وسمعك عن الأنام .. لتكون محبوباً عند الله (فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )..



 توقيع : غرور

لا آقارن نفسي باي شخصٍ آخر ،
ولا آهتمّ بأن آكون آفضل من غيري ،
آقارن نفسي بنفسي قبل عام ،
وآهتمّ لأكون آفضل من نفسي بعد عام ...

رد مع اقتباس