الموضوع: اكدار الدنيا ..
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-30-2022

ندى غير متواجد حالياً
اوسمتي
لوني المفضل Black
 عضويتي » 2710
 جيت فيذا » Apr 2013
 آخر حضور » منذ 10 ساعات (01:07 AM)
مواضيعي » 2049
آبدآعاتي » 113,758
تقييمآتي » 5611
الاعجابات المتلقاة » 2110
الاعجابات المُرسلة » 1890
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  ذكر
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » ندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي اكدار الدنيا ..



لو صفت الدنيا من الأكدار لما تعلقت القلوب بالجنة


قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ ﴾ [آل عمران: 186].



تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ﴾، حكم الله تعالى على الدنيا بأنها دار ابتلاء، وكتب سبحانه وتعالى على خلق جميعًا بالابتلاء؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].



وأَكَّدَ ذلك بتأكيدين بلَامِ الْقَسَمِ، وَالنُّونِ، حتى لا يَتَوَهَمَ أحدٌ أنَّهُ بمنأى عَنِ الابتلاءِ، ومن رحمة الله تعالى أن الابتلاء يكون على قدر إيمانِ المرء؛ عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ صُلْبَ الدِّينِ يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى قَدْرِ دِينِهِ، فَمَنْ ثَخُنَ دِينُهُ ثَخُنَ بَلَاؤُهُ، وَمَنْ ضَعُفَ دِينُهُ ضَعُفَ بَلَاؤُهُ»[1].



ثم تأملْ الحكمةَ التي من أجلها كتب الله تعالى على العبادِ الابتلاءَ؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ ﴾، وَإِنْ تَصْبِرُوا على أقدار الله المؤلمة، وتتقوا أساب سخط الله، تفوزوا برضوان الله؛ كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ»[2].



إنَّه التمحيصُ ليظهر الصادق من الكاذب، والمؤمن التقي، من الكافر الشقي؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ [محمد: 31].



وكما يكون الابتلاءُ بِالشَّرِّ وَالضَّرَّاءِ يكون بالْخَيْرِ وَالسَّرَّاءِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء: 25].



وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ﴾ [الأعراف: 168].



وقد يكون الابتلاءُ بالسَّرَّاءِ أعظمُ بكثيرٍ من الابتلاءِ بالضَّرَّاءِ؛ فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: «ابْتُلِينَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنَا، ثُمَّ ابْتُلِينَا بِالسَّرَّاءِ بَعْدَهُ فَلَمْ نَصْبِرْ»[3].



ومن حكمة الابتلاء كذلك، لاسيما الابتلاء بالضراء، ألا يركن الناس إلى الدنيا، ويرضوا بها بديلًا عن الجنة، فلو صفت الدنيا من الأكدار، وخلت من المنغصات، لما تعلقت القلوب بالجنة، ولما هفت الأرواح شوقًا إليها.



وصدق أَبُو العتَاهِيَةِ حين وصف الدنيا بقوله:

هِيَ الدَّارُ دَارُ الأَذَى وَدَارُ القَذَى
وَدَارُ الفَنَاءَ وَدَارُ الغِيَر
فَلَوْ نِلْتَهَا بِحَذَافِيْرهَا
لَمُتَّ وَلَمْ تَقْضِ مِنْهَا الوَطَر

[1] رواه أحمد- حديث رقم: 1481، والترمذي - أَبْوَابُ الزُّهْدِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّبْرِ عَلَى البَلَاءِ، حديث رقم: 2398، وابن ماجه - كِتَابُ الْفِتَنِ، بَابُ الصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ، حديث رقم: 4023، والحاكم- كِتَابُ الْإِيمَانِ، حديث رقم: 120، وابن حبان- كِتَابُ الْجَنَائِزِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا مُقَدَّمًا أَوْ مُؤَخَّرًا، بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّبْرِ وَثَوَابِ الْأَمْرَاضِ وَالْأَعْرَاضِ، حديث رقم: 2900، بسند صحيح.

[2] رواه الترمذي - أَبْوَابُ الزُّهْدِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّبْرِ عَلَى البَلَاءِ، حديث رقم: 2396، وابن ماجه - كِتَابُ الْفِتَنِ، بَابُ الصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ، حديث رقم: 4031، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بسند حسن

[3] رواه الترمذي - أَبْوَابُ صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالرَّقَائِقِ وَالْوَرَعِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَابٌ، حديث رقم: 2464، بسند حسن.



 توقيع : ندى

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس