الكلمة رساله، وأمانه..

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيِّد الأولين والآخرين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد ..

فإنَّ للكلمة أهميتَها في دين الإسلام
فقد ترفع صاحبها لأعلى الدرجات
وقد تهوي به في دركات النار .

ولكن لن نتناولها هنا من منضور ديني
سنتناول هنا اهمية الكلمة اجتماعياً.

تواصل، وإتصال، وعلاقه ..

وبما يمدني الله به من معرفه، وفيكم من هو اعرف واعلم مني.


رُب كلمة احيت قلباً، ورُب كلمة أماتت قلباً
ورُب كلمة زرعت حباً، وأخرى نزعته
ورُب كلمة أشعلت حرباً
واخرى أشعلت شعلة تتقدم بها الامم.

ورُب كلمة دفعتنا للأمام، واخرى نكستنا للخلف وغيرت مسار طريقنا.
أو رُب كلمة لم تحرك بنا ساكن.

وكم كلمة عمرت بيتاً، وأخرى هدمته.
وكم كلمة ظلت تلازم صاحبها ندماً، وبات يتقلب على اشواكها.
وكم كلمة ملأتنا حباً، وأملاً، وتمسكاً بالحياة
وكم كلمة دفعتنا لليأس، وقدمت لنا الموت على طبق من ذهب.


قبل أن نطلق العنان لكلماتنا لتخلق حزناً في قلوب غيرنا
يجب أن نحكم قبضتنا عليها، ونراجعها قبل أن نطلق زمامها للانطلاق فنندم، ويندم كل من عرفنا.

فـ كلماتنا مشاعر واحاسيس قد تداوي، وقد تجرح
فلنحسن اختيارها، ولنحسن اطلاقها، ولنحسن الحديث بها.
فـ بكلماتنا الطيبه المنتقاه نوسع مساحة التواصل والاتصال مع غيرنا.

وكلماتنا سحر لنحسن استخدامها
ولنبهر بها الغير، ونكسبهم، ونسلب عقولهم بطيب كلامنا
ونشعرهم من خلال حديثنا بصدق مشاعرنا.

فالكلمات حبل من الود بيننا وبين قلوب من حولنا
فـ لنحسن مدّ ذلك الحبل.

محور والتواصل كلمة
وركيزة القطيعة كلمة.
لنحسن إختيار الكلمات لتدوم العلاقات.

وقد قال الرسول عليه افضل الصلاة واتم التسليم:
( الكلمة الطيبة صدقه ) .


ودمتم جميعاً بود ومحبه ..



الحريصي ..

نحن لا نملك عصى سحريه لنصلح الماضي..
ونرسم المستقبل كما نريد ..
ولكن نسطيع بإيماننا القوي بالله الرضى بما كتب .