الموضوع: خاطرة أم
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-06-2016
تليدية غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Darkred
 رقم العضوية : 1822
 تاريخ التسجيل : Jan 2016
 فترة الأقامة : 3053 يوم
 أخر زيارة : 03-21-2016 (06:28 PM)
 المشاركات : 1,896 [ + ]
 التقييم : 116569
 معدل التقييم : تليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي خاطرة أم



خاطرة أم

كان بيتي يعج بضجيج أولادي
وضحكاتهم وخصامهم ومزاحهم

كانت الكتب منثوره في كل مكان
والأقلام والملابس منثوره على كل سرير
كنت أرفع صوتي وأصرخ يكفي فوضى
ليقم كل واحد بجمع أغراضه وترتيب ملابسه وفي الصباح يقول أحدهم..

أمي لم أجد كتابي الفلاني
والثاني.. أمي أين عطري
والثالث.. أمي أين مذكرتي
والرابع.. أمي نسيت حل الواجب
والخامس.. أمي أين مصروفي

فالكل يسأل عن ضالته
وأنا مهمومه وأقول كبرتوا وكبر همكم
واليوم أقف على باب كل غرفه
السرير خالي من صاحبه
كل دولاب لا يحوي إلا الملابس القليله له
لم يبقى إلا ذكرياتهم وبقايا رائحة عطورهم كل له عطر خاص به فأستنشق رائحة عطره لعلها تخفف لوعتي
بقيت آثار كتبهم وملابسهم وصدى ضحكاتهم وذكريات أحضانهم
عندما أغضب من أحدهم يركض نحوي سريعا ليحتضنني ويقول طولي بالك ياأمي فديتك

اليوم أجفف دموعي ولا تجف حرارة فراقهم..
كل في بلد وتشتت قلبي وراءهم هكذا الحياة
كل ذهب ليشق طريقه ويلتمس رزقه
وكل واحد يرحل يقول نفس الجمله..

(جزاك الله عنا كل خير أديتي الرساله بأمانه ياأمي سأعود إليك لأكافئك ولو أنني عاجز)

كبرت وقل نشاطي كنت أتمنى لو بقيوا معي بضجيجهم وضحكاتهم والبيت بقي منثور لأستمتع معهم بقية عمري.. لكنها الحياه

فاستمتعوا بصراخهم والكتب المنثوره
والملابس المتناثره وضحكاتهم ونثرهم لمحتويات البيت
إنها ذكريات جميله لا تحرموا أنفسكم منها
بيتي اليوم جميل ومرتب وكل شيء مكانه كما أحب وهدووووووووء
لكنه كالصحراء لا حياة فيه

لا تصرخوا عليهم من أجل النظافه والترتيب
سيأتي يوم ويخرج الواحد تلو الآخر
كما حصل معي..
كلما خرج أحدهم يجر حقيبته فإنه يجر قلبي معه ومع حقيبته
لأحتضن الباب بعد قفله وراءه وأجثو على ركبتي ثم أستعيد نشاطي لأقف

وأتذكر هذا الباب كم صرخت عليهم اقفلوا الباب جيداً وراءكم
هاأنا اليوم أقفله وراءهم ولن يفتحه غيري بعد أن كان كل واحد يحمل مفتاحاً له ليدخلوا واحدا تلو الآخر

ويقول أحدهم أمي أنت بخير لماذا لونك شاحب!!
والثاني يقول هل أكلت؟
والثالث هل أخذتي علاجك؟
والرابع يكبس قدماي ويداي حتى أنام
والخامس يسولف لي حكاياته ف العمل ..
والآخر يرسل ويقول جاي ع البيت
طلباتك يا أمي

وماذا عساني أن أقول سوى الحمد لله..
ولعل الله يربط على قلبي
سامحوني أطلت عليكم ولكن المشاعر مثل المسبحه إذا انقطع خيطها تناثرت خرزاتها فنلحقها في كل مكان لنجمعها.




رد مع اقتباس