خرج الفرح من بيت اصحابه حزينا يبحث عن أهل بيت لايعرفون سوى الحزن ليذيقهم حلاوة الاجر فالتقى بالحزن وقد خرج هو الاخر من بيت اصحابه فرحا فلعله يجد أهل بيت لايعرفون سوى الفرح ليذيقهم فضل الابتلاء

فاتفقا على ان يتبادلا الادوار وان يذهب كل واحد الى مكان الاخر فلعلهما يحدثا توازنا في الحياة ولكنهما اكتشفا بأن الفرح والحزن في حقيقتهما انما هما وجهان لعملة واحدة فاتفقا على ان يتبادلا ارديتهما فقط وان يعودا بشخوصهما من حيث أتيا
فعاد كل واحد الى اصحابه ولكن بهيئة مختلفة أحدثت صدمة وجدانية قوية فما أن وصلا حتى بدأ الحال يتغيرفالمحزونون بدأ يدب فيهم الفرح والفرحون قد بدأت على سحناتهم بوادر الاحزان والالم

لم يطل البقاء بهم على هذا الحال فقد كشف الحزن والفرح عن نفسيهما مثبتين لمن حولهم بأن الحياة لاتستقيم ولا تستمر لاؤلائك الذين يعيشون على وتيرة واحدة فالحياة السعيدة تتطلب التقلب بين الحالين فلولا الفرح لما سعد المحزونون ولولا الحزن لما نال الاجر الفرحون .