عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-2013   #8


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » منذ 2 يوم (09:28 PM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5000
الاعجابات المتلقاة » 41
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحاب
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع


اوسمتي

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



بالشكر تدوم النعم (4)

النعمة الثالثة

من نعم الله العظمى على الإنسان - التي أود التذكير بها وببعض حقوقها وبوجوب شكرها للمنعم بها جل جلاله - فهي نعمة الصحة في الأبدان , فإنها نعمة عظمى من الله عز وجل على الإنسان , سواءا كانت صحة كاملة في جميع الأعضاء والجوارح والحواس ـ وذالك هو تمام نعمة الصحة في الأبدان ـ, أوكانت صحة جزئية في بعض الأعضاء والجوارح والحواس , فكل عضو من ابن آدم أو جارحة من جوارحه أو حاسة من حواسه بصحة وعافية فهي نعمة كبرى من الله عليه يجب عليه أن يشكره عليها بأداء حقوقها طاعة له وامتنانا له سبحانه , ويتحقق هذا بتسخيرها في طاعة الله والإستعانة بها على ما يرضي الله , وإعطاءها حقوقها في حدود شرع الله , وعدم تعمد تعريضها للضرر هكذا بدونما ضرورة شرعية , أو كما قال رسول صلى الله عليه وسلم : "إن لربك عليك حقا ، ولنفسك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه" رواه البخاري. فالبدن بكل جوارحه وأعضائه وحواسه مملوك لخالقه جل جلاله ؛ فلا يجوز لصاحبه أن يستعمله أو أن يوجهه أو أن يستخدمه إلا فيما أمره به وشرعه له مالكه وهو الله الذي خلقه وأوجده ؛ ولا يجوز له أن يحمله أو يحمل شيئا منه ما لا يطيق , أو أن يزهق روحه متعمدا إزهاقها , فإن فعل ذالك استحق سخط الله والخلود في نار الجحبم والعياذ بالله , فالحذر كل الحذر من الكفر بنعم الله والعبث بها والإستهانة بحقوقها , مما يؤدي لسخط الله وعقوبته وعذابه والعياذ بالله , فالصحة في البدن نعمة عظمى من الله على الإنسان , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " رواه البخاري . وقال في حديث آخر : " من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا " سنن الترمذي . وغير ذالك من النصوص الكثيرة الدالة على مكانة هذه النعمة العظمى بين نعم الله على العباد , ـ فالصحة في البدن تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى كما قيل ـ فيجب على كل إنسان في صحة وعافية في بدنه وأمن واطمئنان في موقع إقامته , أن يكون شاكرا لله حق شكره على هذه النعمة العظمى , على النحو الذي أشرنا إليه , ونبهنا عليه , حتى تأتي جميع جوارحه يوم الدين شاهدة له لا عليه , فإن الله قد توعد العصاة بأن جوارحهم ستشهد عليهم يوم الدين بما سخروها فيه من مخالفة أمره والتفريط في حقوقه عليهم , وما استخدموها فيه من الإفراط في معاصيه , والوقوع في حقوق خلقه , قال تعالى : ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون ) الآية 24 من سورة النور. ويقول تعالى : ( وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيئ وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون ) الآية 21 من سورة فصلت . وقد وردت في هذا المعنى أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تتضمن الحث على رعاية نعمة الصحة في البدن بتسخير جوارحه في طاعة الله ومراضيه , والتحذير من استخدامها في شيئ من معاصيه , وكما هو معلوم فإن القلب هو ملك البدن والأعضاء جنوده , أو كما قال رسول الله صلى عليه وسلم : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " متفق عليه . وصلاح القلب يتحقق بالأمور التي يصلح بها العقل , وذكرناها في حديثنا عن نعمة العقل , فمتى صلح القلب صلحت جنوده - يعني أعضاؤه وحواسه وسائر جوارحه التي يتكون منها الجسد وفي مقدمتها العقل - , ومتى فسد القلب فسدت جنوده , وفي مقدمتها قائد جنوده وهو العقل , ويكون صاحبه عندها كافرا بنعمة الله , متعرضا لسخط الله وعقوبته , ما لم يتداركه الله بتوبة منه ورحمة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيما فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه " سنن الترمذي .





 توقيع : مفرح التليدي



رد مع اقتباس