الصدق تجارة والخيانة خسارة
[bgpic="http://g-la.in/up//uploads/images/domain-591bd4b6a5.gif"]
في الصين القديمة , كان أمير منطقة تينغ زدا على وشك أن يتوّج ملكًا ,
ولكن كان عليه أن يتزوج أولاً , بحسب القانون. وبما أن الأمر يتعلق
باختيار إمبراطورة مقبلة , كان على الأمير أن يجد فتاةً يستطيع أن
يمنحها ثقته العمياء. وتبعًا لنصيحة أحد الحكماء قرّر أن يدعو بنات
المنطقة جميعًا لكي يجد الأجدر بينهن. عندما سمعت امرأة عجوز ,
وهي خادمة في القصر لعدة سنوات , بهذه الاستعدادات للجلسة ,
شعرت بحزن جامح لأن ابنتها تكنّ حبًا دفينًا للأمير.
وعندما عادت إلى بيتها حكت الأمر لابنتها , تفاجئت بأن ابنتها
تنوي أن تتقدّم للمسابقة هي أيضًا. لف اليأس المرأة وقالت
:(( وماذا ستفعلين هناك يا ابنتي ؟ وحدهنّ سيتقدّمن أجمل
الفتيات وأغناهنّ. اطردي هذه الفكرة السخيفة من رأسك!
أعرف تمامًا أنكِ تتألمين , ولكن لا تحوّلي الألم إلى جنون! ))
أجابتها الفتاة :(( يا أمي العزيزة , أنا لا أتألم , وما أزال
أقلّ جنونًا ؛ أنا أعرف تمامًا أني لن أُختار, ولكنها فرصتي
في أن أجد نفسي لبضع لحظات إلى جانب الأمير , فهذا
يسعدني - حتى لو أني أعرف أن هذا ليس قدري-)) في
المساء , عندما وصلت الفتاة , كانت أجمل الفتيات قد
وصلن إلى القصر , وهن يرتدين أجمل الملابس وأروع
الحليّ , وهن مستعدات للتنافس بشتّى الوسائل من أجل
الفرصة التي سنحت لهن. محاطًا بحاشيته , أعلن الأمير
بدء المنافسة وقال :(( سوف أعطي كل واحدة منكن بذرةً ,
ومن تأتيني بعد ستة أشهر حاملةً أجمل زهرة , ستكون
إمبراطورة الصين المقبلة )). حملت الفتاة بذرتها وزرعتها
في أصيص من الفخار , وبما أنها لم تكن ماهرة جدًا في فن
الزراعة , اعتنت بالتربة بكثير من الأناة والنعومة – لأنها
كانت تعتقد أن الأزهار إذا كبرت بقدر حبها للأمير , فلا يجب
أن تقلق من النتيجة- . مرّت ثلاثة أشهر , ولم ينمُ شيء. جرّبت
الفتاة شتّى الوسائل , وسألت المزارعين والفلاحين فعلّموها طرقًا
مختلفة جدًا , ولكن لم تحصل على أية نتيجة. يومًا بعد يوم أخذ
حلمها يتلاشى ، رغم أن حبّها ظل متأججًا. مضت الأشهر الستة ,
ولم يظهر شيءٌ في أصيصها. ورغم أنها كانت تعلم أنها لا تملك
شيئًا تقدّمه للأمير , فقد كانت واعيةً تمامًا لجهودها المبذولة
ولإخلاصها طوال هذه المدّة , وأعلنت لأمها أنها ستتقدم إلى
البلاط في الموعد والساعة المحدَّدين. كانت تعلم في قرارة نفسها
أن هذه فرصتها الأخيرة لرؤية حبيبها , وهي لا تنوي أن تفوتها
من أجل أي شيء في العالم. حلّ يوم الجلسة الجديدة , وتقدّمت
الفتاة مع أصيصها الخالي من أي نبتة , ورأ ت أن الأخريات
جميعًا حصلن على نتائج جيدة؛ وكانت أزهار كل واحدة منهن
أجمل من الأخرى , وهي من جميع الأشكال والألوان. أخيرًا
أتت اللحظة المنتظرة. دخل الأمير ونظر إلى كلٍ من المتنافسات
بكثير من الاهتمام والانتباه. وبعد أن مرّ أمام الجميع, أعلن قراره ,
وأشار إلى ابنة خادمته على أنها الإمبراطورة الجديدة.
احتجّت الفتيات جميعًا قائلات إنه اختار تلك التي لم تزرع شيئًا.
عند ذلك فسّر الأمير سبب هذا التحدي قائلاً :(( هي وحدها
التي زرعت الزهرة تلك التي تجعلها جديرة بأن تصبح
إمبراطورة ؛ زهرة الشرف. فكل البذور التي أعطيتكنّ
إياها كانت عقيمة , ولا يمكنها أن تنمو بأية طريقة )).
كتاب : كالنهر الذي يجري
للمؤلف : باولو كويلهو
............
الصدق من أجمل وأرقى الحلي التي تزين المرأة الفاضلة
وتــجعلها ملــكة متوجه على عرش الاحترام والتقدي [/bgpic]
|