الموضوع: رؤيا أيقضتني ..
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-29-2012
العليلي الحر غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1198
 تاريخ التسجيل : Sep 2012
 فترة الأقامة : 4262 يوم
 أخر زيارة : 06-12-2013 (02:15 AM)
 المشاركات : 212 [ + ]
 التقييم : 5000
 معدل التقييم : العليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رؤيا أيقضتني ..



أحبتي أهديكم نتاجي فكري المتواضع هذا النص الذي يخصني وقد

كان بمعرف آخر خاص بي يعرفه أخي الجنوبي..

أمل أن ينال إعجابكم ويرضي ذائقتكم ..

اقول فيه :

بعد يوم طويل .. مليءٍ بأتعاب الحياة المعتادة ..

فاجأني غروبه قبل أن أنتهي من إنجاز أعمالي..

وأقبل الليل ليحول بيني وبين قضائها ..

فعُدت للبيت منهكاً لا حراك بي ..لعلي أنال قسطاَ من الراحة ..

بعد هذا العمل المضنى ...

لكنها المسئولية .. لا تنتهي .. تتجدد من حين لأخر..


فما زال هناك ليل لإكمال مالا بد منه .


وبعد إكمال المهم .. وتأجيل الأهم..

تحين ساعة مد الجنبين .. وتحديد مواضع الألآم ..

في الظهر والرجلين ..


أخلد بعدها للنوم وملاطفة صغيري الذي اشتاق لرؤيتي ..


و الذي دائماً ما يخفف عني ضغوطات العمل ..

ووطأة التجاذبات .. ويمسح عني عرق المساءلات ..


ما يلبث ان يصرعه النوم قبلي..

لأنفرد بنفسي لحظة .. أذكر الله فيها كثيرا ..


بذكر أدعية ما قبل النوم .. لتهدأ نفسي معها .. ويطمئن قلبي بها ..

حينها أجد أن نفسي ليست نفسي..


فدقات قلبي أسرع من المعتاد !!

لعله النعاس من شدة التعب .. وربما هناك شيء آخر ..

من يدري؟


هي لحظة بسيطة تفصل بين الحقيقة والخيال ..

بين الحلم والعلم .. لم أحددها حينها .. لكنها تعرِّف بنفسها ..


بدأت الحكاية .. وليتها لم تبدأ .. لأنها أفزعتني ..

أشعرتني بشيء غريب ..الخطر من حولي ..


النهاية اقتربت .. وساعة الرحيل لعلها قد حانت ..


شعرت بالموت وهو ينتزعني من بين أبنائي ..

و لم يُمهلني لأستودعهم ..


يا لــِ قسوته وشدته !! الرحمة لا تجدُ لقلبه طريقاً ..


لم يرحم نظرات صغيري وتوسلاته .. أخذني بلا رأفة من بينهم ..


شعرت بخروج الروح من جسمي .. ولكني أشعر بكل من حولي..

رأيت فزعة أولادي.. وسمعت صوت نحيبهم ..

رأيت الطبيب وهو يتفحص أعضائي .. رأيت سماعته ..

ورأيت إشارته لهم بموتي .. رأيت كل من حولي ..

شعرت بالماء .. عند تغسيلي ..شممتُ رائحة حَنوطي ..

صرخت بأعلى صوتي .. لم أمت .. لم أمت ..

لكنهم لم يسمعوا .. لا أستطيع الحركة .. عجز كليٌ ..

وعندها بح صوتي ..
وستسلمت وأيقنت أنه الموت الذي أفر منه ..

كفنوني وحملوني .. وسمعت بكاء من حولي ..

حتى صغيري أحسست بأنامله وهو يشدني ويتعلق بي..

وأحسست بقطرات دموعه التي أندتني .. يا لوعتي وفرقتي ..

يا لحزني وشديد كربتي ..


وداعا صغيري .. ليتك تعرف قدرك عندي ..

لم أفارقك برغبتي .. أخذني عنك بغتةً ..

ولم يمنحني فرصةً ولو لأقبلك على جبينك الغالي قبلةً واحدة..

ولم يمهلني لأوصيك من بعدي..

لم يمهلني لأربيك حتى تكبر مثل إخوتك ..

حتى لعبتك التي طلبتها لم احضرها .. نسيتها !!

من يأتيك بلعبة من بعدي ؟؟ سامحني صغيري ..


أدخلوني القبر .. يا ويلي .. لا حياة بعد اليوم ..

زادت وحشتي عما كانت عليه .. أشعر بكل ذرة تراب حثوها فوقي ..

ضاقت نفسي .. وضاق عليّ لحدي .. لا أستطيع التنفس ..

ومع مرور الوقت تزيد معاناتي ..

وأحس أن الأمر بدأ يأخذ طابع آخر ..

حتى هذه اللحظة ما زلت أقنع نفسي أن الأمر ما زال قيد الحلم فقط ..

سمعتهم يعزون في وفاتي .. ويدعون لي..

وبعضهم يدعو عليّ .. أسمعهم بوضوح..

ما هي إلا لحظات وانقطع صوت البشر من حولي ..


عرفت أنهم تركوني لأصارع الأمر وحدي!!

ربطوني بأكفاني وهم يبكون عليّ !! وحملوا فوقي التراب !!

وزادوا .. حبسوني في قبري!!


وتركوني وحدي ولم يجلسوا معي !!

لا زاد.. ولا أنيس .. ولا جليس .. ظلام دامس ..

ودهاليزَ في قبري لا تنتهي ..

أصوات بشر تأن .. وأخرى تتوسل .. وأخرى تتندم على ما فات !!

أحسُست بكل شاردة وواردة .. لم يفتني شيء مرّ عليّ ..


أتقدم بغير إرادتي ..ولم أحدد وجهتي بنفسي ..


وإلّا عدت من حيث اتيت .. أساقُ ربما لحتفي ونهايتي ..


بدأ الخوف ينتابني .. كلما ابتعدت عن أهلي..

حتى وصلتُ لمكانٍ مُخيف ..


أسمع فيه أسئلة وأجوبة.. وتصديق وتكذيب .. وتقريع وتوبيخ..


وبكاءٌ وعويل .. مصيبة.. لم ارى وأسمع بمثلها من قبل ..


لعلها رحمة حلت بي .. وربما لا ..

كأني أُسمع الأسئلة .. لأستلهم الأجوبة ..


عندها فكرة مليا فيما أنا فيه .. هل الأمر جديٌ ..

جلستُ أتحسس أعضائي .. كل شيءٍ يوحي بأني حي ..

عندها وصل الدورُ عندي ..

سؤالٌ يتبعه سؤال.. ولا أستطع الإجابة على أين منها ..

شاشة النتيجة امامي .. أصفارٌ في أصفار ..


ووزنوا عملي .. فكأني لم أعمل عمل قط ..

النتيجة بالمجمل لا تبشر بخير.. لا صلاة ولا زكاة ..


ولا صدقة ولا صلة رحم ولا تلاوة قرآن ولا ...ولا ...


يا لتعاسة حالي ومآلي .. عرفت طريقي دون أن يعرفني بها أحد ..


كلهم قالوا إلى نار جهنم وبئس المصير ..

واشاروا لذلك الإتجاه الموحش !!

حاولت إستعطافهم .. لكن لا جدوى..

لا مجال لتغيير النتائج ..

واصلت مسحوباً رغماً عني .. مرة على وجهي.. ومرة على ظهري..


نور توهجها يضيء للبعيد دربه ..

وشديد حرها يصهر الجلود من بعيد .. فكيف بالــقريب ..

سحبوني وأنا أتألم وأتوسل .. وأبكي بكاءً لم أبكه من قبل ..


لكن لا أحد يستمع أو يرحم ..

وعندها أيقنت أنه لا مفر من نار جهنم ..


ربي عليك توكلت .. وأنت أرحم الراحمين ..


أوصلوني على حافتها ..

ورأيت ما فيها .. وسمعت أصوات من قبلي ..


لا إله إلا الله محمد رسول الله..

لا يوصف ما فيها ولا يخطر على بال ..

وحان وقت قذفي فيها.. وهموا دون رحمة أن يفعلوا ..

وفجأة ...
بكى صغيري من جنبي وأيقظني .. لك الحمد ربي ..


فقمت أتحسس ما بي .. لأحدد بعدها بصعوبة أنه كان مجرد حلم ..


أهلي كلهم كانوا حولي .. لعلي أفزعتهم كما أفزعت صغيري..


كنت أتصبب عرقاً .. وتغيرت ملامحي .. وكنت لا اصدق نفسي ..


عشت ذلك الحلم بجميع تفاصيله على أنه حقيقة ..

وشعرت بكل صغيرة وكبيرة مرة علي ّ..


فلعلها أُتيحة لي فرصة أخرى.. لعلي أعمل صالحاً يرضاه ربي ..


وعرفت أيضا أنه إنذار وتذكير .. وموعظة قبل فوات الأوان ..


اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك...

اللهم اغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر ..

اللهم إني ظلمتُ نفسي ظلماً عظيما

فغـفر لي .. فأنت غفار الـذنوب ..

العليلي الحر ..




رد مع اقتباس