الموضوع: سويعات
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-28-2012
المحقق التليدي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 1058
 جيت فيذا » May 2012
 آخر حضور » 02-05-2015 (09:07 AM)
مواضيعي » 289
آبدآعاتي » 1,486
تقييمآتي » 5000
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » المحقق التليدي يعجبني ويستحق التقييمالمحقق التليدي يعجبني ويستحق التقييمالمحقق التليدي يعجبني ويستحق التقييمالمحقق التليدي يعجبني ويستحق التقييمالمحقق التليدي يعجبني ويستحق التقييمالمحقق التليدي يعجبني ويستحق التقييمالمحقق التليدي يعجبني ويستحق التقييمالمحقق التليدي يعجبني ويستحق التقييمالمحقق التليدي يعجبني ويستحق التقييمالمحقق التليدي يعجبني ويستحق التقييمالمحقق التليدي يعجبني ويستحق التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
سويعات



من المهد إلى اللّحد سويعات سابحات إمّا إلى خيرات أو إلى منكرات .من المهد إلى اللّحد ميلاد و موت ، سكرة و عبرة ، ثم فلول إلى ما شاء ربّك . يُوارى الجسد و يُهال عليه التّراب . يبكيه مُصلاّه ، و باب للسماء كانت تُرفع منه أعماله ، ثم يمضي الباقون سائرين يتناسون تلك اللّحظة حتى موعد انقضاء ساعاتهم و دنو آجالهم وخاتمة أعمالهم...
البعض نلحق فنودعهم وكأنّنا من بعدهم مخلّدون ، والبعض يفوتنا الوداع و في كِلا الحالتين نذرف دموعاً لا نعلم أعلينا أم عليهم ، ولكن الأهم مِن ذا وذاك ، ماذا بعد الوداع ؟ العجيبُ أنّ في موتهم يقظة لهم ولبعض منّا ، مِمّن فكّر و قدّر و جَلَّى عن قلبه الرّان وأبصر. و في حياتنا غفلة لنا وحدنا لا يشاركنا فيها أحد من أهل البرزخ . هل تساءل أحدُنا ما عساهم يقولون و يتمنّون و بماذا قد يُوصون وهم بين حياتَين و عالَمين تتراءى لهم الحقائقُ جليةً كرابعة النّهار ، وتختلف لديهم الموازين التي اعتادوها من قبل ، والتي ما زلنا نتحاكم إليها..
كيف انقضت تلك السّويعات؟ هل كنّ خدّاعات ، عِشناها كمن فغر فاه لسرابٍ نمضي إليه حتى إذا بلغناه لم نجده شيئا ، وانتهت تلك الأماني بالمنون ؟ . أم كنّ سويعات خالدات تجافت جنوبنا فيها عن مراقدها في رضا خالقها فظفرنا بالحُسنيين ؟
لأجل ماذا استيقظنا كلّ يوم ؟ وبين ماذا تأرجحت ساعاتنا أهي بين ضيق الدّنيا و زخرفها ، والتّشبث بتلابيبها الفانية ، ثم أبدية الأحزان ؟ أم بين أفق الحياة الأبدية ودار الخلود والسعادة التي لا تشوبها غصّة و لا حَزَن بين روض و شجر ، ورياحين ونهر ، و اجتماع أحبّة أضناهم طولُ السّهر ..
إنّها سويعات تمرُّ مرّ السّحاب ، تفترقُ كأسراب الحمام ، و تجتمع لحظاتها و دقائقها هناك حيث تكتمل الصّورة جليةً حين توزّع الصحائف.... فلنتخيّر بأيّ يدٍ سنستلمها بأيماننا أم بشمائلنا ، ولنتخيّر أحبّتنا الذين تناصحنا معهم في الحياة الدّنيا فنِلْنَا صُحبَتَهم في دار الخلود...



 توقيع : المحقق التليدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس