06-23-2012
|
#7
|
رد: (( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))..
كيف تتعامل مع مرضك ؟
1 -ضع نصب عينيك أن الابتلاء لا بد منه ؛
ولكن تعاملنا نحن مع هذا الابتلاء يختلف من شخص إلى آخر قال - تعالى - :
"وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَالخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *
أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ "( البقرة :
155-157 ) "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " ( البقرة : 155 )
وكأن هذا إيحاء إلى الإنسان بأنه ما دام سيتعرض
للابتلاء ، وما دام سيصيبه ما قدر له من لون أو ألوان هذه الابتلاءات ، فمن
الخير له أن لا يجزع ما دام الابتلاء واقعاً سواء رضي أم أبى ، وما دام سينال
أجر الابتلاء وافق أم لم يوافق ، فخير له أن يكون من الصنف الطيب "وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ "( البقرة : 155 ) » [23] .
2 - أبعد التشاؤم عنك
ولا تغمض عينيك حتى لا ترى سواداً حالكاً من
الهموم والأحزان ؛ فتعيش منطوياً على نفسك بعيداً عن أنظار الآخرين تتوقع
في كل لحظة الموت والمصير الأخير ، ولا تترك أيها المريض هذه الأوهام
والأحزان تسري إلى قلبك وتغطي عقلك لتترك مجالاً لوساوس الشيطان وتسبب
لك أمراضاً أخرى وهمية ناتجة عن ضعفك وتشاؤمك . يقول السعدي - رحمه
الله -: « ألم تعلموا أن ضعف القلب وكثرة أوهامه هو الداء العضال ، وقوة
القلب مع التوكل على الله صفة أقوياء الرجال ؟ فكم من أمراض خفيفة صيرتها
الأوهام شديدة ؟ وكم من معافى لعبت به الأوهام فلازمه المرض مدة مديدة ؟
وكم ملئت المستشفيات من مرضى الأوهام والخيالات ؟ وكم أثَّرت على قلوب
كثير من الأقوياء ، فضلاً عن الضعفاء في كل الحالات ؟ وكم أدت إلى الحمق
والجنون . والمعافى من عافاه من يقول للشيء كن فيكون ؛ فصحة القلوب هي
الأساس لصحة الأبدان ، ومرض القلوب هو المرض الحقيقي » [24] .
أنا لا أنكر أن الإنسان يمر في مرضه بحالة نفسية تضيق أمامه الدنيا ولكنه
متى ما ترك لنفسه المجال في التفكير أدى ذلك إلى ضيق وتمنٍ للموت ، بل يصل
الحال عند البعض إلى أن يُقدِم على الانتحار . قد يتمنى الإنسان الموت لضغوط
يمر بها ويَدعو على نفسه ولا يدري « ربما يموت إلى عقوبة وعذاب قبر ، وإن
بقي في الدنيا فربما يستعتب ويتوب ويرجع إلى الله فيكون خيراً له » [25]
والرسول قال : « لا يتمنَّين أحدكم الموت من ضر أصابه ؛ فإن كان لا
بد فاعلاً فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة
خيراً لي » [26] .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
|