منتديات قبائل ال تليد

منتديات قبائل ال تليد (https://www.al-taleed.com/vb/index.php)
-   - القسـم الاسلامـي (https://www.al-taleed.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   وحملها الانسان انه كان ضلوما جهولا (https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=14145)

أبوموسى 01-19-2012 02:13 PM

وحملها الانسان انه كان ضلوما جهولا
 

أيها الإخوة الكرام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله اوقاتكم بالخير


احبتي: تعالوا بنا نقوم بجولة استطلاعية في واقعنا ، ننزل جميعا إلى مرافقنا ومدارسنا ومساجدنا وبيوتنا بل وأسواقنا وشوارعنا .. وكل مناحي حياتنا .



نفتش عن قيمٍ مفقودة ، ونكتشف معاملات منحرفة ، نشخص الداء ، ونبدأ برحلة علاج ، لكنها رحلة ليست إلى الخارج بل رحلة علاج من الداخل ، من داخل النفس ، من داخل الذات من أنفسنا. فهيا بنا نواصل هذه الجولة الاستطلاعية من البحث عن قيمة الأمانة.



أيها الإخوة المؤمنون :

قبل أكثر من (1400 عام) أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن زمان يقل فيه الأمناء, ويندر وجودهم, ولاسيما في أمور المال, وفي قضايا البيع والشراء, إلى حدٍّ يصبح معه وجود الأمين في عائلة أو قبيلة حالة نادرة, تحمل على الاستغراب والدهشة, حتى إنه حين يوجد في مكان ما, يُشَار إليه بالبنان, ويقال: إنّ في بني فلان رجلًا أمينا! كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قولهhttp://www.nqeia.com/vb/threads/imag...lies/frown.png ...فيُصْبِحُ الناس يتبايعون، لا يكاد أحدٌ يؤدي الأمانة، حتى يقال: إنّ في بني فلان رجلًا أمينًا، حتى يقال للرجل: ما أَجْلَدَهُ! ما أَظْرَفَهُ! ما أَعْقَلَهُ! وما في قلبه مِثْقَالُ حَبَّةٍ من خردل من إيمان!!) متفق عليه.



ومع "نُدْرَة الأمناء" في ذلك الزمان, يصبح الأمين في نظر المجتمع هو ذاك الذي لا يملك من المقومات الإيمانية ما يحجزه عن الوقوع في شَرَك الخيانة, ويصبح هو الأكثر ظَرَافَةً, والأوفر عقلا...!!



والسؤال الآن: هل نحن في زمن الندرة, وهل أصبح الأمين اليوم عملة صعبة؟ لِنَرْجِعِ البصر كرتين, لِنَرى كم هم الأمناء في عصرنا الحاضر؟ كم هم الأمناء في عملهم الحكومي, ممن يُحَلِّلون رواتبهم, ويقومون بواجبهم الوظيفي على أكمل وجه؟! كم هم الأمناء الذين يعملون في مجال إدارة المبيعات أو المشتريات, فيبيعون ويشترون حسب ما تُمْلِيه ضمائرهم, لا ما تُمْلِيه مصالحهم, وتستدعيه جيوبهم وأرصدتهم؟!

كم هم الأمناء من أصحاب المسئولية الذين يُوَقِّعون عقودًا إنشائيةً أو تطويرية بمبالغ واقعية, تعبِّر عن التكلفة الفعلية, لا عَمَّا يُخَطَّطُ له وراء الكواليس؟!

كم هم الأمناء من أصحاب مشاريع المقاولات, وعقود المناقصات؟ وكم هو حجم وفائهم بالعقود والمشاريع؟ وهل ينصح أصحابها في أعمالهم, ويبذلون أقصى ما في وسعهم, أم يتخففون من واجباتهم, ويتنَصّلون من التزاماتهم؟ كم هم الأمناء من الباعة الذين ينصحون للمشتري في البيع, ويصدقونه في ثمن السلعة, ولا يَغُشُّونه في المبيع؟!

كم هم الأمناء من المضاربين في سوق الأسهم, الذين يبيعون ويشترون بأمانة, ولا يمارسون "النَّجْشَ" في السوق, ولا يتلاعبون بكميات العرض والطلب؛ للتأثير على الأسعار؟!

كم هم الأمناء من أعضاء مجالس إدارات الشركات الذين ينهضون بواجباتهم, وينأون بحظوظهم الشخصية عما يضر بالمساهمين, ويُلْحِق الأذى بهم؟! كم هم الأمناء من أصحاب الحسابات القانونية الذين يَدْرُسُون القوائم المالية بدقةٍ, ولا يكون لديهم الاستعداد الشخصي لتطويعها لصالح جهةٍ أو أخرى؟!

كم هم الأمناء من المحللين الماليين والفنيين الذين يرسمون الواقع المالي والفني للشركات كما هو, بعيدًا عن الإيهام والتضليل؟!

كم هم الأمناء من أصحاب الأقلام الحرة الذين يصدقون القارئ, وينشدون له الخيرَ في الدنيا والآخرة؟!

كم هم الأمناء من الأساتذة والمعلمين الذين يدرِّسون النشء, ويعلِّمون الطلاب بأمانةٍ ومسئوليةٍ, ويُوَظِّفون أنفسهم وما لديهم من علمٍ وثقافةٍ في سبيل التربية والتعليم؟!
كم هم الأمناء من الآباء والأمهات الذين يقومون بواجبِ الأُبُوَّةِ والأمومة, ويُشْعِرون أطفالهم بالعطف والحنان, ويرسمون لأبنائهم وبناتهم معالمَ التربية, والأخلاق الفاضلة؟! كم هم الأمناء من الأزواج الذين يحفظون الوُدَّ لزوجاتهم, ويكتمون أسرارهن, ويبادلونهن أصدق مشاعر المحبة والاحترام؟! كم هم الأمناء من الأصحاب الذين يحترمون حق الصحبة, ويحفظون الوُدَّ, ويُدِيمون الوفاء...؟!

كم هم الأمناء من الكُفَلَاء الذين يعطون رواتب مَكْفُوليهم في موعدها المحدد, ويُوفُون بعقودهم ومستحقاتهم, ولا ينقصون...؟! كم هم الأمناء الذين يُوفون الوعود, ولا ينقضون العهود؟! كم...وكم..., في سلسلةٍ طويلة, يصعب حصرها, ويشق استقراؤها. وبعد هذا كله، أدع للقارئ الكريم فرصة التفكير, وحرية الاختيار؛ لِيُحَدِّد بعد طول تفكير وتأمل: هل نحن في هذا الزمن الذي يقال فيه : إن في بني فلان رجلًا أمينًا، أم أن هذا الزمن لم يأتِ بعدُ؟ وقبل الإجابة على هذا التساؤل, لنقف مع أنفسنا وقفة مصارحة, ولنستحضر كم في الدوائر الحكومية من موظف يخدم الْمُرَاجِع, وكم فيها من موظف يتأفف ويَشْمَخُ بأنفه, وكأنه يدفع المعاملة من حُرِّ ماله؟! لننظر كم تدفع ميزانية الدولة من مئات الملايين, وربما آلاف الملايين على المشاريع الإنشائية, والعقود التطويرية, وكم يصل منها إلى جيب المسئول, وكم يتسلل منها إلى رصيده؟!

وإذا أردنا أن نتحقق من هذه المعادلة, فلنرصد رصيده قبل توقيع العقد, ورصيده بعد التوقيع! لننظر إلى رشاوى الموظفين: هل يتسع حجمها أم يضيق؟ وهل تتمدد مساحتها أم تنكمش؟ وهل تكثر مسمياتها أم تَقِلُّ؟ لننظر إلى المستحقات التي نأخذها من الدولة باسم الانتداب, أو الندب, أو الابتعاث, أو الدورات التدريبية, هل نأخذها بحقها, أم نحتال ونتأول لنأخذها؟! وإذا نظرنا إلى هذه الصور مجتمعة - وغيرها كثير- سيتضح لنا بعد ذلك, هل نحن جميعًا أمناء, أم أن في بني فلانٍ مِنَّا رجلًا أمينا؟!!
وتقبلو مني اجمل وارق التحايا


تليدي وافتخر 01-20-2012 03:48 AM

رد: وحملها الانسان انه كان ضلوما جهولا
 
أخي/ أبو موسى

مقالك في الصميم حقاً....نسأل الله التوفيق والصلاح

يقول أينشتاين ...لو لم تكن الأمانة موجودة لتوجب اختراعها....

أبو موسى

بارك الله فيك وفي قلمك....أعجبني بحق ما نثر قلمك الذهبي هنا

تقبل مروري وفائق تقديري

مفرح التليدي 01-20-2012 06:56 AM

رد: وحملها الانسان انه كان ضلوما جهولا
 
أخي أبو موسى كتب الله أجرك وغفر ذنبك ويسر أمرك


وجعل لك من كل هم فرجا ورزقك من حيث لاتحتسب


مقال رائع جدا فواصل الابداع والامتاع شكر الله لك


الساعة الآن 09:08 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون