يتفق بعض الـ"ديكورات" الداخلية واهتمام المستهلكين بعوالم محددة، ككرة القدم والسيارات والطائرات واليخوت... في هذا الإطار، تحظى لعبة كرة القدم بشعبية واسعة في السعودية، على غرار دول عدة، وتشكّل سبباً لتعصّب كثيرين لأندية رياضية محلية وعالمية، فيحرصون على نقل أجواء الملاعب إلى "ديكورات" منازلهم، مع تطعيمها بــ"أيقوناتهم" في هذا المضمار.

"عالم التصميم بالسعودية يشهد تبدلات بالجملة في الفترة الأخيرة، أهمّها أنّه لم يعد يخضع لمزاجية مصممي الديكور بشكل كامل، بل بات هؤلاء يولون وجهات نظر عملائهم أهميةً، ويلبون طلباتهم التي تنحو أخيراً في اتجاه تظهير منازل بــ"شخصيات" متفردة لا تتخلف عن مواكبة ركب الموضة العالمية، بعد أن كانت "الديكورات" عينها تتكرر في المساكن السعودية".

"الديكورات الشبابية التي تبرز اهتماماً برياضات مختلفة وعوالم المحركات تروج أخيراً محلياً، وتشمل طباعة صور نجوم الكرة وشعارات الأندية الرياضية على أقمشة أرائك ومقاعد غرف الاستقبال والطعام والاستراحات الملحقة بمساحات المنزل وأسرّة غرف النوم والستائر. كما تمتد إلى الجدران، حيث من المضحك أن نرى صور نجوم الكرة السعودية، مثل: ياسر القحطاني وناصر الشمراني وعمر السومة ومحمد السهلاوي... بجانب صور المالكين، بدون إغفال لاعبي الفرق الغربية، وخصوصاً الإنكليزية والاسبانية". ويلفت إلى أن "ما تقدّم كان أشعل المنافسة بين مصممي الديكور في السعودية بهدف بلورة أفكار هواة الرياضة إلى واقع مبهر لا يخلو في بعض الأوقات من غرابة!".

"ثمة إقبال أيضاً على صور لمشاهير في مجالات أخرى كالتمثيل والموسيقى، و"أفيشات" الأفلام القديمة، بالإضافة إلى ملصقات وأوراق جدران متوفرة لمحبي عالم السيارات وأخرى لمدن ومعالم سياحية...".

في الإطار عينه، يتمّ توزيع الألوان التي تتخذها الأندية الرياضية شعارات لها وأزياءً للاعبيها على جدران غرف "مهووسي" الكرة، وذلك من خلال طلائها بشكل جذاب، بالأبيض والأزرق لعشاق فريق "الهلال" السعودي، والأصفر والأزرق لــ"النصر"، والأسود والأصفر لــ"الاتحاد"، والأخضر والأبيض لــ"الأهلي"، بالإضافة إلى ألوان فرق عالمية تمتد قاعدة جماهيرها حتى السعودية!

عموماً، تتماشى الألوان المذكورة مع اتجاهات الديكور الحديثة، حيث تتصدر الأصباغ الصارخة واللماعة الواجهات، بدون المساومة على البساطة والعملية شعار التصميم الصناعي المعاصر.

وتحقيقاً للتناغم بين مكونات المكان : "لا تخرج طاولات التقديم والضيافة وقطع "الأكسسوارات" عن هذا الميل في الديكور".

ولعل اللافت أن ما تقدّم ليس حكراً على غرف الشباب، بل تدخل الرياضة عموماً، وكرة القدم خصوصاً، مجال اهتمام الشابات السعوديات، إذ تتخلّى غرفهن عن الزهري والوردي والبنفسجي أخيراً، لتحل محلّها ألوان وشعارات الأندية الرياضية المضلة لديهن، كما صور النجوم والمشاهير.