منتديات قبائل ال تليد

منتديات قبائل ال تليد (https://www.al-taleed.com/vb/index.php)
-   - القسـم الاسلامـي (https://www.al-taleed.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الأمــثـال فـــي الـــقرآن (https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=3058)

أمـــــــــــــيـــــرة 10-08-2009 06:27 AM

الأمــثـال فـــي الـــقرآن
 

الحمد لله الذي أوضح لنا سبيل الهداية ، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية،

والصلاة والسلام على النبي المصطفى
والرسول المجتبى، المبعوث رحمة للعالمين، وقدوة للسالكين
وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.







الأمثال في القرآن


ضرب الأمثال للناس أسلوب قرآني اعتمده القرآن لتقريب الحقائق للناس، ليفرقوا بين ما هو حق فيتبعوه، وما هو باطل فيجتنبوه، وليميزوا بين ما هو خير فيتمسكوا به، وما هو شر فيبتعدوا عنه، فأنت تجد في القرآن أمثال أهل الخير وأهل الشر، وأمثال أهل الحق وأهل الباطل، وأمثال أهلالتوحيد وأهل الشرك، قال تعالى: { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون } (الزمر:27) .
تناولت الأمثال القرآنية كثيرًا من القضايا التي تحيط بالإنسان في هذه الحياة؛ كقضايا الكفر والإيمان، والإيمان والنفاق، والهدى والضلال، والعلم والجهل، والخير والشر، والغنى والفقر، والحياة الدنيا والحياة الآخرة، وغير ذلك من القضايا .

ومن بين تلك القضايا التي تناولتها الأمثلة القرآنية قضية الحق والباطل، قال تعالى: {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال } (الرعد:14)



شبه الوحي الذي أنزله لحياة القلوب والأسماع والأبصاربالماء الذي أنزله لحياة الأرض بالنبات


وشبه القلوب بالأودية فقلب كبير يسع علما عظيما كواد كبير يسع ماء كثيرا



وقلب صغير إنما يسع بحسبه كالوادي الصغير فسالت أودية بقدرها



واحتملت قلوب من الهدى والعلم بقدرها كما أن السيل إذا خالط الأرض ومر عليها احتملت غثاء وزبدا



فكذلك الهدى والعلم إذاخالط القلوب أثار ما فيها من الشهوات والشبهات ليقلعها ويذهبها



كما يثيرالدواء وقت شربه من البدن أخلاطه فتكرب بها شاربه وهي من تمام نفع الدواء



فانه أثارها ليذهب بها فإنه لا يجامعها ولا يساكنها وهكذا {يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ}



ثم ذكر المثل الناري فقال: {وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ}



وهو الخبث الذي يخرج عند سبك الذهب والفضة والنحاس والحديد فتخرجه النار وتميزه وتفصله عن الجوهر الذي ينتفع به فيرمى ويطرح ويذهب جفاء فكذلك الشهوات والشبهات يرميها قلب المؤمن ويطرحها ويجفوها كما يطرح السيل والنار ذلك الزبد والغثاء والخبث
ويستقر في قرار الوادي الماء الصافي الذي يسقي منه الناس ويزرعون ويسقون أنعامهم
كذلك يستقر في قرار القلب وجذره الإيمان الخالص الصافي الذي ينفع صاحبه وينتفع به غيره



ومن لم يفقه هذين المثلين ولم يتدبرهما ويعرف ما يراد منهما فليس من أهلهما والله الموفق.



أمثال القرآن لابن القيم رحمه الله







---------------------------------------


يتبع بمثل آخر إن شاء الله تعالى
http://farm3.static.flickr.com/2239/...9a7bf7d7_o.gif

الكاسر 10-08-2009 07:00 AM

رد: الأمــثـال فـــي الـــقرآن
 
بارك الله فيك اختي اميرة مجهود جميل وقيم جزاك الله خير

أمـــــــــــــيـــــرة 10-08-2009 11:27 AM

رد: الأمــثـال فـــي الـــقرآن
 
أخـ!أنا!ـوك
http://shefaa.org/Upload/upfiles/438...9439850gif.gif

الفتى الذهبي 10-08-2009 01:33 PM

رد: الأمــثـال فـــي الـــقرآن
 
اميرة جزاك الله خير وبارك الله فيك

ابو فواز 10-08-2009 01:44 PM

رد: الأمــثـال فـــي الـــقرآن
 
بارك الله فيك ونفع بك الاسلام والمسلمين

لك مني خالص الدعاء

الذوق الرفيع 10-08-2009 07:38 PM

رد: الأمــثـال فـــي الـــقرآن
 
شكرا اميرة موضوع رائع


http://pic.alfrasha.com/data/media/51/s27771.gif

أمـــــــــــــيـــــرة 10-09-2009 05:06 AM

رد: الأمــثـال فـــي الـــقرآن
 
الفتى الذهبي

ابو فواز

الذوق الرفيع
http://shefaa.org/Upload/upfiles/rdd34qc8.gif
http://shefaa.org/Upload/upfiles/115.gif


أمـــــــــــــيـــــرة 10-09-2009 05:09 AM

رد: الأمــثـال فـــي الـــقرآن
 



قال تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِاللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}

النور : 39. 40


ذكر سبحانه للكافرين مثلين مثلا بالسراب ومثلا بالظلمات المتراكمة

وذلك لأن المعرضين عن الهدى والحق نوعان أحدهما من يظن أنه على شيء فيتبين له عند انكشاف الحقائق خلاف ما كان يظنه وهذه حال أهل الجهل وأهل البدع والأهواء الذين يظنون أنهم على هدى وعلم فإذا انكشفت الحقائق تبين لهم أنهم لم يكونوا على شيء وأن عقائدهم وأعمالهم التي ترتبت عليها كانت كسراب يرى في أعين الناظرين ماء ولا حقيقة له وهكذا الأعمال التي لغير الله عز وجل وعلى غير أمره يحسبها العامل نافعة له وليست كذلك وهذه هي الأعمال التي قال الله عز وجل فيها {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً}

وتأمل جعل الله سبحانه السراب بالقيعة وهي الأرض الخالية القفر من البناء والشجر مثل من عمله كسراب أو في بجر لجي والنبات والعالم فمحل السراب أرض قفر لا شيء بها والسراب لا حقيقة له
وذلك مطابق لأعمالهم وقلوبهم التي أقفرت من الإيمان والهدى
وتأمل ما تحت قوله: {يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً} والظمآن الذي اشتد عطشه فرأى السراب فظنه ماء فتبعه فلم يجده شيئا بل خانه أحوج ما كان إليه فكذلك هؤلاء لماكانت أعمالهم على غير طاعة الرسل ولغير الله جعلت كالسراب فرفعت لهم أظمأ ما كانوا إليها فلم يجدوا شيئا ووجدوا الله سبحانه ثم فجازاهم بأعمالهم ووفاهم حسابهم

وفي الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث التجلي يوم القيامة ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها السراب فيقال لليهود وما كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد عزيرا ابن الله فيقال كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد فما تريدون قالوا: نريد أن تسقينا فيقال اشربوا فيتساقطون في جهنم ثم يقال للنصارى ما كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال كذبتم ما كان لله صاحبة ولا ولد فما تريدون فيقولون أن تسقينا فيقال لهم اشربوا فيتساقطون وذكر الحديث

وهذه حال كل صاحب باطل فإنه يخونه باطله أحوج ما كان إليه فإن الباطل لا حقيقة له وهو كاسمه باطل
فإذا كان الاعتقاد غير مطابق ولا حق كان متعلقه باطلا وكذلك إذا كانت غاية العمل باطلة
كالعمل لغير الله عز وجل أو على غير أمره بطل مثل من عرف الحق والهدى وعمل بغيره بطل العمل ببطلان غايته وتضرر عامله ببطلانه وبحصول ضد ما كان يؤمله فلم يذهب عليه عمله واعتقاده لا له ولا عليه بل صار معذبا بفوات نفعه وبحصول ضد النفع
فلهذا قال تعالى: {وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}
فهذا مثل الضال الذي يحسب أنه على هدى.


أمثال القرآن لابن القيم رحمه الله


-----------------------------

يتبع إن شاء الله تعالى


الساعة الآن 03:28 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون