منتديات قبائل ال تليد - لولم تحج .. حج بقلبك.

لو لم تحج .. حج بقلبك !
بقلم : أ/ أمل الشقير

هل أنتَ مستعد لأن تعيش روحانيّة عشر ذي الحجة ؟
هل أنهيتَ أشغالك و لوازم بيتك ، ومستلزمات العيد و رتبت جميع أمورك ؟
هل راقبت خطرات قلبك ، وهذّبت نزواتك ؟
كيف هي علاقتك مع ربك ؟
كيف هي علاقاتك مع الآخريـن ؟
وهل همّتك مشحوذه ، وقلبك ملتهف يترقب ؟!
هل بدأ رمشُك يرفُ شوقاً
ودمعة اللهفه تتلألأ في عينيك لـ عشرٍ مبآركات ؟
هل اشتآقت آذنيك لـ سماع : لبيك اللهم لبيك ؟
هل روحك متلهفه لـ روحانية الحج ولو لم تحج ؟
إن كان جوآبك هو " لا "
فمن الآن فبادر !
غدآ ستهل علينا العشر المباركة التي أقسم الله فيها فقآل { والفجر وليالٍ عشر } - بلّغنآ الله إياها -
فاحرص على ألا تدخل عليك هذه الأيام إلا وقد أعددت لاستقبآلها العدة .
تأمل قول الله تعالى { ولو أرادو الخروج لأعدو لهُ عدة }
سؤال صريح : هل عدتك جاهزة ؟
أم أن الخمول والكسل يعتريآن همتك ؟
أمَا تخشى أن تكون من الذين { كره الله انبعاثهم فثبطهم }
عليك من اليوم أن تبادر إلى تفريغ قلبك من كل شاغل قبل أن تدخل عليك العشر .
حتى اذا مابلغك الله إياها ؛ تذوقت حلاوتها ، وانست بأيامها ، وتضلعت من قراءة كتاب ربك فيها ، وتنعمت بالصوم والصلاة والقيام والذكر بلذه وأُنس .
فرّغ قلبك الليله ، سامح واصفح واغفر الزلل ، قبّل رأس والديك ، وتأكد من رضاهما عنك .
لم شعث نفسك وقل لها : " ماأدراكِ ! فقد تكون هذه هي أخر عشر تدركينها !!!
أنتَ مقبلٌ ان شاء الله على رحلة إيمانية مُمتعة لن يركب سفينتها إلا أنتَ وأقوامٌ صالحون ، ولكنهم أخفياء أتقياء ، لايعلم عن أحوالهم إلا الله !
لقد أخفوا عن الخلق أعمالهم الصالحه فأخفى الله لهم الثواب الجزيل : { فلا تعلم نفس ماأخفي لهم من قرة أعين }
فكُن مثلهم خفياً تقياً نقياً لاتعلم يمينك ماأنفقت شمالك ، تدمع عينك خشية من الله فتصد بالدمع عنهم .
أعلم أن ذلك ليس يسيراً على أنفسنا ، فقد أغرقتنا الدنيا بلهوها وزينتها ولكن لايخفى علينا أجر من جاهد نفسه فإنه مأجور على مايلاقيه من نصب ومشقه في تفريغ قلبه لاستقبال العشر ، فكلما فترت همتك و وهن عزمك ، تذكر وعد الله لك { والذين جاهدو فينا لنهدينهم سبلنا }
أما علمت أن العمل فيها أحب إلى الله من غيرها ؟
أما علمت أن فيها يوم عظيم يعتق الله فيه عباده من النار أكثر من غيره من الأيام ؟
أما علمت أن صيام ذلك اليوم يكفر الله به ذنوب سنه ماضيه وسنه قادمه !!.
بل وإن الله في ذلك اليوم يُباهي بنا ملائكته !
ياالله كم اشتآقت أرواحنا إليكِ ياعشر ، كم اشتقنآ إلى أيامك ، وإلى ضمأ هواجرك لتقربنا إلى الله زلفى ، فتقوى العلائق بين العبد والرب حتى لكأنّ أرواحنا تطوف وتُحلق في نعيم تلو نعيم وعبادة تلو عبادة .
ارسم اليوم خطتك انوِ أن تعمل صالحاً واسأل الله القبول قم هذه الليلة في السحر وانطرح بين يديه ، نآجه .. ونآده
وقل يآرب أنا مقبلٌ عليك وأنت قد وعدت و وعدك الحق إنني إن تقربت إليك شبراً تقربتُ إليّ ذراعاً وإن تقربتُ إليك ذراعاً تقربتُ إليّ باعاً وإن أتيتك أمشي أتيتني هرولة .
وإني ياالله لطامعٌ في الركض إليك ، فأعني على نفسي وإخسأ شيطاني ، واصرف قلبي عن زينة الدنيا !
انطرح بين يدي ربك وتذلل له وارسل على وجنتيك دموعاً حَبَستها ملهيات الدنيا عن البكاء من خشية الله ونآدِ يارب إن عشرك الفضيلة قد أقبلت وإني إليك راغب ومازلت في شهر ذي القعدة لكني عجلتُ إليك ربي لترضى
يياارب لم تكتب لي الحج فلاتحرمني أن يحج قلبي إليك تآئباً منيباً ..❤️