منتديات قبائل ال تليد

منتديات قبائل ال تليد (https://www.al-taleed.com/vb/index.php)
-   - القسـم الاسلامـي (https://www.al-taleed.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الإسراف وضرره في الدين والدنيا (https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=19254)

أمـــــــــــــيـــــرة 02-04-2013 07:43 PM

الإسراف وضرره في الدين والدنيا
 
بسم الله الرحمن الرحيم
[FONT="]الإسراف وضرره في الدين والدنيا
[FONT="]إنَّ الحمد لله نحمده،
[FONT="]ونَسْتعينه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شُرور أنفُسِنا، وسيِّئات أعمالنا[/FONT], [FONT="]من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له, و أشهد أنْ لا إله إلا[/FONT][FONT="]الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله[/FONT].

[FONT="]أمَّا بعد[/FONT]:
[FONT="]فمِمَّا لا شكَّ فيه أنَّ الإسرافَ وما في[/FONT] [FONT="]معناه من التَّبذير والتَّرَف، مِن الأمراض الاجتماعية والاقتصادية[/FONT] [FONT="]الخطيرة، التي تُهدِّد الأمم والشعوب، سواء المتقدِّمة منها، أم[/FONT] [FONT="]المتخلِّفة، فالأمر سيَّان؛ لأن التَّرف والبذَخ بداية النِّهاية[/FONT].

[FONT="]ولقد أشارت الآيات القرآنيَّة إلى الإسراف والمُسْرفين في واحد وعشرين موضعًا؛ لِخُطورته على الأفراد والجماعات، من ذلك[/FONT]:
[FONT="]قوله[/FONT]: [FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]قُلْ[/FONT][FONT="]يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا[/FONT][FONT="]مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ[/FONT][FONT="]هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[/FONT] [FONT="]﴾ [/FONT][[FONT="]الزمر: 53[/FONT]].

[FONT="]وقوله[/FONT]: [FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]وَمَا[/FONT][FONT="]كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا[/FONT][FONT="]وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى[/FONT][FONT="]الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[/FONT] [FONT="]﴾ [/FONT][[FONT="]آل عمران: 147[/FONT]].
[FONT="]وغير ذلك من الآيات البينات في ذمِّ الإسراف والمسرفين دينًا ودُنْيا[/FONT].

[FONT="]وبادئَ ذي بدءٍ، ينبغي أن نبدأ مقالتَنا[/FONT] [FONT="]بالتعريف اللُّغوي والشرعي للإسراف وما في معناه من التبذير والتَّرف؛[/FONT] [FONT="]لِيُدرك القارئُ الكريم أوجُهَ الاختلاف بينها[/FONT].

[FONT="]المعنى اللغوي والشرعي للإسراف[/FONT]:
[FONT="]قال ابن منظور في "اللِّسان[/FONT]":
"[FONT="]السَّرَف والإسراف مُجاوزة القَصْد،[/FONT] [FONT="]وأسرف في ماله: عجَّلَ من غير قصد، وأما السَّرف الذي نَهى الله عنه، فهو[/FONT] [FONT="]ما أُنْفِق في غير طاعة الله، قليلاً كان أم كثيرًا، والإسراف في النفقة[/FONT] [FONT="]التبذير... وقيل: هو مُجاوزة القصد في الأكل مِمَّا أحلَّه الله"؛ اهـ،[/FONT] [FONT="]انظر[/FONT]: "[FONT="]لسان العرب[/FONT]" [FONT="]لابن منظور، (9/ 148) مادة بذر[/FONT].

[FONT="]أما التعريف الشرعي للإسراف[/FONT]:
[FONT="]فقد قال الحافظ ابن حجر هو[/FONT]: "[FONT="]مُجاوزة الحدِّ في كلِّ فعل أو قول، وهو في الإنفاقِ أشْهَر[/FONT]"[FONT="]؛ انظر[/FONT] "[FONT="]فَتْح الباري بشرح صحيح البخاري[/FONT]" [FONT="]لابن حجر العسقلاني، كتاب اللباس، (16/ 323[/FONT]).

[FONT="]ويتبيَّن لنا مِمَّا سبق أنَّ المعنى[/FONT] [FONT="]اللُّغوي لا يَختلف كثيرًا عن المعنى الشَّرعي، فهو أيضًا مُجاوزة الحدِّ[/FONT] [FONT="]في إنفاق المال وغيْره[/FONT].

[FONT="]وجاء في "أدب الدُّنيا والدين" (ص 299[/FONT]):
"[FONT="]واعلم أن السَّرَف والتبذير قد يفترق[/FONT] [FONT="]معناهُما، فالسَّرف: هو الجهل بِمَقادير الحقوق، والتبذير: هو الجهل[/FONT] [FONT="]بِمَواقع الحقوق، وكِلاهُما مذمومٌ، وذَمُّ التبذير أعظم؛ لأن المُسْرِف[/FONT] [FONT="]يُخطئ في الزِّيادة، والمبذِّر يُخطئ في الجهل"؛ اهـ[/FONT].

[FONT="]وينبغي كذلك أن يُدْرِك المسلم جيِّدًا[/FONT] [FONT="]أنَّ الإسراف وما في معناه من التبذير والتَّرَف يشكِّلون جميعًا مثلَّثًا[/FONT] [FONT="]لكيد الشيطان وتلبيسه، على رأس المثلث الإسراف، وضِلْعاه التبذير والتَّرف[/FONT].

[FONT="]وهذا المثلث الشيطانِيُّ أصاب الأُمَّة[/FONT] [FONT="]الإسلامية بأمراض اجتماعيَّة ونفسية وبدنيَّة خطيرة في الدِّين والدُّنيا،[/FONT] [FONT="]كما سوف نبيِّن في هذه المقالة[/FONT].

[FONT="]ولِهذا كان لهذا المثلث الشيطاني في[/FONT] [FONT="]الكتاب والسُّنة من القَدْح والذمِّ، والترغيب والتَّرهيب - الشيءُ الكثير،[/FONT] [FONT="]ولكن ينبغي أن نبيِّن أنَّ الإسراف، سواء في الدِّين أم الدُّنيا يندرج[/FONT] [FONT="]تحت ثلاثة أقسام، وها هي بإيجازٍ شديد[/FONT]:
[FONT="]القسم الأول[/FONT]: [FONT="]إسرافٌ محرَّم شرعًا، حرَّمه الله ورسولُه[/FONT].
[FONT="]القسم الثاني[/FONT]: [FONT="]إسراف مكروه، وهو ما جاوز الشَّرعَ وتعاليمه، وله أصل في الدين[/FONT].
[FONT="]القسم الثالث[/FONT]: [FONT="]إسراف مباح، وهو ما أباحه واستحبَّه الشرعُ بشروط، ولَم يقيِّده بحدٍّ معيَّن[/FONT].

[FONT="]وإذا أدركنا ماهيَّة كلِّ قسمٍ من أقسام[/FONT] [FONT="]الإسراف وما يدور في مَداره من التبذير والتَّرف، يكون من اليسير على[/FONT] [FONT="]القارئ الكريم عند قراءته لِهذه المقالة، وبيانِ أنواع الإسراف المختلفة[/FONT] - [FONT="]إدراكُ إلى أيِّ قسمٍ ينتمي هذا النوع من الإسراف أو ذاك؟[/FONT]

[FONT="]وإليك - أخي القارئ - مثالاً من كلِّ قسمٍ؛ لِمَزيدٍ من البيان والتوضيح، وبشرح أهل العلم الثِّقات، والله المستعان[/FONT].

[FONT="]القسم الأول: الإسراف المحرَّم[/FONT]:
[FONT="]ونكتفي هنا بِمثالٍ واحد؛ منعًا للإطالة وهو[/FONT]:

[FONT="]الإسراف في القتل[/FONT]:
[FONT="]والقتل كبيرةٌ من كبائر الذُّنوب وأعظمها،[/FONT] [FONT="]بَعْدَ الشِّرك، ولم يُبِحِ الشرعُ القتْلَ إلاَّ في أضيق نطاق، كالقصاص[/FONT] [FONT="]من القاتل، وقتل المرتدِّ عن دينه، وما أشبهَ ذلك؛ حتَّى تستقيم حياةُ[/FONT] [FONT="]الناس دينًا ودنيا[/FONT]...

[FONT="]قال تعالى[/FONT]: [FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]وَلَا[/FONT][FONT="]تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ[/FONT][FONT="]قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ[/FONT][FONT="]فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا[/FONT] [FONT="]﴾ [/FONT][[FONT="]الإسراء: 33[/FONT]].

[FONT="]قال الشوكانِيُّ في "فتح القدير" ما مُختصره[/FONT]:
"[FONT="]والمراد بالتي حرَّم الله التي جعلها[/FONT] [FONT="]معصومة بعصمة الدِّين أو عصمة العهد، والمراد بالحقِّ الذي استثناه هو ما[/FONT] [FONT="]يُباح به قتْلُ الأنفس المعصومة في الأصل، وذلك كالرِّدَّة والزِّنا من[/FONT] [FONT="]المُحصن، وكالقصاص من القاتل عمدًا عدوانًا، وما يلتحق بذلك، والاستثناء[/FONT] [FONT="]مفرَّغ؛ أيْ: لا تقتلوها بسببٍ من الأسباب، إلاَّ بسببٍ مُتلَبِّسٍ[/FONT] [FONT="]بالحقِّ، أو إلا متلبِّسين بالحق، ثم بيَّن حُكْم بعض المقتولين بغير حقٍّ،[/FONT] [FONT="]فقال[/FONT]: [FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]ومن قُتِل مظلومًا[/FONT] [FONT="]﴾؛ أي: لا بسببٍ من الأسباب المسوِّغة لقَتْله شرعًا ﴿[/FONT] [FONT="]فقد جعلنا لوليِّه سلطانًا[/FONT] [FONT="]﴾؛ أي: لمن يَلِي أمْرَه من ورَثتِه إن كانوا موجودين، أو مِمَّن له سلطان[/FONT] [FONT="]إن لم يكونوا موجودين، والسُّلطان: التسلُّط على القاتل؛ إن شاء قتَل، وإن[/FONT] [FONT="]شاء عفا، وإن شاء أخذ الدِّية[/FONT].

[FONT="]ثُم لَمَّا بيَّن إباحة القصاص لِمَن هو مستَحِقٌّ لِدَم المقتول أو ما هو عوض عن القصاص، نَهاه عن مُجاوزة الحدِّ، فقال[/FONT]: [FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]فلا يسرف في القتل[/FONT] [FONT="]﴾؛ أيْ: لا يُجاوِزْ ما أباحه الله له، فيَقْتل بالواحد اثنين أو جماعة، أو يُمثِّل بالقتيل، أو يعذِّبه[/FONT]".

[FONT="]ثم قال - رحمه الله - في قوله - تعالى[/FONT] -: [FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]إنَّه كان منصورًا[/FONT] [FONT="]﴾؛ "يعني: الولِيَّ، فإنَّ الله - سبحانه - قد نصره بإثبات القصاص له،[/FONT] [FONT="]بِما أبرزه من الحُجَج، وأوضَحه من الأدلَّة، وأمر أهل الولايات بِمَعونته[/FONT] [FONT="]والقيام بحقِّه، حتَّى يستوفيه، ويجوز أن يكون الضمير راجعًا إلى المقتول؛[/FONT] [FONT="]أيْ: إنَّ الله نصَرَه بوليِّه"؛ اهـ (انظر[/FONT]: "[FONT="]فتح القدير[/FONT]" [FONT="]للشوكاني 4/ 303[/FONT]).

[FONT="]وفي[/FONT] [FONT="]الأحاديث النبويَّة الصحيحة تحذيرٌ من القتل بغير حقٍّ، ولقد جعل النبيُّ[/FONT] - [FONT="]صلَّى الله عليه وسلَّم - القتلَ من كبائر الذنوب وأعظمِها بعد الكفر[/FONT] [FONT="]بالله, وأكتفي هنا منعًا للإطالة بحديثٍ واحد في الصَّحيحين، وفيه الكفاية[/FONT].

[FONT="]عن أبي هريرة: ((اجتنبوا السَّبع الموبقات)) قالوا: وما هي يا رسول الله؟[/FONT] [FONT="]قال: ((الشِّرك بالله، والسِّحْر، وقَتْل النَّفس التي حرَّم الله إلا[/FONT] [FONT="]بالحق، وأكل الرِّبا، وأكل مال اليتيم، والتولِّي يوم الزَّحف، وقذف[/FONT] [FONT="]المُحصَنات المؤمنات الغافلات))؛ (أخرجه البخاري في باب رَمْي المُحصنات،[/FONT] [FONT="]ح/ 2560, ومسلمٌ في الكبائر، ح/ 129[/FONT]).

[FONT="]قال ابن تيميَّة - رحمه الله - في "الاستقامة" ما مُختصَره[/FONT]:
[FONT="]وترتيب الكبائر ثابتٌ في الكتاب والسُّنة، كما في[/FONT] "[FONT="]الصحيحين[/FONT]" [FONT="]عن عبدالله بن مسعود قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الذَّنب أعظم؟ قال[/FONT]: (([FONT="]أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقَك))، قلت: ثُم أيُّ؟ قال: ((أن تقتل ولدَك؛[/FONT] [FONT="]خشية أن يطعم معك))، قلت: ثم أيُّ؟ قال: ((أن تُزَاني بِحليلة جارِك[/FONT]))[FONT="]،[/FONT] [FONT="]وتصديق ذلك في كتاب الله[/FONT]: [FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]وَالَّذِينَ لَا[/FONT][FONT="]يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي[/FONT][FONT="]حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ[/FONT] [FONT="]﴾ [/FONT][[FONT="]الفرقان: 68]؛[/FONT] ([FONT="]أخرجه البخاري في التفسير، ح[/FONT]/ 4389).

[FONT="]ولِهذا قال الفقهاء: أكبَرُ الكبائر[/FONT] [FONT="]الكفر، ثم قتل النَّفس بغير حقٍّ، ثم الزِّنا، لكن النبِيَّ - صلى الله[/FONT] [FONT="]عليه وسلَّم - ذكر لابن مسعود من جِنْس أعلى فأعلى؛ الكفر هو أن تجعل لله[/FONT] [FONT="]ندًّا، بخلاف الكتابي الذي ليس بِمُشرك فإنَّه دون ذلك، وأعظمُ القَتْل[/FONT] [FONT="]قتْلُ ولدك، وأعظم الزِّنا الزنا بحليلة الجار؛ اهـ (انظر[/FONT] "[FONT="]الاستقامة[/FONT]" [FONT="]لابن تيميَّة ص 468[/FONT]).

[FONT="]القسم الثانِي: الإسراف المكروه[/FONT]:
[FONT="]الإسراف المكروه هو إسرافٌ في أمر له أصل[/FONT] [FONT="]في الشرع، ولكن بخروجه عن حدِّ الاعتدال المأمور به صار مكروهًا وإسرافًا[/FONT] [FONT="]مَمْقوتًا، لم يأمر به الشَّرع بل نَهى عنه, وينطبق هذا على ما يخصُّ أمور[/FONT] [FONT="]الدُّنيا، فإنْ كان في الدِّين، فالأصل فيها التوقُّف، وعدم الزيادة عمَّا[/FONT] [FONT="]شُرع؛ لأنه يؤدِّي إلى التنطُّع المكروه، وهو الزيادة عن السُّنة فيما له[/FONT] [FONT="]أصل، ولم يأمر به النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويُخاف على مَن يرتكبه[/FONT] [FONT="]مِن الزيادة فيما لم يشرع النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأمته[/FONT] [FONT="]أصلاً، وهو البدعة المُحرَّمة قطعًا، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار[/FONT].

[FONT="]ولقد أمرَنا الله بطاعة رسوله - صلَّى[/FONT] [FONT="]الله عليه وسلَّم - في كلِّ ما يَخُصُّنا دينًا ودنيا، ونَهانا عن[/FONT] [FONT="]مُخالفته، وعلى المسلم أن يتَّبِع ولا يبتدع، والآيات والأحاديث في الترهيب[/FONT] [FONT="]من ذلك كثيرة، منها[/FONT]:
[FONT="]قوله - تعالى[/FONT] -: [FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]فَلَا[/FONT][FONT="]وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ[/FONT][FONT="]ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ[/FONT][FONT="]وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[/FONT] [FONT="]﴾ [/FONT][[FONT="]النساء: 65[/FONT]].

[FONT="]وقوله - تعالى[/FONT] -: [FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا[/FONT] [FONT="]﴾ [/FONT][[FONT="]الحشر: 7[/FONT]].

[FONT="]ومن الأحاديث النبوية الصحيحة قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كلُّ[/FONT] [FONT="]أمَّتي يدخلون الجنَّة إلا من أبَى))، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟! قال[/FONT]: (([FONT="]من أطاعني دخل الجنَّة، ومن عصاني، فقد أبى[/FONT])).

[FONT="]وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((هلك المتنطِّعون)) قالَها ثلاثًا؛ أخرجه مسلمٌ في العلم (2670), وأبو داود في السُّنة (4608[/FONT]).

[FONT="]قال النوويُّ: قوله - صلَّى الله عليه[/FONT] [FONT="]وسلَّم -: ((هلك المتنطِّعون))؛ أيِ: المتعمِّقون الغالون المُجاوزون[/FONT] [FONT="]الحدودَ في أقوالِهم وأفعالهم[/FONT].

[FONT="]وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو[/FONT] [FONT="]ردٌّ))؛ أخرجه البخاريُّ في الصُّلح (2697), ومسلمٌ في الأقضية (1718[/FONT]).

[FONT="]وفي رواية مسلمٍ بلفظ: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو ردٌّ[/FONT])).

[FONT="]ومِن ثَمَّ سنكتفي هنا منْعًا للإطالة[/FONT] [FONT="]بتوضيح ماهيَّة السَّرف المكروه في كلٍّ من الدِّين والدنيا مع ضَرْب[/FONT] [FONT="]مثالٍ، ونُبيِّن أضراره، ونستشهد بالأدلة الشرعية من الكتاب أو السُّنة[/FONT] [FONT="]الصحيحة؛ لِيَحيا من حيَّ عن بيِّنة، ويهلِك من هلك عن بينة، والله[/FONT] [FONT="]المستعان[/FONT].

[FONT="]أولاً: الإسراف المكروه في الدِّين[/FONT]:
[FONT="]قلنا: إنَّ الأصل في الدِّين أو العبادات[/FONT] [FONT="]التوقُّف وعدم مُجاوزة الشَّرع فيما لم يرخَّص فيه، حتَّى لو كان له أصلٌ[/FONT] [FONT="]في الشَّرع، كالصَّلاة، والصِّيام، والصَّدقة... إلخ[/FONT].

[FONT="]لماذا؟[/FONT]
[FONT="]لأنه يؤدِّي بالضرورة إلى التنطُّع[/FONT] [FONT="]والغلُوِّ في الدين، وربما يؤدِّي إلى الزِّيادة فيما لم يشرع لنا الله[/FONT] [FONT="]ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيقع صاحِبُها في البدعة المحرَّمة،[/FONT] [FONT="]والعياذ بالله، ومثالٌ على ذلك[/FONT]:
[FONT="]السَّرف في التعبُّد، وإهْمال الحقوق، ومن أدلته[/FONT]:
[FONT="]حديث[/FONT] [FONT="]أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: جاء ثلاثةُ رهْطٍ إلى بيوت أزواج[/FONT] [FONT="]النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يسألون عن عبادة النبِيِّ - صلَّى[/FONT] [FONT="]الله عليه وسلَّم - فلما أُخْبِروا كأنَّهم تَقالُّوها، فقالوا: وأين نحن[/FONT] [FONT="]من النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما[/FONT] [FONT="]تأخَّر؟ قال أحدُهم: أما أنا فإنِّي أصلِّي الليل أبدًا، وقال آخَرُ: أنا[/FONT] [FONT="]أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النِّساء، فلا أتزوَّج أبدًا،[/FONT] [FONT="]فجاء رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إليهم، فقال: ((أنتم الذين قلتم[/FONT] [FONT="]كذا وكذا؟ أمَا والله إنِّي لأَخْشاكم لله، وأَتْقاكم له، لكنِّي أصوم[/FONT] [FONT="]وأُفْطِر، وأصلِّي وأرقد، وأتزوَّج النساء، فمن رغب عن سنَّتِي فليس[/FONT] [FONT="]منِّي))؛ (أخرجه البخاريُّ في النِّكاح (5063), ومسلمٌ بِمعناه في النكاح[/FONT] (1401).

[FONT="]ومن الحديث يتبيَّن رفض النبِيِّ - صلَّى[/FONT] [FONT="]الله عليه وسلَّم - لِهذا التنطُّع والغلُوِّ في العبادة، والزيادة فيها[/FONT] [FONT="]بِما لم يشرعه ويسنُّه لأمَّتِه، رغم شرعيَّة الأعمال التي أرادوا أن[/FONT] [FONT="]يعملَها هؤلاء الرَّهط؛ لأنَّه تشدُّد وإسراف يُخالف الطبيعة الإنسانية[/FONT] [FONT="]وقدرتَها على التحمُّل[/FONT].

[FONT="]وجاء في "سبُل السَّلام" للصَّنعاني (4/ 427) ما مُختصره[/FONT]:
"[FONT="]وهو دليلٌ على أنَّ المشروع هو الاقتصاد[/FONT] [FONT="]في العبادات دون الانْهِماك والإضرار بالنَّفس، وهجر المألوفات كلِّها،[/FONT] [FONT="]وأنَّ هذه الْمِلَّة المُحمَّدية مَبْنيَّة شريعتُها على الاقتصاد والتسهيل[/FONT] [FONT="]والتيسير وعدم التعسير؛ ﴿[/FONT] [FONT="]يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ[/FONT] [FONT="]﴾ [/FONT][[FONT="]البقرة: 185[/FONT]]"...

[FONT="]ثم قال: "وأراد - صلَّى الله عليه وسلَّم[/FONT] - [FONT="]بقوله: ((فمن رغب عن سنتي))؛ عن طريقتي ((فليس منِّي))؛ أيْ: ليس من أهل[/FONT] [FONT="]الحنيفيَّة السهلة، بل الذي يتعيَّن عليه أن يفطر؛ لِيَقوى على الصَّوم،[/FONT] [FONT="]وينام؛ ليقوى على القيام، وينكح النِّساء؛ ليعفَّ نظرَه وفرْجَه، وقيل: إنْ[/FONT] [FONT="]أراد مَن خالف هدْيَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وطريقته أنَّ الذي أتى[/FONT] [FONT="]به من العبادة أرجَحُ مِمَّا كان عليه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فمعنى[/FONT] [FONT="]ليس منِّي؛ أي: ليس من أهل ملَّتِي؛ لأن اعتقاد ذلك يؤدِّي إلى الكفر؛ اهـ[/FONT].

[FONT="]ثانيًا - الإسراف المكروه في الدنيا[/FONT]:
[FONT="]الإسراف المكروه فيما يخصُّ أمور الدُّنيا[/FONT] [FONT="]هو إسراف في أمور مباحة شرعًا، وسبب الكراهية فيها أنَّها تؤدِّي إلى[/FONT] [FONT="]أضرار وخيمة، سواء كانت بدنيَّة أم نَفْسية، أو غير ذلك, ومثالٌ على ذلك[/FONT]:

[FONT="]الإسراف في الطعام والشراب والْمَلبس[/FONT]:
[FONT="]وإليك التفصيل مع بيان الأدلَّة من الكتاب والسُّنة، والله المستعان[/FONT]:
[FONT="]بدَهيٌّ أنَّ الإسراف في الطعام والشراب[/FONT] [FONT="]الحلالِ له أضرارُه على الصِّحة، والإسراف في الملبس تبذيرٌ وترَفٌ[/FONT] [FONT="]مَكْروه، ما لم يُحَرِّمه الشرع، فإنْ كان حرامًا كلبس الرِّجال للحرير[/FONT] [FONT="]مثلاً، فيكون هذا سرفًا مُحرَّمًا قطعًا[/FONT].

[FONT="]قال تعالى[/FONT]: [FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]يَا[/FONT][FONT="]بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا[/FONT][FONT="]وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ[/FONT] [FONT="]﴾ [/FONT][[FONT="]الأعراف: 31[/FONT]].

[FONT="]قال الشَّوكاني في "فتح القدير" ما مختصره[/FONT]:
[FONT="]والزينة ما يتزيَّن به الناس من الملبوس، أُمروا بالتزيُّن عند الحضور إلى المساجد للصلاة والطواف... قوله[/FONT]: [FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا[/FONT] [FONT="]﴾ أمَرَ الله - سبحانه - عبادَه بالأكل والشُّرب، ونَهاهم عن الإسراف، فلا[/FONT] [FONT="]زُهْد في ترْك مَطْعَم ولا مشرب، وتاركه بالمرَّة قاتلٌ لِنَفْسه، وهو من[/FONT] [FONT="]أهل النَّار، كما صحَّ في الأحاديث الصحيحة، والمقلِّل منه على وجْه يضعف[/FONT] [FONT="]به بدَنُه، ويعجز عن القيام بِما يَجِب عليه القيام به من طاعةٍ أو سعيٍ[/FONT] [FONT="]على نَفْسه، وعلى مَن يعول - مُخالفٌ لِما أمر الله به وأرشد إليه، والمسرف[/FONT] [FONT="]في إنفاقه على وجهٍ لا يفعله إلاَّ أهل السَّفَه، والتبذير مُخالفٌ لِما[/FONT] [FONT="]شرعه الله لعباده، واقعٌ في النَّهي القرآني، وهكذا من حرَّم حلالاً، أو[/FONT] [FONT="]أحلَّ حرامًا، فإنه يَدْخل في المسرفين، ويخرج عن المقتصدين، ومِن الإسراف[/FONT] [FONT="]الأكلُ لا لِحاجة، وفي وقت شِبَع؛ اهـ (انظر[/FONT] "[FONT="]فتح القدير[/FONT]" [FONT="]للشوكاني 3/ 30[/FONT]).

[FONT="]وقال النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كلوا واشربوا والْبَسوا وتصدَّقوا في غير إسراف ولا مَخِيلَة))، وقال ابن عبَّاس[/FONT]: "[FONT="]كُلْ ما شئت، والبس ما شئت، ما أخطأَتْك اثنتان: سرَفٌ أو مخيلة[/FONT]"[FONT="]؛ (أخرجه البخاري في اللباس, والنَّسائي في الزكاة 2559[/FONT]).

[FONT="]وقال النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أيضًا: ((ما ملأَ ابنُ آدم وعاءً[/FONT] [FONT="]شرًّا من بطنه، حَسْبُ ابنِ آدم أكلاتٌ يُقِمْن صلْبَه، فإن كان فاعلاً لا[/FONT] [FONT="]مَحالة، فثلثٌ لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفَسه))؛ (انظر[/FONT] "[FONT="]السلسلة الصحيحة[/FONT]" 2265[FONT="]، و[/FONT]"[FONT="]صحيح الترغيب[/FONT]" 2135 [FONT="]للألباني[/FONT]).

[FONT="]وهكذا يتبيَّن لنا أنَّ الإسراف في المأكل والمشرب والملبس كله مَذْموم في الشريعة السمحاء[/FONT].

[FONT="]القسم الثالث: الإسراف المباح[/FONT]:
[FONT="]ونبدأ أوَّلاً بتعريف ما المقصود بالمباح؟[/FONT]
[FONT="]المباح عند علماء الأصول هو: ما أَذِن الشَّارعُ في فِعْله وتركه، وخلا من المَدْح أو الذَّم[/FONT].

[FONT="]ونضرب مثلاً للدلالة على ذلك فيما جاء عن[/FONT] [FONT="]المال وإنفاقه مِمَّا ذكره الحافظُ ابن حجر - رحمه الله - في شرحه لقول[/FONT] [FONT="]النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن الله حرَّم عليكم عقوقَ[/FONT] [FONT="]الأمَّهات، ومنْعًا وهات، ووَأْدَ البنات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة[/FONT] [FONT="]السؤال، وإضاعة المال))؛ (أخرجه البخاري في الآداب 2408, ومسلمٌ في الأقضية[/FONT] 593).

[FONT="]قال: "والحاصل في كثرة الإنفاق ثلاثةُ أوجه[/FONT]:
[FONT="]الأول[/FONT]: [FONT="]إنفاقُه في الوجوه المذمومة شرعًا، فلا شكَّ في منْعِه[/FONT].
[FONT="]والثاني[/FONT]: [FONT="]إنفاقه في الوجوه المَحْمودة شرعًا، فلا شكَّ في كونه مطلوبًا بالشرط المذكور[/FONT]http://downloads.roro44.com/87720.
[FONT="]والثالث[/FONT]: [FONT="]إنفاقه في الْمُباحات بالأصالة كملاذِّ النَّفْس، فهذا ينقسم قسمين[/FONT]:
[FONT="]أحدهما[/FONT]: [FONT="]أن يكون على وجه يليق بحال المنفِق، وبقدر ماله، فهذا ليس بإسراف[/FONT].
[FONT="]والثاني[/FONT]: [FONT="]ما لا يليق به عرفًا، وهو ينقسم أيضًا قسمين[/FONT]:
[FONT="]أحَدهما[/FONT]: [FONT="]ما يكون لِدَفْع مفسدة إمَّا ناجزة أو متوقَّعة، فهذا ليس بإسراف[/FONT].
[FONT="]والثاني[/FONT]: [FONT="]ما لا يكون في شيءٍ من ذلك، فالجمهور على أنه إسراف"؛ اهـ[/FONT].

[FONT="]ومن ثَمَّ يتبيَّن لنا أخي القارئ أنَّ المباح في الشرع ليس على إطلاقه في كل الأعمال، بل هو نوعان[/FONT]:
[FONT="]الأوَّل[/FONT]: [FONT="]أعمال أباحَتْها الشريعة وجاز الزِّيادة فيها دون تقييد أو تحديد مِثْل[/FONT] [FONT="]ذِكْر الله وتلاوة القرآن والدُّعاء والاستغفار وتعلُّم العلم الشَّرعي[/FONT]... [FONT="]إلخ[/FONT].

[FONT="]فهذا وغيره مما دلَّ عليه الشرع وهو مباح، وليس فيه سرف[/FONT].

[FONT="]ومن أمثلة وأدلَّة هذا النَّوع من الكتاب والسُّنة ما يلي[/FONT]:
[FONT="]قال تعالى عن الذِّكر[/FONT]: [FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[/FONT] [FONT="]﴾ [/FONT][[FONT="]الجمعة: 10[/FONT]].

[FONT="]وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه[/FONT] [FONT="]وسلَّم - يَذْكُر الله - تعالى - على كلِّ أحيانه"؛ (أخرجه مسلم في الحيض[/FONT] 373, [FONT="]والترمذي في الدَّعوات 3384[/FONT]).

[FONT="]وقال تعالى عن طلب العلم واستذكاره[/FONT]: [FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا[/FONT] [FONT="]﴾ [/FONT][[FONT="]طه: 114[/FONT]].

[FONT="]وقال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من سلك طريقًا يلتمس فيه[/FONT] [FONT="]علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة)) (أخرجه الترمذي في العلم 2646[/FONT], [FONT="]ومسلمٌ في الذِّكر والدعاء 2699[/FONT]).

[FONT="]فمثل هذه الأعمال وغيرها التي أباحها الشرع لا إسراف فيها ألبتَّة[/FONT].

[FONT="]الثاني[/FONT]: [FONT="]ما أباحَتْه الشريعة ما لم يخرج عن الحدِّ الذي ينقله من دائرة المباح إلى[/FONT] [FONT="]المكروه كالصدقات بالأموال، والجود بها على الفقراء والمحتاجين، وليس في[/FONT] [FONT="]ذلك سرف[/FONT].

[FONT="]ويجب ملاحظة أن الفارق بين السَّرَف[/FONT] [FONT="]والجود في أنَّ السرف تبذيرٌ للمال من غير ضرورةٍ شرعيَّة أو دنيويَّة،[/FONT] [FONT="]مباحة كانت أم غير مباحة، وأمَّا الجود فهو وضْع المال في موضعه المَشْروع[/FONT] [FONT="]والمباح[/FONT].

[FONT="]ومن أدلَّة هذا النَّوع من القرآن والسُّنة[/FONT]:
[FONT="]قوله - تعالى[/FONT] -: [FONT="]﴿[/FONT] [FONT="]إن[/FONT][FONT="]تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِي وإن تُخْفُوهَا وتُؤْتُوهَا[/FONT][FONT="]الفُقَرَاءَ فهوَ خَيرٌ لَكُمْ ويُكَفِّرْ عَنْكُمْ من سيِّئاتِكُمْ[/FONT][FONT="]وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ[/FONT] [FONT="]﴾ [/FONT][[FONT="]البقرة: 272[/FONT]].

[FONT="]ومن السُّنة ما رُوي عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله تعالى عنه - قال: قلتُ[/FONT]: [FONT="]يا رسول الله، أنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة، أفأتصدَّق[/FONT] [FONT="]بثُلثَيْ مالي؟ قال: ((لا))، قلت: أفأتصدَّق بشطره؟ قال: ((لا))، قلت[/FONT]: [FONT="]أفأتصدقُ بثلثه؟ قال: ((الثلث، والثلث كثير؛ إنَّك إنْ تذَر ورثتَك أغنياء[/FONT] [FONT="]خيْرٌ من أن تذرَهم عالةً يتكفَّفون الناس))؛ (أخرجه البخاريُّ في المغازي[/FONT] 4409[FONT="]، ومسلم في الوصية 1628[/FONT]).

[FONT="]قال النوويُّ في شرح الحديث ما مختصره[/FONT]:
[FONT="]وفي هذا الحديث: حثٌّ على صلة الأرحام[/FONT], [FONT="]والإحسان إلى الأقارب, والشَّفقة على الورثة, وأن صلة القريب الأقرب[/FONT] [FONT="]والإحسان إليه أفضل من الأبعد، واستدلَّ به بعضهم على ترجيح الغنيِّ على[/FONT] [FONT="]الفقير؛ اهـ[/FONT].

[FONT="]ومن ثَمَّ فإنَّ الاعتدال في إنفاق المال[/FONT] [FONT="]فيما يشرع ولا يحرم، سواء كان في النَّفقات أو الصدقات أو ما أشبهَ ذلك[/FONT] - [FONT="]أمْرٌ قد حثَّ عليه الشرع وأباحه، وأَجْزل الثَّواب لفاعله، ولقد نُهِي فقط[/FONT] [FONT="]عن التصدُّق الكثير الذي يسبِّب الضَّرر على مَن يعول من الأهل وخَيْر[/FONT] [FONT="]الأمور الوسَط، بلا إفراط أو تفريط[/FONT].

[FONT="]والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل[/FONT]

.

http://downloads.roro44.com/24327[FONT="]والشرط[/FONT] [FONT="]الذي يقصده ابن حجر قوله: "ويُستثنى من ذلك كثرة إنفاقه في وجوه البِرِّ؛[/FONT] لتحصيل ثواب الآخرة، ما لَم يُفوِّت حقًّا أخرويًّا أهمَّ منه".
[/FONT]
[/FONT]

ابو ثانيه 02-04-2013 08:01 PM

رد: الإسراف وضرره في الدين والدنيا
 
جزاك الله خير يا اخت اميرة
على الموضوع القييم والمفيد
دمت بخير وعافيه

أمـــــــــــــيـــــرة 02-04-2013 09:22 PM

رد: الإسراف وضرره في الدين والدنيا
 
ابو ثانيه
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك
كل الشكر والتقدير
على روعة مرورك
وكرم إطرائك
وفقك الله



الساعة الآن 12:45 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون