منتديات قبائل ال تليد

منتديات قبائل ال تليد (https://www.al-taleed.com/vb/index.php)
-   - منتدى السـيرة النبويه (https://www.al-taleed.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   المعجزة وقصور العقل البشري (https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=45303)

انسان نادر 11-08-2023 10:12 AM

المعجزة وقصور العقل البشري
 
المعجزة وقصور العقل البشري
الشيخ طه محمد الساكت

الحمد لله عمَّ الأنامَ بوافر نِعَمه، وفضَّل مَن شاء بما شاء بمحض كَرَمه، سبحانه هو الواحد الأحد الفعَّال لما يريد، أَحمَده جعل نبيَّنا للأنبياء إمامًا، وأشكره زادنا بتصديق دعوته تشريفًا وإكرامًا، وأتوب إليه وأسأله من فيض فضله المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله مُفيض الخير والجود، وأشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله، المُرسَل رحمةً لكل موجود، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ذوي الرأي السديد.

أما بعد:

فقد قال الله - تبارك وتعالى - وهو أصدق القائلين: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].



أيها المسلمون:
إن العقول الإنسانية لا يُمكِن أن تَصِل بنفسها إلى ما فيه خيرها وسعادتها، ولا تستطيع أن تَبلُغ الحدَّ الذي به نفْعُها وهناءتها، مهما بلَغتْ من الارتقاء، ووصلَتْ من الكمال؛ لذلك كان من كمال لُطْف الله بالإنسان وفضله عليه، أن أقام له من جِنْسه هادين مُرشدين، ميَّزهم بالفِطَر السليمة، والعقول الراجحة، والقلوب الطاهرة، وطبَعهم على الأخلاق الفاضلة، والصفات الكاملة؛ ليَقوموا بإرشاد الناس إلى ما فيه صلاحهم، ويُبيِّنوا لهم طُرقَ سعادتهم، ويَهدوهم للخير فيتَّبِعوه؛ والشر فيتجنَّبوه، وتلك نعمة أتمَّها الله على عباده؛ ﴿ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 165].

ولما كان من الناس مَن يُبصِر ضوءَ الحق متى أشرق أمام عينيه، فيسير في طريقه مستضيئًا به، ومنهم مَن يتعامى عن نور الهدى، فيتَّبِع غيرَ سبيل الرَّشاد؛ اقتضت حِكمةُ الله تعالى أن يَمُد رُسلَه عليهم الصلاة والسلام برُوحٍ من عنده، ويُميزهم بخصائص لا يُشارِكهم فيها سواهم، ويؤيِّدهم بعد ذلك بالآيات البيَّنات، والحُجج الواضحات، ويُظهِر على أيديهم المعجزات الباهرات، ويُجري لهم خوارقَ العادات؛ ﴿ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ﴾ [الأنفال: 42].

فالمعجزة يُظهِرها الله على يد الرسول حينما يُكذِّبه الناسُ ويُخاصِمونه؛ لتلزم الحجة أعناقهم، ويَثبُت لهم صِدْق رسولهم، ويجب عليهم التصديق بكل ما جاء به؛ لأن الله تعالى قد شهِد بصدقه؛ حيث أظهر على يديه ما أخرس ألسنةَ المكابرين، وقطَع أقوال المعاندين.

ومما أظهره الله تعالى على يد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم تأييدًا له وتصديقًا: تلك المعجزةَ الباهرة؛ معجزة الإسراء والمعراج، والعقيدة الصحيحة عند جمهرة المسلمين أن الله - جلَّت قدرته - أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس، في ليلة السابع والعشرين من رجب قبل الهجرة، وكان ذلك برُوحه الطاهرة وجسده... ثم عُرِج به من بيت المقدس إلى الملأ الأعلى، حيث أراه الله من آياته الكبرى، وأوحى إليه ما أوحى، وفرض عليه وعلى أُمَّته خمسَ صلوات في اليوم والليلة.

فلما أصبح صلى الله عليه وسلم في قومه، أخبرهم بما أراه الله - عز وجل - من آياته الكبرى، فصدَّقه المسلمون الذين قوي إيمانُهم، ورجحت عقولُهم، وأنار البرهان بصائرَهم، وكذَّبه المعاندون المشركون، الذين استحبُّوا العمى على الهُدى، واشتدَّ إيذاؤهم له، وسألوه أن يَصِف لهم المسجدَ الأقصى، فأجابهم لِمَا طلبوا، وأخذ يَصِفه لهم، حتى التبس عليه بعض ما فيه؛ لكثرة أسئلتهم وشدة حِرْصهم على تكذيبه، فجيء بالمسجد، وإنه لينظر إليه ويَصِف لهم ما فيه بابًا بابًا، وشُرْفة شرفة، وهم لا يستطيعون أن يردوا عليه شيئًا، ولقد أخبرهم فوق هذا عن عِيرهم، وعن وقت قدومها، وعن لون البعير الذي يَقدُمها، وكان الأمر كما قال، فلم يزدهم ذلك إلا نفورًا، وأبى الظالمون إلا كفورًا.

هذا مُجمَل ما كان لنبينا صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة المباركة، وهو من أقوى الحُجج وأوضح الأدلة على سموِّ قَدْره عند ربه، وعُلوِّ منزلته عند مولاه، كيف وإمامته للرسل والملائكة في بيت المقدس نَصٌّ قاطع على أنَّ فضله عليهم لا يحتمل النكير، ورؤيته ربه مِنْحة لم يَحظَ بها في هذه الحياة الدنيا غير النذير البشير؟

فالمسلم الصادق في إسلامه متى صدَّق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم عن عقيدة وبُرْهان، يجب أن يقبل كلَّ ما جاء به هذا النبي الأمين المأمون؛ لأنه لا يَنطِق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.

فاتقوا الله، وقُوموا بواجب الشكر على هذا النبي الكريم، وقَابِلوا ما جاء به بالتصديق والتعظيم، واعتصموا بسُنَّته لتَحظوا في الآخرة بجنات النعيم.

الحديث:
((رأيتُ إبراهيمَ ليلة أُسري بي، فقال: يا محمد، أقرئ أُمَّتَك السلامَ، وأَخبِرهم أن الجنَّة طيبة التربة، عَذْبة الماء، وأنها قِيعان، وغِراسها: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)).

فزاع 11-08-2023 06:22 PM

رد: المعجزة وقصور العقل البشري
 
طرح قيم بوركت النادر
نفع الله بك وبطرحك

admin 11-10-2023 10:00 PM

رد: المعجزة وقصور العقل البشري
 
بسم الله الرحمن الرحيم

ابو فواز 11-11-2023 12:29 AM

رد: المعجزة وقصور العقل البشري
 
بارك فيك ونفع بك
وكتب لك الاجر والثواب

قناص الجنوب 11-11-2023 12:38 AM

رد: المعجزة وقصور العقل البشري
 
جزاك الله خير

ندى 11-11-2023 07:16 AM

رد: المعجزة وقصور العقل البشري
 
جزاك الله خير عالطرح القيم اخي نادر ../

السفيره 02-17-2024 03:51 PM

رد: المعجزة وقصور العقل البشري
 
بارك الله فيك سلطان

السعيدي 02-18-2024 06:23 AM

رد: المعجزة وقصور العقل البشري
 
جزاك الله خيرالجزاء وبارك الله فيك

انسان نادر 03-23-2024 12:28 AM

رد: المعجزة وقصور العقل البشري
 
كل الشكر لمروركم العطر..

ايلاف 03-30-2024 07:36 PM

رد: المعجزة وقصور العقل البشري
 
شكرا لك على جمـال الانتقاء
لا حرمنا الله من إبداعك المُستمر
و الله يعطيكِ العافيه ي رب
اختيارات ومواضيع قيمة
لاحرمنا ربي من هالابداع والتميز
دمت بحفظ الله
ايلاف

انسان نادر 05-06-2024 01:36 AM

رد: المعجزة وقصور العقل البشري
 
كل الشكر لكم على تعطيركم متصفحي


الساعة الآن 02:06 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون