تقع على قمم جبال منى وأولها بناه الملك عبدالعزيز قبل 90 عاما
«القصور البيضاء» تفتح أبوابها 72 ساعة لاحتضان وفود القمة
فوق قمم جبال منى، وعلى خط طول يمتد نحو 1600 متر من الشمال للجنوب، يمتد القصران الملكيان الأبيضان، في إطلالة على مشعر منى شرقا وحي العزيزية الشهير غربا، حيث تتربع بجوارها مجموعة أخرى من القصور الملكية على تلك السفوح الجبلية كواحدة من أبرز الملامح العمرانية في العاصمة المقدسة، والتي تبدو سرجا أبيض على صهوة جواد أصيل.
عمارة القصور
وفي تاريخ عمارة تلك القصور الملكية في المشاعر المقدسة قصة وأسرار امتد لتسعة عقود مضت، حيث لم يكن اختيار ذلك الموقع الاستراتيجي لإنشاء القصور الملكية فيه ضربا من المصادفة، بقدر ما كان جزءا من نهج قيادة الحكومة السعودية في الإشراف والمتابعة لكل أعمال الحج والعمرة، ففي الحج ترصد عين قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حراك الوفود الإيمانية في منى طيلة أيام التشريق من قصر منى، وفي رمضان يكون الدور ذاته لهذا القائد الأبي من خلال متابعة سير الحشود البشرية من أعلى قمة في قصر الصفا بالمنطقة المركزية.
ولم يكن كل هذا بدعا من العمل بل هو نهج أطلقه الملك المؤسس عبدالعزيز منذ تأسيسه المملكة، فالقصر السعودي بمنى الذي بني عام 1346هـ ليكون مقرا للملك عبدالعزيز في أيام الحج خير شاهد على تلك السياسة الحكيمة، فكان يستقبل فيه الزوار والضيوف مدة إقامته بمنى وإشرافه على الحجيج، وكذلك قصره في مزدلفة الذي ينزله ليلة المبيت بمزدلفة.
ومضى الأمر كذلك مع أبنائه الملوك من بعده ففي عام 1376هـ بنى الملك سعود عند الجبل خلف مسجد مزدلفة قصرا لنفس الغرض السابق للقصر الأول، فيما استقر الملك فيصل في مواسم الحج في قصره الشهير في بطن منى بجوار مسجد الخيف، وفي عام 1404هـ بنى الملك فهد مجموعة من القصور على قمة الجبل المطل على بطن منى، وفي عام 1406هـ بنى ولي عهده آنذاك الأمير عبدالله مجموعة من القصور على قمة الجبل المحاذي له والمطل على آخر منى من جهة مزدلفة، وبني مجموعة من العمائر جعلت لخدمة القصور كالتموين وخلافه.
ضيافة الوفود
واليوم تفتح تلك القصور أبوابها في مهمة ضيافة عالمية تستمر نحو 72 ساعة مقبلة، حيث تنزل بها وفود الدول الإسلامية المشاركة في مؤتمر القمة الذي دعا لها خادم الحرمين الشريفين، لتسكن تلك الوفود قصري منى الشهيرين خلال أيام أقامتها في مكة المكرمة.
ووفقا لمدير عام المرور اللواء عبدالرحمن المقبل، فإن وجود الوفود في القصور الملكية لن يؤثر على الحركة المرورية نهائيا، حيث خصص لهم مسارات تربط القصور بالمنطقة المركزية، وبهذا يكون تواجدهم في تلك القصور مساهما في نجاح الحركة المرورية في العاصمة المقدسة والمنطقة المركزية.