منتديات قبائل ال تليد

منتديات قبائل ال تليد (https://www.al-taleed.com/vb/index.php)
-   - القسـم الاسلامـي (https://www.al-taleed.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الأصل الشرعي في حوار الأديان (https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=10993)

أبوفيصل 05-06-2011 02:43 PM

الأصل الشرعي في حوار الأديان
 
http://1.bp.blogspot.com/_VQR52mwNTB...8%A1%D8%A9.gif

إن الهدف الأساسي من الحوار بين الأديان هو ايضاح الإسلام وبيان الحق ورد الباطل بالأدلة الصحيحة. هذا هو الأصل الشرعي الصحيح للحوار ومن حاد عن هذا الأصل فقد ضل الطريق، قال تعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (سورة فصلت: 33)، وقال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين } (سورة يوسف: 18)، وقال تعالى:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (سورة آل عمران:14) وعلى هذا الأساس دعا الأنبياء أقوامهم إلى إتباع الحق رغم اختلاف أديانهم يقول الله عز وجل {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت} (سورة النحل: 36). وكل الأنبياء جاءوا بأصل واحد وهو الدعوة إلى عبادة الله عز وجل وتوحيده يقول تعالى {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} (سورة الأعراف: 59). ومن كل هذه الآيات والأحاديث التي تتناول موضوع الحوار مع الآخر، نجد أن المدار الرئيسي للحوار هو بيان الحق ورد الباطل وبيان لضرره في الدنيا والآخرة. ولا يوجد في هذه الآيات والأحاديث ما يدل على الدعوة إلى التقارب بين الأديان. فكل محاولة من الكفار للتقارب قوبلت بالرفض من الأنبياء ويظهر ذلك جلياً عند عرض كفار قريش التقارب من الإسلام حيث قالوا "يا محمد هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد فنشترك نحن وأنت في الأمر"، فنزلت سورة الكافرون. فلا يوجد ما يدل على الحوار بمعنى التقارب أو الوحدة ولكن النهج القويم في الحوار هو الدعوة والمجادلة والبيان للحق.
لم يخرج حوار الأديان عموماً وأهل الكتاب خصوصاً عن مرتبتين.
أولاً : مرتبة التعريف بالإسلام
جاء النص القاطع على أن الهدف الأول للحوار بين الأديان هو الدعوة إلى دين الإسلام يقول الله عز وجل {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شيئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(سورة آل عمران: 64) فلا يستطيع أي أحد العدول عن هذا المعنى حيث جاءت الآية صريحة فضلاً على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوضح مدلول الحوار في خطابه إلى هرقل عظيم الروم وهو الدعوة إلى الإسلام لا التقارب بين الإسلام ودين آخر يقول صلى الله عليه وسلم "من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين". فالآية الكريمة تدل دلالة واضحة على أن الحوار بين الأديان هدفه الأول هو توحيد الله عز وجل وقد فسر بعض المفسرين كلمة "الكلمة السواء" بـ "لا إله إلا الله".
أسلوب الحوار
يختلف أسلوب الحوار حسب أصناف الناس فالأسلوب يختلف باختلاف المخاطب به وقد تنوعت أساليب القرآن على النحو التالي:
أ‌- الأسلوب المباشر: يقول تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شيئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (سورة آل عمران: 64).
ب‌- أسلوب التذكير. يقول تعالى: {يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ} (سورة البقرة: 47).
ت‌- أسلوب الترغيب والترهيب. يقول تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ. وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ والإنجيل وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} (سورة المائدة:66)،
ث‌- أسلوب الإنكار. يقول تعالى : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ? يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُون} (سورة آل عمران: 71).
وسائل الحوار التي استخدمها الرسول
هنا العديد من الوسائل التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم في حوار أهل الأديان تنوعت بحسب المخاطب ومنها ما يلي:
‌أ - الذهاب إليهم في نواديهم ومحافلهم و أسواقهم وبيوتهم.
‌ب- دعوتهم إلى الإسلام
ج‌- الكتابة إلى زعمائهم وحكامهم
د‌- استقبال وفودهم
ه‌- دعوتهم أثناء الغزو والجهاد
و- مناقشة علمائهم والإطلاع على كتبهم للاحتجاج عليهم
ز‌- إسماعهم القرآن وتلاوته عليهم.
ثانيا: مرتبة المجادلة
تتضمن المجادلة أمرين أساسيين وهما إقامة البرهان والدليل القاطع على صدق الحق وصحته والرد الصحيح على الشبهات المانعة من قبول الحق. وقد وردت آيات كثر تنهى عن الجدل منها {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} (سورة غافر: 5) وآيات أخرى تأمر بالجدل كقوله تعالي {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (سورة النحل: 125). وللجمع بين هذه الآيات، نقول أن الجدل المنهي عنه هو الجدل لنصرة الباطل أما الجدل من أجل نصرة الحق وإعلاء كلمته فهو جدل مأمور به. وقد أمرنا الله عز وجل بمجادلة أهل الكتاب بالأسلوب الحسن في قوله عز وجل : {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إَِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (سورة العنكبوت:46) وفيها دليل على أن المخاطبين من أهل الكتاب نوعان. الأول منهما هو من يبحث عن الحق وهدفه من المجادلة والمناقشة هو الوصول إلى الحق وطريقه في ذلك هو الاستدلال بالأدلة العقلية المقنعة مثل الاستدلال بالآيات البيانات. وثانيهما هو المعرض عن الحق المحارب المعاند له وهذا لا ينفع معه جدال أو نقاش. وعند مجادلة أهل الكتاب، لا يمكن مجادلتهم بالنصوص الشرعية الواردة في الكتاب والسنة فهم لا يؤمنون بها أصلاً ولكن يتم مخاطبتهم بالأدلة العقلية الصحيحة. وقد أورد القرآن الكريم أدلة عقلية على القضايا العقائدية بوضوح تام.
قواعد مختصرة في الحوار مع أهل الكتاب
ينبغي على من يدخل ميدان الحوار بين الأديان أن يلتزم ببعض القواعد المفيدة حتى يأتي الحوار بثمرته المرجوة منه وعدم التنازل عن قيد أنملة من قواعد الإسلام وأحكامه وعقائده. من هذه القواعد ما يلي:
1) تحديد الهدف من الحوار مع أهل الكتاب وتنقيحه. وكما أشرنا فيما قبل أن الهدف الأول من حوار أهل الأديان هو التعريف بالإسلام والحرص على تصوير الإسلام لهم كما أمر الله بتوضيح نقائه وصفائه
2) عدم الدخول في حوار \بدون علم بدين الإسلام أو عدم القدرة على توضيح غاياته فالحوار ليس مطلوب من كل مسلم بل أهل القدرة علماً وبياناً هم أهل الحوار مع غير المسلمين. ولكن يطلب من كل مسلم الحث على فضائل الدين أو عندما يكون المخاطب الكتابي عامي ويمكن التأثير عليه دون علم دقيق بمناهج الجدل والمناقشة.
3) إقامة الأدلة العقلية على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو دليل على صدق خبره وأنه مرسل للعالمين.
4) دراسة مناهج علماء السنة وتجاربهم في محاورة ومناقشة أهل الكتاب مع التنبيه إلى مناهج أهل البدع في حوار أهل الأديان مما أدى إلى خلق مناهج منحرفة في الفكر الإسلامي ظهرت فيما بعد في شكل فرق ضالة.
5) دراسة مناهج الأنبياء في حوار أقوامهم وعلى وجه الخصوص نهج النبي صلى الله عليه وسلم في حوار أهل الكتاب مع الأخذ بالأصول العملية في الحوار.
6) لابد من مراعاة حسن التعامل مع المخاطب حتى نجد قبولاً عنده دون الوقوع في مخالفات شرعية كالقول بإقرارهم على اعتبار دينهم والثناء عليهم وغير ذلك من أمور. ولا يصح للداعي تسفيه من يناقشه أو يجادله فهذا بالطبع يؤدي إلى نفرته من الدين الإسلامي. فلابد للداعي أن يكون وسطاً بين التفريط الذي يستلزم الإقصائية ويقول باحترام دين الآخر وبين الإفراط الذي يجعل من إمكان هداية المحاور أمراً في غاية الصعوبة.
مما سبق، يتبين لنا أن الحوار مع أهل الأديان عامة وأهل الكتاب خاصة قائم مبدأ ايضاح الدين الإسلامي من خلال إقامة الأدلة على صحة الإسلام.
أنواع الحوار بين الأديان وأحكامها
كما تبين لمنا من قبل أن الحوار بين الأديان كلمة عامة يطلق على كل مخاطبة ومحاورة تتم بين المسلمين وأهل الأديان. وقد أوضحنا معنى كلمة الحوار ومعناها التجاوب والتراجع والتخاطب وعند إضافتها إلى الأديان يصبح مدلولها مخاطبة أهل االأديان بهدف التعريف بالإسلام. ولكن طفت على السطح أنواع أخرى من الحوارات لا تمت للإسلام بصلة فلابد من تحديد أنواع حوار الأديان وبيان الصحيح منها وغير الصحيح.

http://www.youtube.com/watch?v=m9SG6EA_5_E

ابو رنا 05-06-2011 04:44 PM

رد: الأصل الشرعي في حوار الأديان
 
ابو فيصل
http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0163.gif


الساعة الآن 03:41 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون