منتديات قبائل ال تليد

منتديات قبائل ال تليد (https://www.al-taleed.com/vb/index.php)
-   آل تليد الأستشارات وتطوير الذات (https://www.al-taleed.com/vb/forumdisplay.php?f=130)
-   -   الهنود ... مؤهلات نجهلها!! (https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=25720)

جووود 09-19-2015 08:34 AM

الهنود ... مؤهلات نجهلها!!
 
قرأت هذا المقال بعنوان " إيش... شايفني هندي !؟ " للكاتب " بدر بن محمد الغامدي " وقبلها قرأت مقالا آخر يماثل هذا المقال ويدور حول نفس الفكرة التي تهدف في مجملها إلى احترام الآخر مهما ارتفع شأنه أو قل لفقر أو حاجة..
وهنا حديث عن دولة الهند وسعيها للتطوير الذاتي لتكون لنا عبرة...

نسمع كثيرًا من الأخبار يوميًّا، والقليل منها يشدك، لتتأمل، وتشاهد وتحلل. فعندها تسري في مخيلتك هذه الأخبار التي شدتك، كسريان ماء زلال في جداولها.

*الزمن عام 2009م، استرقت السمع لبعض الأخبار آنذاك في إحدى القنوات الفضائية، فدولة الهند إذا استمرت في تطور اقتصادها بتلك الوتيرة، فإنها ستكون في عام 2050م الدولة العظمى اقتصاديًا. فلقد أصبحت مكتفية ذاتيًا في مجالي الزراعة والصناعة، مع الاكتفاء بالأيدي العاملة في المسار الطبي. لذلك ستقفز على الكبار كأميركا واليابان والصين وغيرهم. وما يدريك لعل ذلك يكون قريبًا.

ومن بستان آخر ننهل منه. فالدول الخليجية الغنية (مثلاً)، بدأ ظهورها في العرس المونديالي لكرة القدم (كأس العالم) منذ عام 1982م بالمنتخب الأزرق الكويتي، ثم الأبيض الإماراتي عام 1990م، وبعد ذلك «الصقور الخضر» المنتخب السعودي عام 1994م. ولك أن تتأمل، فمنتخب الهند لكرة القدم قد تأهل قبلهم بعشرات السنين بمونديال البرازيل عام 1950م، لكنه انسحب. ذلك لأنهم لا يستطيعون اللعب إلا حفاة الأقدام، لأن الفقر قد ضرب أطنابه في المجتمع الهندي، فرفض الاتحاد الدولي لكرة القدم طلبهم، فقرروا الانسحاب. على الرغم أن كرة القدم ليست اللعبة الشعبية الأولى هناك، إلا أنها بدأت الآن في التطور والتوسع، وبالأخص الدوري الهندي لكرة القدم للمحترفين. فكما كنا نهزم منتخب اليابان بسهولة في الثمانينات الميلادية، فالآن اختلف الوضع تماما. فهل سيأتي الوقت ونحسب ألف حساب إذا واجهنا المنتخب الهندي؟! ربَّما!

ونسير معًا لنتمعن في بستان ثالث. فالهند الدولة النووية ذات المليار نسمة وأكثر، هي رابع دولة في العالم من ناحية القدرة القتالية لجيشها على مستوى العالم، وهي بذلك من الدول العظمى عسكريًا، التي تفوقت على دول متطورة في الوقت الراهن.

ومن منظور آخر، جمهورية الهند كما تسمى، كانت دولة إسلامية بعد انتشار الإسلام عبر دخول التجار العرب أولاً، والقائد المسلم محمد بن القاسم رحمه الله في القرن الأول الهجري لبلاد السند، وامتدت لثمانية قرون تقريبًا. قد أمست الآن دولة هندوسية مع وجود إسلامي بأكثر من 14% من سكانها، مع العلم أن نسبة المسلمين أكثر من ذلك، لكن الحكومة لا تريد التصريح بالرقم الحقيقي، وأيضًا فإن نسبة المسلمين هي الأعلى ازديادًا في الهند عن باقي الديانات الأخرى ولله الحمد.

ولا يُفهم من سرد مشاعل الإيجابية التي نذكرها للتطور الهندي في عدة مجالات أنه لا يوجد فساد أو فقر أو أمراض أو جهل لديهم، ولكنها نظرة إيجابية للجانب الممتلئ من «صحن البرياني»، وإغفال الفارغ منه.

والآن تأتينا الأخبار بتعيين رئيس مجلس إدارة شركة «قوقل» الأميركية الجديد ذي الأصول الهندية «ساندربيشاي». فما الشيء المشترك في المديرين التنفيذيين لكبرى الشركات التقنية الأميركية؟ إنه الرجل أو المرأة ذو الأصول الهندية، الذين نالوا ذلك بإنجازهم وتميزهم. فأميركا التي تستورد النفط من السعودية، والسيارات من اليابان، والتلفزيونات من كوريا الجنوبية، قد أصبحت الآن تستقطب الإنسان الهندي الذكي الذي يبني ويطور أميركا. فالشركات الكبرى مثل «أدوبي»، «مايكروسوفت»، «نوكيا»، «ببسي»، و«ماستر كارد» وغيرها، كل مديريها من ذوي الأصول الهندية، هذا على سبيل المثال لا الحصر. وذلك لإبداع هؤلاء الذي كان له الأثر في تدفق الكثير لوادي السيليكون، الذي يحوي عظماء الشركات في مجال التقنية بشمال كاليفورنيا. حتى إن أحد الكُتّاب توقع فوز أحد أبناء المهاجرين الهنود بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية قبل عام 2050م.

ما زلتُ أتذكّر عام 2011م عندما ودعت صديقي المبتعث الذي سافر لينهل من الخارج العلم والفائدة في العلوم التقنية، فلم يكن ابتعاثه لأميركا أو بريطانيا ولا كندا على تميزهم وتفوقهم العلمي، لكن كان مقصده دولة الهند في تخصص «الشبكات» بقسم الحاسب الآلي. فقد قالها صديقي الآخر ممازحًا لأحد الطلاب المستجدين بالجامعة هنا: إذا رأيت هنديًّا بالجامعة، فلا تقل له: «يا صديق أو رفيق»، فقد يكون هو «دكتورك بالجامعة».

ولك أن تصول وتجول في معارف أخرى تجد أن الهند لها صولة وجولة فيها، فالحركة الكشفية – مثلاً – دخلت للدول العربية بداية من لبنان عام 1328ه عن طريق فتية من الكشافة الهندية. وأيضًا دخول فكرة حلقات تحفيظ القرآن الكريم للسعودية وغيرها عن طريق علماء الهند، وما «المدرسة الصولتية» بمكة المكرمة عنا ببعيد. فهي قائمة منذ سنوات طوال على تدريس العلوم الشرعية إلى يومنا هذا. ورحيقنا المختوم لهذه الشذرات، رحمة من الله على دعاة الهند الباذلين. فرحم الله الداعية الهندي صفي الرحمن المباركفوري، والعالِم الهندي أبو الحسن الندوي، والداعية الهندي المفكر أبو الأعلى المودودي، وغيرهم، من الذين أفنوا عمرهم لنشر هذا الدين. وحفظ الله الداعية الجليل الدكتور ذاكر نايك، فهو شعلة متوقدة لإيقاد النور في قلوب الناس بعد الله سبحانه وتعالى.

قال الطائر الأزرق: نسمع كثيرًا ما يقال استهزاءً «إيش شايفني.. هندي». فهذه الهند يا سادة وما وصلت إليه. هم الآن في تطور دائم، وهم يحققون ذاتهم بمجهوداتهم، ويحققون أعظم الإنجازات بكل تواضع وثقة.

فهذه ومضات، وإلا فالكثير عن تطور الهند لم يذكر، لكنه كما قيل: (يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق). فبعد ذلك كله هل تفكر أن تكون مثل المبدع الهندي!!.يقول المُلهِم الهندي المهاتما غاندي: سيتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يقاتلونك، وبعد ذلك تنتصر.​


الساعة الآن 10:44 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون