منتديات قبائل ال تليد

منتديات قبائل ال تليد (https://www.al-taleed.com/vb/index.php)
-   - مـــدونـات الأعــضــاء (https://www.al-taleed.com/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد) (https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=15526)

مفرح التليدي 03-21-2013 07:39 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 




من عادات البدو الأصيلة في الجزيرة العربيه (1)


الضيافة



الضيافة عند البدو أمر عظيم لا يفوقها أي أمر آخر. وإكرام الضيف هي الصفة الملازمة لأهل البادية، وهي أحد أركان عاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها.
فللضيف مكانة عظيمة في نفس البدو لا يتوانون في تقديم له حقه من الضيافة، وذلك متى ما دخل في مضربهم وحل في حماهم.
ولا شك أن كرم الضيافة طبع أصيل تميز به العرب عن غيرهم من باقي الأمم. فالضيف عند البدو هو الشخص إذا وفد إلى موضع غير موضعه أو الجماعة إذا حلت عند جماعة أخرى ويسمون "فريق أو قصراء". ويقدم للضيف حق الضيافة حتى لو كان عدواً ما دام أنه نزل أو دخل بيت مضيفه لأن من دخل البيت فقد أمن على نفسه وخاصة إذا تناول طعاماً أو شراباً فيصبح في مأمن ولو كان في وكر عدوه.



ومن مسميات الضيف عند البادية "المسايير" ومفردها "مسيّر" بتشديد الياء.والمعزب هو المضيف صاحب البيت، وجمع معزب معازيب وهم أصحاب البيت وأهله. فالضيف عند نزوله في بيت مضيفه "المعزب" يكون ضيفاً على أفراد العائلة كافة، فالجميع يهتمون بأمره كل حسب اختصاصه وواجبه. فالرجل صاحب البيت هو المسؤول الأول عن التنسيق في طريقة الكرم. وحقوق الضيف عند نزوله في بيت مضيفه كثيرة يجب الوفاء بها متى ما حل على أصحاب البيت.
فالضيف متى قدم على صاحب البيت يستقبل بالحفاوة والترحيب. وفي ذلك قالت البدو في الضيف "إذا أقبل أمير وإذا جلس أسير وإذا قام شاعر". ومعنى ذلك أنه يجب على المضيف أن يستقبل ضيفه بالحفاوة اللازمة والترحيب الحار على قدومه وإظهار الوجه البشوش والفرح لمقدمه وهو يتساوى في ذلك بمنزلة الأمراء.






وإذا جلس أسير، أي أسير لمعازيبه أصحاب البيت لا يستطيع أن يعمل أي شيء إلا بإذنهم فلا يخرج إلا عند سماحهم له ولا يستطيع أن يمنعهم في تأديتهم الواجب له من كرم الضيافة.
وإذا قام شاعر عند ذهابه سيذكر أصحاب البيت بما قدموا له من إكرام وتقدير أو العكس.

http://www.alrassxp.com/uploaded2/6888/21241310204.jpg


اقترن الكرم بالقهوة التي تكون أول ما يقدم للضيف والتي يقوم بإعدادها صاحب البيت. ويقدم له الطعام ساعة حضوره حتى لو كان في وقت متأخر. وهي عادة جرت في البادية ويسمى هذا الطعام "القرى" وهو من الطعام الموجود في تلك الساعة. وفي الوجبة التالية يتم عمل وليمة يدعى لها الجيران. والبدوي مهما بالغ في إكرام ضيفه في الطعام والشراب فإنه يعتذر عن التقصير حتى لو لم يكن هناك تقصير. فكثيراً ما يتردد على ألسنتهم عند تقديم الطعام في الوليمة وغيرها مقولة "اعذرنا عن القصور". والاعتذار من مكملات آداب الضيافة حتى لا يقع الحرج في النفوس من الطرفين.



ومن القواعد السلوكية المتبعة في تقديم الطعام من وليمة أو غيرها أنً يقدم الضيف إلى المائدة ومعه كبار السن ولا يبدأون بالأكل إلا بعد السماح لهم بذلك من المضيف (المعزب) بقوله سمّو (أي قولوا بسم الله) مع كلمات الترحيب بالضيف والحضور.. وهناك عدة أمور يجب التنبه لها من قبل الضيف ومن معه على الطعام وهي مواضع انتقاد وتدخل في الأمور المعابة أو العيب وهي: إذا تناول الطعام قبل الضيف، إذا أشرك يده اليسرى بالطعام، إذا الشخص تعرّق (عرش) العظم أمام المحيطين به، إذا مسح يده في طرف الصحن، إذا أعاد ما تناوله من الصحن إلى الصحن، إذا تناول الطعام من أمام غيره، إذا نهض قبل نهوض الضيف طلباً في مزيدٍ من الطعام.


http://www.albreah.org/up2/uploads/i...c3b8b3fd3c.jpg



فكل ما سبق مواضع نقد عند أهل البادية ولا يزال معمولاً بها حتى الوقت الحالي.
ومن الأعراف البدوية انه لا يجوز للضيف تناول وجبتين من الطعام في الفترة المعروفة للطعام. فمثلاً لو تناول الضيف وجبة غداء عند مضيفه عليه أن لا يتناول غيرها عند مضيف آخر قبل غروب الشمس، لأن في ذلك إساءة للمضيف الأول حيث يتهم بأنه لم يشبع ضيفه أو أنه لم يقدم له شيئاً من الطعام. فإذا علم المضيف الأول بمخالفة ضيفه يستطيع أن يقاضيه بذلك، لأن فيها إساءة كبيرة بحقه.


http://www.mekshat.com/pix/upload02/...7664_000.5.jpg



ويعرّف البدو صاحب البيت الكريم بعدة علامات يستدلون فيها على كرمه ومنها:
كثرة العظام حول البيت وهو دليل على كرم صاحبه ويقال (دار الكرام ما تخلى من العظام)
الدهن على الرفة. والرفة هي نهاية الشقاق والشقاق هو طرف بيت الشَعَر فمن عادات البدو مسح أياديهم بالرفة بعد الأكل.
كثرة الجواعد المفروشة. والجواعد هي الجلود التي تصنعها البدويات من جلود الذبائح بعد وضع الملح عليها لتجف رطوبتها. فكثرتها عند البيت دليل على كرم أصحابه.
ومن آداب الضيافة البدوية أن يُحدّث المضيف ضيوفه بما تميل إليه نفوسهم من خلال ما يستشف من خواطرهم. ومن اللطف أن لا يشكو الزمن والفقر ولا حتى المرض أمامهم لأن في ذلك موقعاً غير محمود في نفوس الضيوف.
ومن الأدب أن لا ينعس ولا يتثاءب أمامهم، وعليه أن لا يرفع صوته بغضب في أثناء وجود الضيوف على أحد أفراد البيت
..............




مفرح التليدي 03-21-2013 08:03 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
من عادات البدو الأصيلة في الجزيرة العربيه (2)

الضيافة



! الفناجيل الثلاث !


http://files2.fatakat.com/2010/10/1286778876.jpg

جرت العادة عند قبائل العرب أن أول

ما يقدم للضيف هي القهوة لما لهذا

الضيف من احترام وتقدير كبيرين

ومن العادات الغالبة في هذا الشأن

أن الضيف عادة ما يتناول ثلاثة

فناجيل كحد أدنى


http://files2.fatakat.com/2010/10/1286779020.jpg


وهذه الفناجيل

الثلاثة لها مسميات عند أهل البادية

ولها مفاهيم ودلالات معروفة حيث

قسمت فناجيل القهوة إلى ثلاثة أنواع

فنجال الضيف

فنجال الكيف

فنجال السيف

فالأول


فنجال الضيف وهو تكريم للضيف

كما أنه بمثابة العيش والملح

والثاني


فنجال الكيف والتذوق أي أن القهوة

قد طابت للضيف لأن البدو يتحاشون

أي انتقاد للقهوة ويحرصون على

التفنن في طريقة اعدادها ومذاقها

لتطيب لشاربها

والثالث

فنجال السيف وهو يعتبر عهدا بالدفاع

المشترك بين المعزب والضيف أي أن

الضيف الذي يشربه ملزم بالدفاع عن

بيت مضيفه فيما لو حصل خطب كغارة

أو غزوة

http://www.kashtah.com/4images/data/media/2/dlah.jpg


وفي مناسبة أخرى يكون فنجال السيف

رمزا للتحدي حيث يتقدم أحد الفرسان

لشرب فنجال فارس مشهور من قوم

معادية ويتعهد بقتله وبذلك يكون ملزما

بمنازلته في المعركة واجمالا فنجال

السيف يعني القوة والمنعة والشرف






مفرح التليدي 03-21-2013 08:08 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
من عادات البدو الأصيلة في الجزيرة العربيه (3)




! الثلاث البيض !


الثلاث البيض هي واجبات مقدسة عند

أهل البادية وتعني بياض الوجه لمن قام

بتأديتها على أكمل وجه وحافظ عليها

ويستبيحون من يمسها أو ينكص بها

وهي ثلاث

! الطنب السابح !

أي طنب الخيمة الممدود الملازم لها

وهذه كناية عن الجار القريب كالخيمة

وطنبها

والمقصود هنا هو وجوب المحافظة

على الجار والدفاع عنه والأخذ بثأره

إن قتل

وهذه من عادات العرب التي يحرصون

عليها بشدة وعندما جاء الاسلام ثبتها

وأكد عليها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

" ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "

الضيف السارح:

وهو الضيف الذي نزل

على أحدهم وأكل عنده من زاده ثم سرح

راحلا فله حق الحمايه لمدة ثلا ث أيام

فإن قتل أو تعرض لأ ي مشكله كان في

حماية البيت الذي قام بإستضافته

ويتوجب هنا على صاحب البيت المطا لبه

بثأ ره وقتل قاتله أو قتل أحد أقرباء القاتل

وجها لوجه أو غدرا فلا قيود عليه في

طريقة الأخذ بالثأر

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر

فليحسن إلى جاره ومن كان يؤمن بالله

واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان

يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا

او ليصمت "



! الخوي الجنب !

أي الرفيق في السفر وأهل البادية

يعتبرون أن من سار معك سبع خطوات

يصبح خوي تجب حمايته والدفاع

عنه فلا يتخلى عنه حتى الموت فإن

مات دفنه وان قتل أخذ بثأره



مفرح التليدي 03-21-2013 08:14 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
من عادات البدو الأصيلة في الجزيرة العربيه (4)



! الثلاث السود !


1- شاري البل و مودعها


أي يشتري الرجل الا بل ثم يدعها

امانة عند أحدهم فتصبح عارا عليه

وعلى الآخر الذي قبلها

2- مجوّز بنته وتابعها

أي يقوم الرجل بتزويج ابنته لرجل ثم

يكثر في الذهاب إليها أو ينام في بيتها

أو يأخذها من بيت زوجها لغرض خاص

بعائلته فيكون فعله منافيا لما جاء في

طاعة المرأة لزوجها ويكون عارا

عليه وعلى ابنته

3- شيخ القوم وخاينها


وهو من يخون القوم الذين انتخبوه

لقيادتهم


مفرح التليدي 03-21-2013 08:19 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
من عادات البدو الأصيلة في الجزيرة العربيه (5)



! الثلاث المهربات !

من العادات والتقاليد الراسخة عند أهل

البادية حماية دخيل الوجه أو دخيل البيت

والذود عنه بالحال والمال

والدخيل هو من إلتجأ لأحد الرجال

ودخل في وجهه أو دخل بيت أحدهم

وأكل شيئا من زادهم بسبب جرم

ارتكبه على أن لا يكون منتهكا للشرف

فهذا لا إجارة له ولا حماية

ولصاحب الوجه الحق في حماية دخيله

لمدة ثلاثة أيام بلياليها وهي فرصة

تمنحها العادات والتقاليد كي يستطيع

صاحب الوجه تهريب دخيله لخارج

منطقة الخطر دون أن يمسه أي أذى

حتى تنتهي هذه المهلة

أما اذا تعرض له أحدهم خلال هذه

المدة فتسمى في هذه الحالة

( سهجة الوجه ) ولصاحب الوجه

الحق في غسل عاره بأخذ الثأر من

الذي سهج وجهه واعتدى على

دخيله ولا يلحقه لوم في ذلك

وهناك بعض القبائل تعطي مهلة أكثر

من هذه المدة إلا أن الدارج والمتعارف

عليه عند غالبية القبائل هي ثلاثة

أيام بلياليها لذلك اطلق عليها
(الثلاث المهربات) واشتهر هذا الاسم



مفرح التليدي 03-21-2013 08:25 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
من عادات البدو الأصيلة في الجزيرة العربيه (6)


عادات وطرق صب القهوة ..


http://www.albrari.com/vb/uploaded/2...1240956352.jpg


للقهوة عادات لصبها لدى أبناء البادية منها:
1- مسك الدلة باليد اليسرى والفناجيل باليد اليمنى
2- الوقوف أثناء صب القهوة



http://www.alriyadh.com/2007/09/18/img/189011.jpg
3- الإنحاء إثناء تقديم الفنجال
4- أن تقول لمن تقدم له الفنجال تقهو أو سم أو تفضل أو خذ
5- الاعتدال بعد صب القهوة
6- حمل الفناجيل باليد
7- أن تبدأ بالوالد
http://www.albdoo.info/imgcache/0200...76a5e998c5.jpg]
8- أن تبدأ بمن في صدر المجلس
9– أن لا يصب القهوة أحد الضيوف
10- أن لا يصب القهوة الأب والابن موجود
11– أن لا يصب القهوة الأخ الأكبر في وجود أصغر منه سناً من أخوته
12– أن لا يصب القهوة الكبير في وجود من هو أصغر منه سناً
13– أن لا يبدأ بصب القهوة من اليسار
14- أن تبدأ باليمين

http://www.albdoo.info/imgcache/0200...76a5e998c5.jpg]
15- التخزير: وهو أن يعطي أول فنجال للضيف أو للأمير أو لشيخ القبيلة أو عقيد القوم أو الفارس الشجاع أو للكريم أو للأب أو للأكبر سناً أو لمن يجلس بصدر المجلس، يقول الشاعر فرحان الأيداء:
صبّه على اللي لا ركب يتبعونه...لا نفّضوا عقب العواني بالانكار
16- السوق أو القص أو الدور : وهو أن يبدأ بصب القهوة من يمين المجلس دون النظر لمكانة الجالسين





مفرح التليدي 03-21-2013 08:30 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 






ملاحظة هامة

يجب أن تعرض عادات القبائل على شرع الله

فما وافق الشرع أخذنا به وما خالف الشرع ضربنا به عرض الحائط

وما لم يوافق الشرع ولم يخالفه فلا بأس به في أصح أقوال أهل العلم


مفرح التليدي 03-21-2013 08:34 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 



قصائد المقناص لبدر الحويفي


ولعت قلبي يا ابراهيم توليع = وذكرتني دوري مع الطير هزاع
وحب الطيور هوايةٍ مالها ريع = إلا الوناسه مع طويلين الأبواع
يوم الولع ينعش قلوبٍ مواليع = والصيد مادونه حوامي ومناع
تلقى الجوازي بالصحاري مخاضيع = والبر فيه اشكال من كل الأنواع
واليوم ماحتى نشوف الجرابيع = يم الديار اللي بها صيد وإسباع
مقناص بس نضيع الوقت تضييع= نقفي ونقبل بين وديان وتلاع




مفرح التليدي 03-22-2013 11:09 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 



ليست العبرة فقط
أين وصلت
في قراءة القرآن
بل العبرة
القرآن في قلبك أين وصل



مفرح التليدي 03-22-2013 11:15 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 



إذا وجدت غباراً على مصحفك
فــ أبكي على نفسك
فمن ترك قراءة القرآن
ثلاثة أيام من غير عذر
سمي هاجراً !



مفرح التليدي 03-22-2013 11:21 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 




قصة جميلة وغريبة فيها عبرة لمن يعتبر


أي شخص كان قد رآني متسلقاً سور المقبرة في هذه الساعة من الليل، كان سيقول: أكيد مجنون، ‏أو أن لديه مصيبة.

والحق أن لديَّ مصيبة، كانت البداية عندما قرأت عن سفيان الثوري أنه كان لديه قبراً في منـزله يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى ( ‏رب ارجعون .. رب ارجعون )
ثم يقوم منتفضاً ويقول : ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ؟

حدث أن فاتتني صلاة الفجر، وهي صلاة من كان يحافظ عليها، ثم فاتـته فسيحس بضيقة شديدة طوال اليومعند ذلك .
تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني، ‏فقلت لابد وأن في الأمر شيء، ‏ثم تكررت للمرة الثالثة على التوالي؛ ‏هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النارقررت أن أدخل القبر حتى أؤدبها ‏ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منـزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله. ‏وكل يوم أقول لنفسي دع هذا الأمر غداً وجلست أسوف في هذا الأمر حتى فاتـتني صلاة الفجر مرة أخرى.

‏حينها قلت: كفى . وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة .

ذهبت بعد منتصف الليل، حتى لا يراني أحد، وتفكرت: ‏هل أدخل من الباب ؟ حينها سأوقظ حارس المقبرة! ‏أو لعله غير موجود! ‏أم أتسور السور ؟

‏إن أوقظته لعله يقول لي تعال في الغد، ‏أو حتى يمنعني ، وحينها يضيع قسمي، ‏فقررت أن أتسور السور .. ‏

رفعت ثوبي وتلثمت بشماغي واستعنت بالله وصعدت، برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيراً كمشيع، إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة .

‏ورغم أنها كانت ليلة مقمرة، ‏إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سواداً ‏تلك الليلة، ‏كانت ظلمة حالكة، ‏سكون رهيب .

‏هذا هو صمت القبور بحق، تأملتها كثيراً من أعلى السور، ‏واستـنشقت هوائها، ‏نعم إنها رائحة القبور ، ‏أميزها عن ألف رائحة، رائحة الحنوط ،‏ رائحة بها طعم الموت ‏الصافي .

وجلست أتفكر للحظات مرت كالسنين .. ‏


إيه أيتها القبور، ‏ما أشد صمتك وما أشد ما تخفينه، ‏ ضحك ونعيم، وصراخ وعذاب أليم،‏ ماذا سيقول لي أهلك لو حدثتهم ؟

لعلهم سيقولون قول الحبيب صلى الله عليه وسلم

( ‏الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم )


قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحالة، فلو رآني أحد فإما سيقول أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبة، وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات .

هبطت داخل المقبرة، وأحسست حينها برجفة في القلب، ‏والتصقت بالجدار ولا أدري لأحتمي من ماذا؟

‏عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها، أنا لست جباناً، ‏لكنني شعرت بالخوف حقا !‏

نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحة والتي تنتظر ساكنيها. ‏إنها أشد بقع المقبرة سواداً وكأنها تناديني، ‏ مشتاقة إليَّ : متى ستكون فيَّ ؟

أمشي محاذراً بين القبور،‏ وكلما تجاوزت قبراً تساءلت

‏أشقي أم سعيد ؟ ‏شقي بسبب ماذا؟ ‏

أضيّع الصلاة ؟ أم كان من أهل الغناء والطرب؟

‏أم كان من أهل الزنى؟


لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض قوة، وأن شبابه لن يفنى؟ وأنه لن يموت كمن مات قبله؟

أم أنه كان يقول

ما زال في العمر بقية،


سبحان من قهر الخلق بالموت

أبصرت الممر، ‏حتى إذا وصلت إليه، ووضعت قدمي عليه، أسرعت نبضات قلبي فالقبور يميني ويساري، وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية، ‏ثم بدأت أولى خطواتي، بدت وكأنها دهر، ‏أين سرعة قدمي؟ ما أثقلهما الآن، ‏تمنيت أن تطول المسافة ولا تنتهي ابداً، لأنني أعلم ما ينتظرني هناك .

اعلم، فقد رأيت القبر كثيرا، ولكن هذه المرة مختلفة تماماً أفكار عجيبة، خفت أن أنظر خلفي، خفت أن أرى أشخاصاً يلوحون إليّ من بعيد، خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت، ‏بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان، لا يهمني شيء طالما أنني قد صليت العشاء في جماعه .

أخيراً، أبصرت القبور المفتوحة، أقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت أشد منها سواداً، ‏كيف أتتني الجرأة حتى أصل بخطواتي إلى هنا ؟ ‏بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟ ‏وأي شئ ينتظرني في الأسفل ؟ ‏فكرت بالإكتفاء بالوقوف و أن أصوم ثلاثة أيام تكفيراً لقسمي .

‏ولكن لا

‏لن أصل إلى هنا ثم أقف، ‏يجب أن أكمل، ‏ولكن لن أنزل إلى القبر مباشرة، بل سأجلس خارجه قليلاً حتى تأنس نفسي .

ما أشد ظلمته، ‏وما أشد ضيقه، كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة؟


سبحان الله


‏ يبدو ‏أن الجو قد إزداد برودة، ‏أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر؟ هل هذا صوت الريح ؟ ‏ليس ريحاً، ‏لا أرى ذرة غبار في الهواء، هل هي وسوسة أخرى؟

استعذت بالله من الشيطان الرجيم، ‏ثم أنزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم جلست وقد ضممت ركبتي أمام صدري أتأمل هذا المشهد العجيب، إنه المكان الذي لا مفر منه أبداً ، ‏سبحان الله ،

‏نسعى لكي نحصل على كل شيء، ‏وهذه هي النهاية: لاشئ .

كم تنازعنا في الدنيا، اغتبنا، تركنا الصلاة، آثرنا الغناء على القرآن، والكارثة أننا نعلم أن هذا مصيرنا، وقد حذّرنا الله منه ورغم ذلك نتجاهل ‏


أشحت بوجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت، وكأني خفت أن يرد عليّ أحدهم : يا أهل القبور ،‏ مالكم ؟‏ أين أصواتكم ؟ ‏أين أبناؤكم عنكم اليوم ؟‏ أين أموالكم؟ ‏أين وأين؟‏ كيف هو الحساب ؟ ‏ أخبروني عن ضمة القبر، أتكسر الأضلاع ؟ أخبروني عن منكر و نكير، ‏أخبروني عن حالكم مع الدود

سبحان الله، نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد أو لا يوافق شهيتنا، ‏واليوم .. نحن الطعام، لابد من النزول إلى القبر .

قمت وتوكلت على الله، ونزلت برجلي اليمين، وافترشت شماغي، ووضعت رأسي ‏وأنا أفكر، ‏ماذا لو انهال عليَّ التراب فجأة ؟ ماذا لو ضُم القبر عليَّ مرة واحدة؟

نمت على ظهري وأغلقت عينيَّ حتى تهدأ ضربات قلبي، حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد،‏ ما أشده من موقف وأنا حي . فكيف سيكون عند الموت ؟


فكرت أن أنظر إلى اللحد، هو بجانبي، والله لا أعلم شيئاً أشد منه ظلمة، يا للعجب!‏ رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء البارد يأتي منه! فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف ؟ خفت أن أنظر إليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران إليَّ بقسوة. أو أن أرى وجهاً شاحباً لرجل تكسوه علامات الموت ناظراً إلى الأعلى متجاهلني تماماً، ‏حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد .
ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أياً من هذه المناظر رغم علمي أن اللحد خالياً، ولكن تكفي هذه المخاوف حتى أمتنع تماماً عن النظر إليه .تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتضر (لا إله إلا الله .. إن للموت سكرات ) تخيلت جسدي عند نزول الموت يرتجف بقوة وأنا أرفع يدي محاولاً إرجاع روحي. وتخيلت صراخ أهلي عالياً من حولي : أين الطبيب؟ أين الطبيب

( فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين )


تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون : لا إله إلا الله، تخيلتهم يمشون بي سريعاً إلى القبر، وتخيلت أحب أصدقائي إلي وهو يسارع لأن يكون أول من ينـزل إلى القبر، تخيلته يضع يديه تحت رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع، يصرخ فيهم: ‏جهزوا الطوب .

وتخيلت أحمد يجري ممسكاً إبريقاً من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا عليَّ التراب، تخيلت الكل يرش الماء على قبري، تخيلت شيخنا يصيح فيهم : ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل، ‏ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .

ثم رحلوا، وتركوني فرداً وحيداً، تذكرت قول الله تعالى (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة، وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم )


نعم صدق الله العظيم، تركت زوجتي، فارقت أبنائي، تخلـيّت عن مالي، أو هو تخلى عني .تخيّلت كأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادماً، ظهروا بأصوات مفزعة، وأشكال مخيفة، ينادي بعضهم بعضاً: ‏أهو العبد العاصي؟

فيقول الآخر: نعم. ‏ فيقال: ‏أمشيع متروك ‏أم محمول ليس له مفر؟ ‏فيجيبه الآخر: بل محمول إلينا ليس له مفر. فينادى : هلموا إليه حتى يعلم أن الله عزيز ذو انتقام . ‏


رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين:‏ ما غرك بربك الكريم ؟ ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة .. ‏ ما الذي خدعك حتى عصيت الواحد القهار؟ أهي الدنيا؟ أما كنت تعلم أنها دار فناء؟ وقد فنيت! أهي الشهوات؟ أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت! أم هو الشيطان؟ أما علمت أنه لك عدو مبين؟ أمثلك يعصى الجبار، والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته، لا نجاة لك منَّا اليوم، اصرخ ليس لصراخك مجيب


فجلست اصرخ رب ارجعون، رب ارجعون. وكأني بصوت يهز القبر والفضاء، يملأني يئساً يقول :


(كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )


بكيت ماشاء الله أن أبكي، ثم قلت: الحمدلله رب العالمين، مازال هناك وقت للتوبة، استغفر الله العظيم وأتوب إليه ثم قمت مكسوراً،‏ وقد عرفت قدري، وبان لي ضعفي، أخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر ، وعدت وأنا أردد قول جبريل للحبيب صلى الله عليه وسلم :


عش ما شئت فإنك ميت ، و أحبب من شئت فإنك مفارقه،

واعمل ما شئت فإنك مجزي به


منقووووول للفائدة





مفرح التليدي 03-23-2013 10:31 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (1)

عش رجبا ترا عجبا*

قالو أن الحارث بن عُباد بن قيس بن ثعلبة طلق بعض نساءه من بعد
ما أسن وخرف، فتزوجها بعده رجل كانت تظهر له من الوجد به مالم تكن
تظهره للحارث ، فلقي زوجها الحارث فأخبره بمنزلته منها
فقال الحارث : عِش رجباً ترا عجباً





مفرح التليدي 03-23-2013 10:35 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (2)



" الولد ولد ولو حكم بلد "


يحكى أن والي مصر محمد علي باشا خرج يوما يتنزه مع بعض أفراد حاشيته ،فمروا بأولاد يلعبون


وكان بينهم ولد يلبس طربوشا جديدا فتناوله محمد علي باشا عن رأسه وقال له :


" بكم تبيع هذا الطربوش "
فقال الولد
:
" طربوشي كان سعره عشرين مصريا قبل أن تمسكه يدكم الكريمة ،



أما الآن فقد أصبح في يدكم الكريمة أغلى من أن يباع بثمن .

فأعجب محمد علي باشا ببداهة الولد وقال لمن معه :
" هذا الولد ! ربما يصير يوما حاكما عظيما " .

ثم قال له :
" إذاأعطيتك ثمن الطربوش ألف مصرية فماذا تفعل بها " ؟

قال :
" أشتري جللاًوألعب بها مع رفاقي " .

فضحك محمد علي باشا وقال :



" الولد ولد ولو حكم بلد "

مفرح التليدي 03-23-2013 10:39 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (3)


( إن الجبان حتفه من فوقه )

أول من قاله هو عمرو بن أمامة في شعر له
وكان يراد قتله، فقال هذا الشعر عند ذلك فقد قال :

لقد حسوت الموت قبل ذوقه .... إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مقاتل عن طوقه ..... والثور يحمي أنفه بروقه

ويضرب في قلة نفع الحذر من القدر



مفرح التليدي 03-23-2013 10:41 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (4)


( إن وراء الاكمة ما وراءها)


أصله أن أمةً واعدت صديقها أن تأتيه وراء الاكمة إذا فرغت
من مهنة أهلها ليلا .
فشغلوها عن الانجاز بما يأمرونها من العمل، فقالت حين غلبها الشوق
حبستموني وإن وراء الاكمة ما وراءها .

يضرب لمن يفشي على نفسه أمرا مستوراً





مفرح التليدي 03-23-2013 10:47 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (5)



عذر أقبح من ذنب

يروى أن (بشار بن برد)
أسرف فى هجاء قوم ــ
ومعروفة هي صولاته وجولاته
فى عالم الذم والهجاء ــ
فلجأ أولئك القوم الى أبيه رجاء
أن يلجم إبنه أو يردعه
فوعدهم خيرا
وعندما عاد بشار آخر النهار
أخبره أبوه بما كان من نبأ القوم
فقال له :
إذا عادوا للشكوى فقل لهم إن بشاراً أعمى !
وليس على الأعمى حرج !
وفعلا عاد القوم للشكوى بعد أن طفح بهم الكيل
مرة ثانية
فقال لهم الوالد معتذراً عن فعلة إبنه :
إن بشارا أعمى وكما تعرفون ليس
على الأعمى حرج !
فقال أحدهم :
عذر بُرد أقبح من ذنب بشار !
أي إستهجن ذلك الأعرابي
تذاكي الأب فى الربط بين عمى بشار
وفحش أو حدّة لسانه !

فذهب قوله مثلاً
وأصبح يقال لمن لا يحسن الإعتذار
أو لمن يحاول المراوغة لتجنب الإعتذار

" عذر أقبح من ذنب " !



مفرح التليدي 03-23-2013 10:52 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (6)


" مكره أخاك لا بطل "

هذا المثل يضرب لمن فعل شيئا ألزمته الضرورة أن يفعله وهو في الحقيقة لا يريد هذا ، أو لمن وُضِع في موضع لايريده لكنه مُجبر.
ففي إحدى المعارك بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاويةرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين وجمعنا بهم في جنّات النعيم .
خرج علي رضي الله عنه وخلع درعه من على جنبه وقال من يبارز ؟؟ وهذه أقصى درجات الشجاعة إذا خلع البطل من العرب درعه وقال من يبارز – والمبارزة هي المصارعة بالسيف قبل المعركة – فلما قال هذا هابه الناس فما خرج منهم أحد ، فقال الناس لمعاوية : قم بارزه ، فقال : لا
فالتفت معاوية إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه وقال : اخرج له ، فقال عمرو : أُبارز أبا الحسن ؟! قالها متعجباً ومعظماً لشجاعة علي ، يعني أنه لو كان غير علي ممكن أما أبا الحسن فمن يبارزه ، فقال معاوية : عزمت عليك أن تبارزه ، فخرج عمرو ولما جاء عند علي رضي الله عنهما ألقى سيفه على الأرض وقال : (مكره أخوك لابطل) يعني أني ماجئت بطولة مني ، ولكن أرغموني حتى خرجت ، فضحك علي رضي الله عنه ورجع ، وتقاتل الصفان وكان بينهما ما كان من الحرب

مفرح التليدي 03-23-2013 11:05 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 

قصة مثل (7)


خذ الحكمه من افواه المجانين




*****************





أصل المثل ان رجلا ثريا توفى في بلد بعيد عن بلده ووصل خبر وفاته الى اولاده

وحدد ولده الأكبر يوما للعزاء ولكن اخوته طالبوا بالميراث

فقال لهم انتظروا حتى ننتهي من مراسم العزاء

وبعدها لكم ما اردتم ولكنهم رفضوا ،وقالوا بل نقسم التركه اليوم فرفض مطلبهم

و قال لهم : انها سبة علينا ... فماذا ستقول الناس ان رأونا نقسم التركة قبل انتهاء العزاء !



ذهب اخوته فورا الى القاضي يشكون أخاهم ، فارسل القاضي له امرا بالحضور .

فاخذ يفكر ماذا يفعل ؟





ذهب الرجل الى احد عقلاء البلد ليستشيره وكان صاحب راى سليم ،فسرد عليه القصه وقال انظر لي مخرجا

فقال له الحكيم اذهب الى فلان فلن يفتيك ويعطيك الحل غيره قال له ان فلان مجنون فكيف يحل مشكله عجز في حلها العقلاء؟!
قال اذهب اليه فلديه ما تريد فذهب اليه وسرد عليه القصه :


فقال له المجنون : قل لاخوانك هل عندكم من يشهد بان ابي قد مات؟

قال الرجل : ،أصبت والله ، كيف لم افكر في هذا .ولكن





خذواالحكمه من افواه المجانين

وذهب الى المحكمه وقال للقاضي ماقال له المجنون




فقال القاضي : انك محق هل عندكم شهود ؟




قالوا : ان ابانا توفى في بلد بعيد وجاءنا الخبر ولا يوجد شاهد على ذلك


قال لهم القاضي : ائتوني بالشهود،

وظلت القضيه معلقه الى سنه ونصف

وقال لهم اخوهم : لو صبرتم اسبوع كان خيرا لكم وأعقل





وذهب قوله مثلا :
خذو الحكمة من افواه المجانين

مفرح التليدي 03-23-2013 11:12 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (8)


(جنت على نفسها براقش)



يقال...أن براقش هو إسم كلبة كانت لبيت من العرب في إحدى القرى الجبلية في المغرب ...

العربي ..وكانت تحرس المنازل لهم من اللصوص وقطاع الطرق....

وكانت تقوم بعملها هذا خير قيام....فإذا حضر أناس غرباء للقرية فإنها تنبح عليهم ...

وتهاجمهم حتى يفروا من القرية ...وكان صاحب براقش قد علمها أن تسمع وتطيع أمره ...

وإذا ما أشار إليها بأن تسمح لضيوفه بالمرور سمعت وأطاعت ..وأن أمرها بمطاردة ...

اللصوص إنطلقت كالصاروخ ...وبذلك ..عاش أهل القرية بأمان وسلام....

وفي أحد الأيام ....

حضر للقرية مجموعة من الأعداء....فبدأت براقش بالنباح لتنذر أهل القرية الذين سارعوا

بالخروج من القرية والأختباء ...بأحدى المغارات القريبة حيث إن عدد العدو كان

أكثرمن عدد أهل القرية ...وفعلا خرج أهل القرية بسرعة وإختبأوا بالمغارة ...

بحث الأعداء..عنهم كثيرا دون جدوى..ولم يتمكنوا..من العثور عليهم فقرر الأعداء

الخروج ..من القرية..وفعلا بدأوا بالخروج من القرية ..فرح أهل القرية بذلك ..وأطمأنوا
بأن العدو لن يتمكن من قتلهم.....

عندما...رأت براقش بأن..الأعداء بدأوا بالخروج من القرية ...بدأت براقش..بالنباح...

الشديد..حاول صاحبها أن يسكتها ولكن دون جدوى...عند ذلك عرف الأعداء ..المكان ..

الذي كان أهل القرية فيه مختبئين...فذهبوا إليهم ..وقتلوهم جميعا بما فيهم ...براقش..

ولذلك .....قالوا....في المثل...(جنت على نفسها براقش)....

ويضرب هذا ...المثل....إذا جاء الأذى ..لأنسان بسبب عمل قام به..هو عن غير عمد....



مفرح التليدي 03-23-2013 11:18 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (9)



مد رجلك على قد لحافك


هناك شاب ورث ثروه طائله عن والده وهو وريثه الوحيد فلم يحسن هذا الشاب التصرف بهذه الثروه بل اخذ
يبعثرها ويلعب بها , كثر عنده اصحاب الرخاء , كثرت سهراتهم عنده وكثر البذخ والاسراف و التبذير وهم
ياكلون ويضحكون ويمدحون هذا الشاب ...
وبعد مده ادبرت دنياه ونفذ جميع مايملك من ثروة والده واصبح لايملك قوت ليله ...

عندها تخلوا عنه وضاقت عليه الارض فخرج من بلدته باحثا عن عمل يحصل منه على لقمة العيش
وانتهى به المطاف عند صاحب بستان استاجره.. ولكنه لاحظ انه لايعرف العمل ولم يسبق هن عمل بيده
وانه ابن ترف لكن ظروفا لزمته بذلك فساله صاحب البستان ماالذى اجبرك على العمل؟ ومن انت ؟ فاخبره الشاب بكامل القصه ..
فذهل صاحب البستان لانه يعرف والد الشاب وانه صاحب ثروه كبيره لايمكن ان تنفد ولكن الشاب انفقها بغير تصرف ..
فحوقل الرجل ثم قال: لااريدك ان تعمل وتهان وانت ابن فلان ..
ثم عقد له الزواج على ابنته ثم زوجه اياها واسكنه بيتا صغيرا قريبا منه واعطاه جملا
وقال ياولدى احتطب وبع وكل من عمل يدك وانصحك بان تمد رجلك على قد لحافك وصارت مثلا ....



مفرح التليدي 03-23-2013 11:26 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (10)


سبق السيف العذل


قاله ضَبَّة بن أدّ لما لامه الناسُ على قتله قاتلَ ابنه في الحرم،

قيل إنه حجَّ فوافى عُكَاظ فلقي بها الحارث بن كعب ورأى عليه بُرْدَىْ ابنه سعيد

فعرفهما، فقال له‏:‏ هل أنت مُخْبِرِي ما هذان البردان اللذان عليك‏؟‏

قال‏:‏ بلى لقيتُ غلاما وهما عليه فسألتهُ إياهما فأبى علي فقتلته

وأخذتُ بُرْدَيه هذين، فقال ضبة‏:‏ بسيفك هذا‏؟‏ قال‏:‏ نعم

فقال‏:‏ فأعْطِنِيه أنظر إليه فإني أظنه صارما، فأعطاه الحارث سيفه

فلما أخَذَه من يده هَزَّهُ، وقال‏:‏ الحديثُ ذو شجون

ثم ضربه بِهِ حتى قتله، فقيل له‏:‏ يا ضبة أفي الشهر الحرام‏؟‏

فقال‏:‏ سَبَقَ السيف العذل فصارت مثلا

مفرح التليدي 03-24-2013 02:19 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (11)

اختلط الحابل بالنابل

أصل هذا المثل هو ان الراعي أو المعاز
بعد موسم عشار الماعز يعرّب القطيع فيجعل

المعاشير وهي «المعز الغزيرة اللبن» على
حدة وغير المعاشير على حدة وذلك ليبيع غير
المعاشير على حدة ويحتفظ بالمعاشير
لتدر عليه ارباحا وافرة.

وتسمى المعاشير «حابل» وغيرالمعاشير «نابل».

ويحدث في كثير من الاحيان ان تختلط
المعاشير مع غير المعاشير فيستاء الراعي ويقول:
اختلط الحابل بالنابل.


مفرح التليدي 03-24-2013 02:24 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (12)

رجع بخفي حنين

كان حنين إسكافيا فساومة أعرابي على خفين فاختلفا ,
فأراد حنين أن يغيظ الأعرابي ,
فأخذ أحد الخفين وطرحه في الطريق ,
ثم ألقى الآخر في مكان آخر,
فلما مر الأعرابي بأحدهما قال ما أشبهه بخف حنين
ولو كان معه الآخر لأخذته,
ثم مشى فوجد الآخر,
فترك حماره وعاد ليأتي بالخف الأول,
وكان حنين يكمن له فسرق الحمار .
وعاد الأعرابي إلى قومه فسألوه لماذا رجعت بدون الحمار
فأجابهم لقد رجعت بخفي حنين.



مفرح التليدي 03-24-2013 02:32 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (13)



من قصص التراث الشعبي الفلسطيني "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان"



كان أخوان اثنان يعيشان في رغد وسعة من العيش، أنجب أحدهما بنتا وأنجب الآخر ولدا، ولم ينجبا بعدهما شيئاً، اتفق الاثنان أن يزوجا البنت للولد بعد بلوغهما سن الزواج وتعاهدا على ذلك، مات أحدهما وهو أب البنت، ثم ماتت أمها فيما بعد، وعاشت البنت عند عمها الذي لم يعش بعدهما طويلا.
أصبح الشاب يعيش مع بنت عمه في بيت واحد، وكان لكليهما ماله وتجارته الموروثة عن أب كل منهما، كان للشاب صديق عزيز على قلبه، عندما رأى بنت عمه خطبها إليه، وافق الشاب على زواج صديقه من بنت عمه، تزوج الشاب الفتاة، وسافر بها إلى بلاد بعيدة .
حزن الشاب على فراق بنت عمه حزنا شديدا، وأثَّرت شدة حزنه على تجارته وأرباحه، وبدأ بالتراجع حتى خسر كل ما يملك من تجارة ومال.
شعر الشاب أن كل ما أصابه كان بسبب ذلك الشاب الذي تزوج من بنت عمه فعزم على الانتقام منه.
رحل الشاب من موطنه عازما على قتل صديقه، وسافر الليالي والأيام حتى اهتدى إليه، كان يسكن صديقه مع بنت عمه في قصر شامخ، استأذن في الدخول على صديقه ولكن صديقه امتنع عن مقابلته.
عاد الشاب حزينا هائما على وجهه، وظل يمشي حتى وصل إلى شاطئ البحر، وهناك وجد اثنين يتخاصمان على صندوق كل يدعي ملكيته، طلب الاثنان من الشاب أن يحكم بينهما وقد ارتضياه حكما لهما، كان الشاب قد أصرّ في نفسه أمرا.
ألقى الشاب حجرا في البحر وقال لهما: اذهبا وابحثا عنه وأيكما أتاني به فالصندوق له.
ذهب الاثنان ليبحثان عن الحجر، وخطف الشاب الصندوق وفرّ به هاربا ليجده ممتلئا بالذهب والمال.
عزم الشاب أن يعود إلى ذات البلدة التي يعيش فيها صديقه الذي تزوج من بنت عمه، والذي كان سببا في دماره، من أجل منافسته والكيد له، وبدأ بالتجارة، واشترى البيوت والقصور والمتاجر ببضائعها، حتى لمع نجمه وانتشر خبره وأصبح من كبار أعيان المدينة، ترك العاملون عند صديقه أعمالهم والتجأوا إليه رغبة في زيادة الأجر، وكان لا يرفض عاملا جاءه باحثا عن رزقه.
وفي يوم من الأيام جاءته امرأة عجوز أشفق عليها، وجعلها تعمل في تجارته، كانت هذه المرأة العجوز تعتبر الشاب مثل أبنائها وكانت تهتم بشأنه كثيرا، طلبت منه مرة أم يتزوج، عارضة عليه أجمل بنات المدينة، ولكنه رفض.
وفي يوم دخلت على متجره بنت جميلة تريد الشراء، نظر إليها الشاب وقال للعجوز: أريد هذه البنت.
ذهبت المرأة العجوز لخطبة الفتاة على ذلك الشاب، ودعا الشاب جميع وجهاء وأعيان المدينة، حضر الجميع وكان صديقه من بين الحاضرين.
وعندما انتهى حفل الزفاف، وذهب الجميع إلى بيوتهم، نظر في مكان ما من قصره، فإذا بصديقه يجلس ويرفض الخروج، جاءه مسرعا ومخاطبا، ما الذي يجلسك ؟ أليس كل المدعوين قد انصرفوا إلى بيوتهم ؟.
قال صديقه: لا أريد الانصراف، ففرحك هو فرحي، وسعادتك هي سعادتي، ويجب أن أقوم بواجبي معك كاملا، ولن أتركك.
رد عليه الشاب قائلا: أنت كاذب، ولو كنت صادقا لخرجت لاستقبالي يوم أن زرتك في قصرك.
قال صديقه: في يوم زيارتك لي، كنت جالسا في اجتماع هام لكبار أعيان ووجهاء المدينة، وقد أثنيت عليك بحضورهم، وأبلغتهم عنك بأنك الوجيه الفاضل والشهم الكريم، والتاجر الكبير، ولما نظرت إليك من نافذة قصري وأنت في ثيابك البالية، خشيت أن تدخل قصري فتتأثر صورتك التي رسمتها لهم فأكون في نظرهم كاذبا وتبدو أنت في نظرهم في صورة ليست بالصورة التي أبلغتهم عنك.
أما المرأة العجوز التي كانت تحضنك وتخدمك فهي أمي.
وأما الاثنان اللذان كانا يتخاصمان على الصندوق على شاطئ البحر فهما أخواي أرسلتهما لك ومن أجلك.
وأما زوجتك التي تزوجتها فهي ابنتي.
وأما العمال الذين هم عندك فهم عمالي أرسلتهم لك.
وأما بضاعتك وأملاكك وقصورك ومحلاتك التجارية فقد كانت ملكا لي تنازلت عنها لك ومن أجلك.
. وأنا لا أنسى فضلك، يوم أن آثرتني على نفسك وزوجتني من بنت عمك




مفرح التليدي 03-24-2013 02:35 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (14)


(ماهكذا تورد الابل ياسعد )

هذا مثل عربي منذ عصر الجاهليه
حين راى اعرابي أخاه يسقى الابل على غير مايرام
فخاطب أخاه بهذه الصيغه
فجرى مجرى المثل .


مفرح التليدي 03-24-2013 02:38 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (15)


( ترك الحبل على الغارب )

الغارب هو : سنام الجمل

واذا اردنا ان نترك الجمل بحريه دون قيد فإننا نفك رباطه
ونرمي بالحبل على سنامه
ومن هذا جاء المثل
فتكون الموعظه :
بعدم ترك الامور بلادرايه في نواصي الحياة !



مفرح التليدي 03-24-2013 06:11 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 

قصة مثل (16)


(رب كلمه قالت لصاحبها دعني)

ذكروا ان ملك من ملوك حمير خرج متصيداً ومعه نديم له كان يقربه
ويكرمه فاشرف على صخره ملساء ووقف عليها فقال له النديم :لو
ان إ نسان ذبح على هذه الصخره الى اين كان يبلغ دمه ؟ فقال له
الملك اذبحوه عليها ليرى دمه اين يبلغ فذبح عليها فقال الملك
(رب كلمه قالت لصاحبها دعني)



مفرح التليدي 03-24-2013 06:15 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (17)



(شعرة معاويه )

قال معاويه بن ابي سفيان :

(اذا كان بيني وبين شعبي شعره لما انقطعت ..فأذا ارخو شديت واذا شدوا أرخيت )

ويضرب هذا المثل في حسن تدبير الامور مع الناس



مفرح التليدي 03-24-2013 06:23 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (18)



(الجود من الموجود )

يروى ان رجلاً اقترض من أحد المرابين مبلغاً من المال
ولما حل موعد تسديده قصد صديقاً له فطرق عليه الباب
فرحب به واستقبله استقبالاً جيداً وادخله بيته واجلسه الى
جانبه وقدم له مايقدم للضيف.

وبعد برهه من جلوسه بدأيعرض لصديقه حاجته بقوله لقد
اقترضت مبلغاً من احد المرابين وقد اثقلني دفع الفوائد له
واطلب منك مساعداتي فساله صديقه مامقدار المبلغ الذي تطلبه؟

فقال له الف دينار فقال له صديقه ليس لدي الاخمسمائة دينار
فقط فقال :ان هذا المبلغ لايسد حاجتي كما ان عطاءك هذا
لاينطبق على ماعهدته عليه فاجابه صديقه :
(الجود من الموجود)
فاخذ المبلغ وودعه فغداقوله مثلاً يضرب للاعتذار عن قلة
البذل والعطاء وورد ايضاً على لسان العرب :
(غاية الجود بذل الموجود)



مفرح التليدي 03-24-2013 06:29 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
قصة مثل (19)


( بيدي لا بيدك ياعمرو )

كانت ابنة الزباء ملكه الجزيره وقنسرين ولما وقعت اسيره في
أيدي قصير وعمرو وكان لها خاتم فيه سم
فمصته فماتت مفضله ان تقتل نفسها قبل أن يقتلها عمرو

وقالت بيدي لا بيد عمرو


مفرح التليدي 03-24-2013 06:32 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 

القيم و الأخلاق الإسلاميه (1)


أولاً: ماذا نقصد بالقيم ؟

القيمـــة هي صفة في شئ تجعله موضع تقدير واحترام أي أن هذه الصفة تجعل ذلك الشيء مطلوباً ومرغوباً فيه ، سواءً كانت الرغبة عند شخص واحد ، أو عند مجموعة من الأشخاص. مثال ذلك إن للنسب عند الأشراف قيمة عالية ، وللحكمة عند العٌلماء قيمة عظيمة ، وللشجاعة عند الأمراء قيمة مرغوبة ، ونحو ذلك.

وموضوع القيمة : هو البحث عن الموجود من حيث هو مرغوب فيه لذاته، والنظر في قيم الأشياء، وتحليلها، وبيان أنواعها وأصولها، فإن فسرت "القيمة" بنسبتها إلى الصور الغائبة، المرتسمة على صفحات الذهن، كان تفسيرها مثالياً، وإذا فسرت بأسباب طبيعية أو نفسية أو اجتماعية، كان تفسيرها وجودياً.

وخير تفسير للقيم ما جمع بين الاثنين، المعنى المثالي، والمعنى الطبيعي، إذ لا يمكن تصور أحد هذين المعنيين في القيمة، دون الآخر، ولولا ذلك، لما كان للقيمة وجود، ولا للوجود قيمة

يتبع بإذن الله ...



مفرح التليدي 03-24-2013 07:17 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
القيم و الأخلاق الإسلاميه (2)



ثانيًا: ومن أهم تلك القيم العدل :

عندما تختفي أنوار العدل عن البشر ، يغشاهم الهرج والمرج ، ويتفشى الظلم بينهم بشكلٍ فظيع، حيث تجد القويّ يفتك بالضعيف ، والقادر يسلب حق العاجز ، والغالب يُريق دم المغلوب ، والراعي يهضم حق المرعى ، والكبير يقهر الصّغير ، ولا يخرجهم من هذا الوضع المشين ، إلاّ "العدل"
سعادتهم ، وقاعدة أمنهم واستقرارهم.

فما هو العدل وما أنواعه ، وما ثمرته ، وكيف طبقّه المسلمون في حياتهم ؟؟ أسئلة وتساؤلات تأتي الإجابة عنها في الفقرات الآتية:



1/ مفهوم العدل :

المراد بالعدل :
إعطاء كل ذي حق حقه ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، من غير تفرقة بين المستحقين ولأهمية العدل ومنزلته ، بعث الله رسله وأنزل كتبه ، لنشره بين الأنام ،

قال تعالى: (( لقد أرسلنا رُسلنا بالبيّنات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط))

والقسط : العدل ، وهو قوام الدنيا والدين ، وسبب صلاح العباد والبلاد ، به قامت السموات والأرض ، وتألفت به الضمائر والقلوب والتأمت به الأمم والشعوب ، وشمل به الناس التناصف والتعاطف، وضمهم به التواصل والتجانس ، وارتفع به التقاطع والتخالف.

وضعه الله تعالى لتوزّع به الأنصبة والحقوق، وتقدر به الأعمال والأشخاص، إذ هو الميزان المستقيم، الذي لا تميل كفته، ولا يختل وزنه، ولا يضطرب مقياسه، فمن رام مخالفته، وقصد مُجانيته، عرّض دينه للخبال، وعمرانه للخراب، وعزته للهوان، وكثرته للنقصان، وما من شيء قام على العدل، واستقام عليه ، إلاّ أمن الانعدام، وسلم من الانهيار.

ومن أهم دعائم السعادة، التي ينشدها البشر في حياتهم، أن يطمئنوا على حقوقهم وممتلكاتهم، وأن يستقر العدل فيما بينهم، وإلاّ فلا يعرف على وجه الأرض شيء أبعث للشقاء والدّمار، وأنفى للهدوء والاستقرار بين الأفراد والجماعات، من سلب الحقوق.

إذن العدل قيمة ضرورية في الإسلام، عمل الإسلام على إثباتها، وإرسائها بين الناس، حتى ارتبطت بها جميع مناحي تشريعاته ونظمه، فلا يوجد نظام في الإسلام إلاّ وللعدل فيه مطلب، فهو مرتبط بنظام الإدارة والحكم، والقضاء، وأداء الشهادة، وكتابة العهود والمواثيق بل إنه مرتبط أيضاً بنظام الأسرة والتربية، والاقتصاد والاجتماع، والسلوك، والتفكير، إلى غير ذلك من أنظمة الإسلام المختلفة وهذا يدل بوضوح على أن الإسلام ضمن قيمة العدل في جميع مجالات الحياة، بل إنه ركز كافة أهدافه على ضوئها، مما شهد له التاريخ على سلامة المجتمعات التي حكمها، من الانهيار الخطير في الأخلاق ، وأمنها من اضطراب الموازين والمعايير ، وصانها من دمار النفوس، وخراب العمران.




مفرح التليدي 03-24-2013 07:35 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
القيم و الأخلاق الإسلاميه (3)



2/ أنواع العدل :

يمكن تقسيمه إلى أنواع باعتبارات مختلفة ، منها:

أ - تقسيم العدل باعتبار زمانه ومكانه : والعدل بهذا الاعتبار ينقسم إلى قسمين:

1/عدل في الدنيا :
وهو يشمل الحياة البشرية كلها ، منذ أن خلق الله آدم – عليه السلام – إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

قال تعالى:
(( ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات ، وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط))


و معلوم أن رسل الله وأنبياءه، موزعون على الأزمان والأجيال بالتعاقب، ليقيموا العدل بين الناس ، إذ الناس يختلفون ويختصمون، ويؤثر فيهم الهوى والشهوة، فيقع الظلم بينهم، فجاء الأنبياء بالعدل لرفع ذلك الظلم ، ومنع ضرره، ولولاهم ، لفسدت حياة الناس وخربت عليهم الديار. وفي قصة ابني آدم – عليه السلام وهما قابيل وهابيل – التي خلّد ذكرها القرآن ما يعطي صورة واضحة على خطورة الظلم وضرره ، حيث إنه أول معصية أودت بحياة إنسان على وجه الأرض ، ويؤكد على ضرورة العدل ، كي تعيش البشرية في أمن وسلام واستقرار.

وهذا العدل الدنيوي عدل تبين لأنه يقوم على حسب وسع البشر في تطبيقهم لمقتضيات العدل الإلهي المثبت في أحكامه وشرائعه.

2/عدل في الآخرة:
وهو الذي استأثر به الله تعالى يوم القيامة ، إذ قد يفلت الظالم في الدنيا من سلطة الحكم العادل ، الذي يرد عليه ظلمه ، ويؤاخذه بذنبه ، كما أن من التزم العدل في الدنيا ، يتشوق إلى الأجر العظيم ، الذي أعده الله له يوم القيامة مقابل التزامه وصبره وتحمله. وفي هذا وذاك ،

يقول الله تعالى :
(( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين))

وهذا هو العدل المطلق لأن الذي يتولى القيام به هو الله تعالى الذي لا يعزب عنه مثقال حبة أو ذرة في السماوات و لا في الأرض.


ب - تقسيم العدل باعتبار عمومه وشموله:

والعدل بهذا الاعتبار يعمّ الإنسان والحيوان وسائر الكائنات. أما شموله للإنسان فتدّل عليه أدلة كثيرة ،

منها قوله تعالى:
((ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى))

والخطاب للعقلاء ، فكل عاقل مطالب بإقامة العدل في حياته ، مع نفسه وغيره حتى لو كان الغير عدوّه وخصمه لأن سلطان العدل ، ليس له حدود ، فهو يتجاوز حدود الدين والعقيدة ، ويتجاوز حدود القرابة والنّسب ، ويتجاوز حدود الأرض أو الوطن ، فمن كان له حق لآخر ، فلا يظلمه ، بحجة أنه يختلف معه في الدّين أو النسب ، أو الوطن ، بل الواجب عليه أن يعطيه حقه لإنسانيته ، إذ العدل حق يشترك فيه جميع الناس.

وأما شموله للحيوان فلأن الإنسان مأمور بعدم ظلمه وإيذائه ، سواء كان بحبس أو تجويع أو تحميل له فوق طاقته أو غير ذلك ، وقد دخلت إمرأة النار في هرة ، حبستها من غير أن تطعمها أو تخلي سبيلها فتأكل من حشاش الأرض ودخل رجل الجنة في كلبٍ وجده يلهث ويأكل التراب من شدة العطش ، فنزل في البئر ،فملأ خفّه ماء ، فسقاه ، فشكر الله له ، وأدخله الجنة


فالحيوان وإن كان لا يستطيع هو بنفسه أن يحقق العدل في حياته – لعدم تكليفه حيث لا يعقل الخطاب عن المكلف – إلا أن الذين يعيشون معه مطالبون بالعدل معه ، والكف عن أذيته.

وأما شمول العدل لسائر الكائنات، فهو ما نراه ونلحظه في حركة الكائنات التي تسبح في الأرض، أو التي تسبح في الفضاء، فإنها تتحرك حركة عادلة، فمنها ما يلاحظ عدله في الحركة بين السرعة والبطء، كالليل والنّهار، والشمس والقمر، والنجوم والكواكب،
لهذا قال الله تعالى:
((والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز الحكيم ، والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ، لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النّهار وكل في فلك يسبحون))


ومنها ما يكون عدله مركوزاً في حركته بين الزيادة والنقصان ، كالماء واليابسة، فإن الماء لو طغى على اليابسة، لهلك كل شيء يقطن اليابسة، كما أنه لو نقص ، لهلك كل كائن يعيش في الماء. ومن الكائنات ما عدله ملاحظ في طبيعته وتكوينه البيولوجي والكيمائي ، كالحيوانات التي تدّب على الأرض وما من شيء في الكون ، إلاّ وقد رُكزّ "العدل" في نظام حياته ، مما فيه الحياة أو نظام حركته ، مما لا حياة فيه ، ولكنه يسير ويتحرك.





مفرح التليدي 03-24-2013 07:40 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
القيم و الأخلاق الإسلاميه (4)




ج – تقسيم العدل باعتبار تعلقه بالإنسان: والعدل بهذا الاعتبار ينقسم إلى قسمين:

- عدل فردي :
وهو ما كان مظهراً للتوازن النفسي لدى الفرد ، وذلك أن تناسب قوى المرء الثلاث – العقل والغضب والشهوة – أمر راجع إلى الإنسان نفسه ، إما لذاته ، نتيجة تأملاته وأفكاره الفردية، وإما بتأثير غيره، عن طريق العلم والمعرفة والإدراك

مثال ذلك: عدل الإنسان في نفسه ، بأن يعدل في جسده وروحه ، وعقله وفكره ، وأخذه وعطائه ، وعمله ونشاطه ، ونحو ذلك من الأمور التي تخص الفرد في هذه الحياة.


- عدل جماعي :
وهو ما روعي فيه حقوق الآخرين ، وما يجب نحوهم من احترام وتقدير أي أن الإنسان يعتدل في أخذ ما له من حقوق ، وأداء ما عليه من واجبات.

مثال ذلك: عدل الإنسان في بيعه وشرائه ، وفي حكمه وقضائه ، وشهادته وأمانته ، ومنعه وعطائه ، وغير ذلك من المظاهر الاجتماعية الكثيرة ، التي يجري فيها العدل بين الفرد وغيره. فالحاكم الأعلى أو الرّئيس – وهو إنسان فرد – يجب عليه إزاء الجماعة أن يتبع قواعد العدل في توليتها ، وذلك بإسناد الأعمال إلى أهلها من ذوي الكفاءة والخبرة. والقاضي يجب أن يراعي العدل بين الخصمين ، بإعطاء كل ذي حق حقه ، وإلزام من عليه الحق أن يدفعه لمستحقه.

والزوج كذلك عليه أن يعامل زوجته أو زوجاته بالعدل، ويعطي كل واحدة منهن حقها المشروع ، من النفقة والسكن ، والمبيت والركوب ، والطعام واللباس ونحوه.

والأب مطالب بالعدل بين أبنائه ، في التربية والتعليم ، والصحة ، والمنع والعطاء ، وألاّ يفضل أحداً على آخر إلاّ بحقّه وقد ثبت كل ذلك بنصوص صريحة ومباشرة

قال الله تعالى :
((إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ))

وقال صلى الله عليه وسلم:
(اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)

وقال تعالى:
((فإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة))



مفرح التليدي 03-24-2013 07:43 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
القيم و الأخلاق الإسلاميه (5)



3/ ثمرة العدل:

إن المجتمع الذي يضمن نظامه العدل ، لا بدّ أن يجني في حياته ثمرات عظيمة ومنافع كثيرة ، نذكر منها ما يلي:

أ –
العدل مشعر للناس بالاطمئنان والاستقرار، وحافز كبير لهم على الإقبال على العمل والإنتاج، فيترتب على ذلك: نماء العمران و إتساعه، وكثرة الخيرات وزيادة الأموال والأرزاق، ولا يخفى أن المال والعمل، من أكبر العوامل لتقّدم الدّول وازدهارها ، بينما في المقابل تكون عواقب الاعتداء على أموال الناس وممتلكاتهم ، وغمطهم حقوقهم، هي الإحجام عن العمل ، والركود عن الحركة والنشاط، لفقد الشعور بالإطمئنان والثقة بين الناس. وهذا يؤدي بدوره إلى الكساد الاقتصادي، والتأخر العمراني ، والتعثر السّياسي يقول ابن خلدون: [اعلم أن العدوان على الناس في أموالهم، ذاهب بآمالهم في تحصيلها واكتسابها، لما يرونه حينئذ من أنّ غايتها ومصيرها، انتهابها من أيديهم، وعلى قدر الاعتداء ونسبته يكون انقباض الرّعايا عن السّعي في الاكتساب، والعمران ووفوره ، ونفاق أسواقه إنما هو بالأعمال، فإذا قعد الناس عن المعاش ، كسدت أسواق العمران، وانتقصت الأموال، وابذعر-أي تفرق- الناس في الآفاق، وفي طلب الرّزق، فخفّ ساكن القطر، وخلّت دياره، وخربت أمصاره، واختل باختلافه حال الدّولة]

ب- أنه بغير العدل ، يتحيّن الناس الفرصة ،للثورة على الحكومة الظالمة ، وخلع يد الطاعة عن أعناقهم، ذلك أن النفوس مجبولة على حبّ من أحسن إليها ،وكره من أساء إليها ، وليس هناك إساءة أشد من الظلم ، وأفدح من الجور ،ولذلك تقوم الثورات كل حين ،وتزداد الانتفاضات هنا وهناك ، لتقويض كابوس الظلم ،ورفع وطأته عن كاهل الشعوب. وما قيام "الثورة الفرنسية" في أوروبا ،والانتفاضة الفلسطينية في الشرق الأوسط ومقاومة التمييزالعنصري في أمريكا وجنوب أفريقيا إلاّ صورة معبرة عن فقدان العدل في تلك الأماكن وانتشار الظلم فيها ،فأسفر عن إعلان غضب شعوب المنطقة على الظلم وأهله، وكراهيتها لأساليب القمع والاضطهاد، والتعذيب والتنكيل، والطغيان والاستبداد التي تمارسها السّلطات القائمة في تلك المناطق ضد شعوبها.



مفرح التليدي 03-24-2013 08:05 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 




القيم و الأخلاق الإسلاميه (6)



4/ تطبيقات العدل في الإسلام:

طبّق المسلمون "العدل" في أعلى صوره ، بدءاً برسول الله

الذي حكى عنه القرآن قوله: ((إنما أنا بشر مثلكم)) فقد وضع نفسه في مصاف مرتبة البشر ، ولم يحمله شرفه العظيم للامتياز عن الناس تبريراً لأخذ حقوقهم من غير وجه حق ، بل كان نموذجاً رائعاً في إقامة العدل ، حتى على نفسه الكريمة رغم كونه نبي الله ورسوله.

فقد رُوى أن أسيد بن خضير – رضي الله عنه – كان رجلاً صالحاً ضاحكاً مليحاً ، فبينما هو عند رسول الله ، يحدث القوم ويضحكهم ، طعن رسول الله في خاصرته ، فقال: أوجعتني. قال صلى الله عليه و سلم: "اقتص" قال: يا رسول الله إن عليك قميصاً ، ولم يكن عليّ قميص. قال: فرفع رسول الله قميصه ، فاحتضننه ، ثم جعل يقبل كشحه ، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ،

أردت هذا وهذا من أروع الأمثلة على العدل ، الذي سيظلّ يعجز عن تحقيقه أعظم الزعماء إنصافاً مع رعاياه عبر القرون والأجيال.

ومثال آخر في تطبيق العدل في الإسلام، عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أمير المؤمنين، الذي لم تزد قيمة شهادته على شهادة غيره من الناس لمجرد كونه أميراً.

فقد روي عنه أنه كان يمر ليلاً – على عادته – ليتفقد أحوال رعيته، فرأى رجلاً وامرأة على فاحشة، وجمع الناس وخطب فيهم: "ما قولكم أيها الناس في رجل وامرأة رآهما أمير المؤمنين على فاحشة؟ فرد عليه عليّ بن أبي طالب: يأتي أمير المؤمنين بأربعة شهداء، أو يجلد حد القذف، شأنه شأن سائر المسلمين.

ثم تلا قوله تعالى: ((والذين يرمون المحصنات ثمّ لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادةً أبداً وأولئك هم الفاسقون)) ولم يملك أمير المؤمنين إلاّ أن يمسك عن ذكر أسماء الجناة، حيث أدرك أنه لا يستطيع أن يأتي بباقي نصاب الشهادة وأنه لا فرق في هذا بينه وبين سائر المسلمين


ومثال آخر: عليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه – الخليفة الرابع ، افتقد درعه – يوما من الأيام – فوجدها عند رجل نصراني ، فاختصمه إلى شريح القاضي ،

فقال عليّ مدعياً: الدّرع درعي ، ولم أبع ولم أهب، وسأل شريح النصراني في ذلك فقال: ما الدّرع إلاّ درعي، وما أمير المؤمنين عندي بكاذبٍ.

فالتفت القاضي إلى أمير المؤمنين عليّ، فقال: يا أمير المؤمنين، إن النصراني صاحب اليد على الدّرع، وله بذلك حقٌ ظاهر عليها، فهل لديك بيّنة على خلاف ذلك تؤيد ما تقول؟ فقال أمير المؤمنين أصاب شريح ، مالي بيّنة،

وقضى شريحٌ بالدرع للنصراني ، وأخذ النصراني الدّرع وانصرف بضع خطوات ،ثم عاد فقال أمّا أني أشهد أن هذه أحكام الأنبياء ، أمير المؤمنين يدنيني إلى قاضيه ، فيقضي لي عليه ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، الدّرع درعك يا أمير المؤمنين ، اتبعت الجيش وأنت منطلق من صفين ، فخرجت من بعيرك الأورق. فقال علي: أمّا و قد أسلمت فهي لك


وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة ، التي تدلّ على تطبيق العدل في الإسلام في أعلى درجاته،

قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولو على أنفسكم و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون))

يتبع بإذن الله ...




مفرح التليدي 03-24-2013 08:08 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
القيم و الأخلاق الإسلاميه (7)



ثالثًا: ومن تلك القيم الحرية :

جعل الإسلام "الحرية" حقا" من الحقوق الطبيعية للإنسان، فلا قيمة لحياة الإنسان بدون الحرية، وحين يفقد المرء حريته، يموت داخليا"، وإن كان في الظاهر يعيش ويأكل ويشرب، ويعمل ويسعى في الأرض.

ولقد بلغ من تعظيم الإسلام لشأن "الحرية" أن جعل السبيل إلى إدراك وجود الله تعالى هو العقل الحر، الذي لا ينتظر الإيمان بوجوده بتأثير قوى خارجية، كالخوارق والمعجزات ونحوها

قال تعالى: ((لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ))
فنفي الإكراه في الدين، الذي هو أعز شيء يملكه الإنسان، للدلالة على نفيه فيما سواه وأن الإنسان مستقل فيما يملكه ويقدر عليه لا يفرض عليه أحد سيطرته، بل يأتي هذه الأمور، راضيا" غير مجبر، مختارا" غير مكره.

1/ مفهوم الحرية:

يقصد بالحرية: قدرة الإنسان على فعل الشيء أوتركه بإرادته الذاتية وهي ملكة خاصة يتمتع بها كل إنسان عاقل ويصدر بها أفعاله ،بعيدا" عن سيطرة الآخرينلأنه ليس مملوكا" لأحد لا في نفسه ولا في بلده ولا في قومه ولا في أمته.

هل "الحرية" تعني الإطلاق من كل قيد ؟

لا يعني بطبيعة الحال ، إقرار الإسلام للحرية ، أنه أطلقها من كل قيد وضابط ، لأن الحرية بهذا الشكل أقرب ما تكون إلى الفوضى ، التي يثيرها الهوى والشهوة ، ومن المعلوم أن الهوى يدمر الإنسان أكثر مما يبنيه ، ولذلك منع من اتباعه ، والإسلام ينظر إلى الإنسان على أنه مدني بطبعه ، يعيش بين كثير من بني جنسه ، فلم يقر لأحد بحرية دون آخر ، ولكنه أعطى كل واحد منهم حريته كيفما كان ، سواء كان فردا" أو جماعة" ،

ولذلك وضع قيودا" ضرورية" ، تضمن حرية الجميع ، وتتمثل الضوابط التي وضعها الإسلام في الآتي :

أ- ألا تؤدي حرية الفرد أو الجماعة إلى تهديد سلامة النظام العام وتقويض أركانه
ب- ألا تفوت حقوقا أعم منها،وذلك بالنظر إلى قيمتهافي ذاتها ورتبتها ونتائجها
ج - ألا تؤدي حريته إلى الإضرار بحرية الآخرين

وبهذه القيود والضوابط ندرك أن الإسلام لم يقر الحرية لفرد على حساب الجماعة ،كما لم يثبتها للجماعة على حساب الفرد ،ولكنه وازن بينهما ،فأعطى كلا" منهما حقه.




مفرح التليدي 03-24-2013 08:11 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
القيم و الأخلاق الإسلاميه (8)



2/ أنواع الحرية :

- الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المادية
- الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المعنوية


الصنف الأول : الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المادية ،
وهذا الصنف يشمل الآتي:

أ - الحرية الشخصية:
والمقصود بها : أن يكون الإنسان قادرا" على التصرف في شئون نفسه ، وفي كل ما يتعلق بذاته ، آمنا من الاعتداء عليه ، في نفسه وعرضه وماله ، على ألا يكون في تصرفه عدوان على غيره. والحرية الشخصية تتضمن شيئين:

1/ حرمة الذات ، وقد عنى الإسلام بتقرير كرامة الإنسان ، وعلو منزلته. فأوصى باحترامه وعدم امتهانه واحتقاره ،
قال تعالى:
((ولقد كرمنا بني آدم))
،
وقال تعالى:
((وإذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون))
وميزه بالعقل والتفكير تكريما" له وتعظيما" لشأنه ، وتفضيلا" له على سائر مخلوقاته ،
وفي الحديث عن عائشة – رضي الله عنها – مرفوعا" :
" أول ما خلق الله العقل قال له اقبل ، فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر ، ثم قال له عز وجل: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا" أكرم علي منك ، بك آخذ ، وبك أعطي ، وبك أثيب ، وبك أعاقب"


وفي هذه النصوص ما يدعو إلى احترام الإنسان ، وتكريم ذاته ، والحرص على تقدير مشاعره ، وبذلك يضع الإسلام الإنسان ، في أعلى منزلة ، وأسمى مكان ، حتى أنه يعتبر الاعتداء عليه ، اعتداء على المجتمع كله ، والرعاية له رعاية للمجتمع كله ،

وقال تعالى :
((من اجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض ، فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا))


وتقرير الكرامة الإنسانية للفرد، يتحقق أيا كان الشخص، رجلا أو امراة، حاكما أو محكوما، فهو حق ثابت لكل إنسان، من غير نظر إلى لون أو جنس أو دين.

حتى اللقيط في الطرقات و نحوها ،يجب التقاطه احتراما لذاته و شخصيته ، فإذا رآه أحد ملقى في الطريق ،وجب عليه أخذه ،فان تركوه دون التقاطه أثموا جميعا أمام الله تعالى ،و كان عليهم تبعة هلاكه.


هذا و كما حرص الإسلام على احترام الإنسان حيا ، فقد أمر بالمحافظة على كرامته ميتا
،فمنع التمثيل بجثته ،و الزم تجهيزه و مواراته ،و نهى عن الاختلاء و الجلوس على القبور


2/ تأمين الذات : بضمان سلامة الفرد و أمنة في نفسه و عرضه و ماله:

فلا يجوز التعرض له بقتل أو جرح ،أو أي شكل من أشكال الاعتداء ، سواء كان على البدن ،كالضرب و السجن و نحوه ،أو على النفس و الضمير ،كالسب أو الشتم و الازدراء و الانتقاص و سوء الظن و نحوه ،و لهذا قرر الإسلام زواجر و عقوبات ، تكفل حماية الإنسان و وقايته من كل ضرر أو اعتداء يقع عليه ، ليتسنى له ممارسة حقه في الحرية الشخصية. وكلما كان الاعتداء قويا كان الزجر أشد ،

ففي الاعتداء على النفس بالقتل و جب القصاص ، كما قال تعالى :
((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى))


أو كان الاعتداء على الجوارح بالقطع و جب القصاص أيضا كما قال تعالى :
((و كتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس و العين بالعين و الأنف بالأنف و الأذن بالأذن و السن بالسن و الجروح قصاص))


و منع عمر ابن الخطاب –رضي الله عنه – الولاة من أن يضربوا أحدا إلا أن يكون بحكم قاض عادل ،

كما أمر بضرب الولاة الذين يخالفون ذلك بمقدار ما ضربوا رعاياهم بل انه في سبيل ذلك منع الولاة من أن يسبوا أحدا من الرعية ،ووضع عقوبة على من يخالف ذلك.




مفرح التليدي 03-24-2013 08:18 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 
القيم و الأخلاق الإسلاميه (9)




ب-حرية التنقل (الغدو و الرواح ) : والمقصود بها :أن يكون الإنسان حرا في السفر والتنقل داخل بلده وخارجه دون عوائق تمنعه.

والتنقل بالغدو والرواح حق إنساني طبيعي ،تقتضيه ظروف الحياة البشرية من الكسب والعمل وطلب الرزق والعلم ونحوه ،ذلك أن الحركة شأن الأحياء كلها ،بل تعتبر قوام الحياة وضرورتها وقد جاء تقرير ((حرية التنقل )) بالكتاب والسنة والإجماع

ففي الكتاب قوله تعالى :
((هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه و إليه النشور))


و لا يمنع الإنسان من التنقل إلا لمصلحة راجحة ،كما فعل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في طاعون عمواس ،حين منع الناس من السفر إلى بلاد الشام ،الذي كان به هذا الوباء ، و لم يفعل ذلك الا تطبيقا لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم
(إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه و إذا وقع بأرض و انتم بها فلا تخرجوا فرار منه)

و لأجل تمكين الناس من التمتع بحرية التنقل ، حرم الإسلام الاعتداء على المسافرين، والتربص لهم في الطرقات ،و أنزل عقوبة شديدة على الذين يقطعون الطرق و يروعون الناس بالقتل و النهب و السرقة، قال تعالى : ((إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك خزي في الدنيا و لهم في الآخرة عذاب عظيم))


و لتاكيد حسن استعمال الطرق و تأمينها ،نهى النبي صلى الله عليه و سلم صحابته عن الجلوس فيها، فقال:
(إياكم و الجلوس في الطرقات ،قالوا: يا رسول الله ،ما لنا بد في مجالسنا، قال: فان كان ذلك، فأعطوا الطريق حقها، قالوا: و ما حق الطريق يا رسول الله ؟قال: غض البصر و كف الأذى، و رد السلام،و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر )


فالطرق يجب أن تفسح لما هيئ لها، من السفر و التنقل و المرور، و أي استعمال لغير هدفها محظور لا سيما إذا أدي إلى الاعتداء على الآمنين ، و لأهمية التنقل في حياة المسلم وأنه مظنة للطوارئ ، فقد جعل الله تعالى ابن السبيل- وهو المسافر- أحد مصارف الزكاة إذا ألم به ما يدعوه إلى الأخذ من مال الزكاة ، ولو كان غنياً في موطنه .




مفرح التليدي 03-24-2013 08:24 AM

رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
 

القيم و الأخلاق الإسلاميه (10)




ج-حرية المأوى و المسكن :
فمتى قدر الإنسان على اقتناء مسكنه ،فله حرية ذلك ،كما أن العاجز عن ذلك ،ينبغي على الدولة أن تدبر له السكن المناسب ،حتى تضمن له أدنى مستوى لمعيشته.

روى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له)

وقد استدل الإمام ابن حزم بهذا الحديث وغيره على أن أغنياء المسلمين مطالبون بالقيام على حاجة فقرائهم إذا عجزت أموال الزكاة والفيئ عن القيام بحاجة الجميع من الطعام والشراب واللباس والمأوى الذي يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء وعيون المارة والدولة هي التي تجمع هذه الأموال وتوزعها على المحتاجين ولا فرق في هذا بين المسلمين وغيرهم لأن هذا الحق يشترك فيه جميع الناس كاشتراكهم في الماء والنار فيضمن ذلك لكل فرد من أفراد الدولة بغض النظر عن دينه.


فإذا ما ملك الإنسان مأوى و مسكن ، فلا يجوز لأحد ،أن يقتحم مأواه ،أو يدخل منزله إلا بإذنه ،
حتى لو كان الداخل خليفة ،أو حاكما أعلى –رئيس دوله- ما لم تدع إليه ضرورة قصوى، أو مصلحة بالغة،

لأن الله تعالى يقول :
((يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا و تسلموا على أهلها ذلكم خيركم لعلكم تذكرون ،فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم ،و إن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم و الله بما تعملون عليم ))


و إذا نهي عن دخول البيوت بغير إذن أصحابها ، فالاستيلاء عليها ،أو هدمها أو إحراقها من باب أولى
،إلا إذا كان ذلك لمصلحة الجماعة ،بعد ضمان البيت ضمانا عادلا، و هذه المصلحة قد تكون بتوسعة مسجد ،أو بناء شارع ، أو إقامة مستشفى ،أو نحو ذلك ،

و قد أجلى عمر بن الخطاب –رضي الله عنه –أهل نجران ، و عوضهم بالكوفة

ولحفظ حرمة المنازل وعظمتها
،حرم الإسلام التجسس، فقال تعالى : (( و لا تجسسوا و لا يغتب بعضكم بعضا ))

وذلك لأن في التجسس انتهاكا لحقوق الغير ،

والتي منها :حفظ حرمة المسكن ،و حرية صاحبه الشخصية بعدم الاطلاع على أسراره

بل و بالغ الإسلام في تقرير حرية المسكن بأن أسقط القصاص والدية عمن انتهك له حرمة بيته ،بالنظر فيه و نحوه يدل على ذلك حديث أبى هريرة –رضي الله عنه-أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
(من اطلع في دار قوم بغير إذنهم ففقأوا عينه فقد هدرت عينه)
وهدرت:أي لاضمان على صاحب البيت. فعين الإنسان –رغم حرمتها وصيانتها من الاعتداء عليها ،وتغليظ الدية فيها –لكنها هنا أهدرت ديتها بسب سوء استعمالها واعتدائها على حقوق الغير .




الساعة الآن 02:12 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون